مع عرض جودر.. مقتنيات سحرية بحكايات ألف ليلة وليلة تلقي بظلالها على مخترعات حديثة
"جودر - ألف ليلة وليلة" مسلسل جذب المصريين، حيث يقومون بالدخول إلى عالم جودر السحري، حيث يمكن للكائنات الحية التحدث معهم، والشجر يمكن أن يقدم معلومات هامة، وغيرها من الأساطير التي تأخذنا إلى عالم خيالي ممتع بقصة "جودر" بطولة ياسر جلال.
وأشار نقاد إلى أن مؤلف "ألف ليلة وليلة" استوحى القصة من تراث عدة أشخاص من عصور وبلاد عربية مختلفة، وبقراءة الكتاب نجد طلاسم سحرية تشير إلى اختراعات حديثة، وسنستعرض ذلك في التقرير التالي.
اختراع المنبه في قصة الحكماء الثلاثة
تقول القصة، في كتاب ألف ليلة وليلة: "ومما يُحكى أنه كان في قديم الزمان ملك عظيم ذو خطر جسيم وكان له ثلاث بناتٍ مثل البدور السافرة والرياض الزاهرة وولدٌ ذكَر كأنه القمر، فبينما الملك جالس على كُرسي مملكته يومًا من الأيام إذ دخل عليه ثلاثةٌ من الحكماء مع أحدهم طاووس من ذهب ومع الثاني بوق من نحاسٍ ومع الثالث فرَس من عاجٍ وأبنوس، فقال لهم الملك: ما هذه الأشياء؟ وما مَنفعتُها؟ فقال صاحب الطاووس: إن منفعة هذا الطاووس أنه كلَّما مضت ساعة من ليلٍ أو نهار يُصفق بأجنحته ويزعق. وقال صاحب البوق: إنه إذا وُضِع هذا البوق على باب المدينة يكون كالمُحافظ عليها، فإذا دخل في تلك المدينة عدوٌّ يزعق عليه هذا البوق فيُعرَف ويُمسَك باليدِ. وقال صاحب الفرس: يا مولاي إن منفعة هذه الفرس أنه إذا ركبها إنسان تُوصِّله إلى أي بلاد أراد".
ووفقًا لكتاب: "الرواية الأم ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية" للكاتب ومترجم الروائع الأدبية، ماهر البطوطي، يكشف الكاتب الطلاسم السحرية التي تدل على اختراعات حديثة اليوم، فيقول: إن الاختراعات المذكورة في قصة الحكماء الثلاثة هي مِن قبيل الحكايات المُستقبلية؛ فقد جرى بعد ذلك بقرونٍ اختراع الآلة التي تُعين الوقت كلَّ ساعةٍ بخروج التماثيل الخشبية الصغيرة ودخولها.
الردار في حكايات ألف ليلة وليلة
وأضاف ماهر البطوطي: أما الفرس الأبنوسي فهو أول ذكر لآلة تحمل الإنسان وتطير به في الجو ناقلةً إيَّاه من مكان إلى مكان، وعلى نحو يستطيع التحكم فيه. أما الفارس الذي يرصد أي عدوٍّ يدخل البلاد فهو أقدم شكلٍ بدائي للرادار الذي يرصد دخول أجسام غريبة إلى منطقة مُعينة. وفي بعض نسخ هذه القصة، يزيد الراوي بأن يجعل ذلك الفارس يُرسِل بالصواعق على الغريب العادي فيقضي عليه، ويرَون فيها أيضًا أول تصويرٍ لأشعة نووية أو أشعة الليزر في صورتها الحربية التي تمحق العدوَّ وتزيل أثره من الوجود.
البساط السحري.. أحلام البشر أصبحت حقيقة
وأيضًا في الكثير من قصص ألف ليلة وليلة، التي كتبت منذ آلاف السنين، يمكن أن تدور القصص حول "البساط السحري"، على مرِّ العصور، وهو البساط الذي يطير بمن عليه من مكانٍ إلى آخر، وهو أيضًا من أحلام البشر في كل العصور.
ويلفت الكاتب ماهر البطوطي، إلى أن البساط السحري هو الذي يوفر إمكانية الانتقال السريع من مكانٍ إلى آخر، خاصة عبر الجو، وهو ما تحقَّق بعد ذلك عن طريق الطائرات، ثم الطائرات الأسرع من الصوت.
وقد وردت حكايات الطيران في الجو في عدَّة مواضع من قصص ألف ليلة وليلة، مثلما ذكر البساط الطائر في حكاية الأمير أحمد والأميرة باري بانو.
كما تضم «حكاية الأمير أحمد والأميرة باري بانو» في كتاب ألف ليلة وليلة، ذكر اختراعاتٍ عجيبة أخرى، ويشير الكاتب إلى أنه في القصة "أن الأمير الثاني علي الذي توجَّه إلى مدينة شيراز ببلاد فارس، جلب من هناك منظارًا سحريًّا يرى الناظرُ في أي طرفٍ منه أيَّ شيءٍ يودُّ أن يراه! أما الأمير الأصغر أحمد، فهو يجلب من سمرقند تفَّاحةً سحرية يُمكنها أن تَشفي أي مريضٍ من أي علةٍ كانت"، وقد توصَّل علم اليوم بالفعل إلى التليسكوب، والأدوية العلاجية التي توصَّلت إليها الأبحاث الطبية الآن.
اقرأ أيضًا