عبدالناصر: "اعتبرناك ابن الثورة" وأسرار خلافه مع أم كلثوم.. حكايات عبد الحليم حافظ
في كتابها مذكرات حليم كما يرويها بصوته أوردت الناقدة الراحلة إيريس نظمي العديد من الحكايات عن عبد الحليم حافظ.
كانت الأغنية الوطنية مفرقا مهما في حياة العندليب، فهي السبب في توطيد علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر" غنيت في حروب مصر وكانت هذه الأغاني سببا في ارتباطي بقيادات ثورة يوليو، وذات يوم فوجئت بالصاغ صلاح سالم يقول لي: "سأقدمك لجمال عبد الناصر"، ووجدت نفسي أمام الرئيس وقال لي: "احنا اعتبرناك ظهرت مع الثورة"، كان يحبني وتأكدت من محبته لي عندما وضعت الدولة الرقابة على التليفونات ومن بينها تليفوني وعلم ناصر وأمر برفع الرقابة مني، أيضًا عندما أثير موضوع الضرائب المستحقة عن أجور الفنانين اختارني وانا وعبد الوهاب لكي يناقشنا ويسمعنا، ولم يتكلم عبد الوهاب كثيرا وتوليت انا شرح الأمر ومطالبنا وتحفظاتنا".
يكمل: "كان عبد الناصر يسأل عن حالتي الصحية ويناديني: "يا حليم"، وعن طريق صلاح سالم عرفت السادات أيضًا، وتنبأت له أنه سيبقى استمرارا للثورة.
يواصل: "الأغاني الوطنية التي كنت أقدمها جلبت المتاعب لي، وبسببها كان هناك خلاف بيني وبين أم كلثوم، كنت الوحيد الذي اشترك معها في أعياد الثورة، تظهر أولا لتفتتح الاحتفال وتقدم وصلتها، ثم أظهر أنا وأغني، وبعد ذلك تقدم هي وصلتها الثانية، ولكني فوجئت بها تريد أن تقدم الوصلتين أولا ثم أغني أنا، وعندما عرفت قلت لابد ان اذهب إليها، ولكنها لم تلتفت لي ولم تحاول ان تسمع بقية كلامي، وقالت بحدة: "لا مش هتغني بين الوصلتين، وإن كنت عاوز تغني خليك ف الآخر".
يتابع: "كانت جافة معي وفي الحفل الذي تلاه تحدثت عن الأمر وقلت: بعد انتهاء أم كلثوم فلا غناء، ويبدو أن ظهوري في آخر الحفل عملية مقصودة ومدبرة"، وعرفت أم كلثوم ما قلت، وحاولت أن تمنعني بكل جهودها من الحفل، وعرف عبد الناصر، وسأل عني فقالوا له: "مريض"، ويبدو أن هناك من حكى له الأمر فأرسل لي يطالبني بالاشتراك في الحفل الكبير الذي سيقام في الإسكندرية وكانت لفتة لن أنساها.