تقرير أمريكى: توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بشأن غزة ليس جديدًا
سلطت الإذاعة الأمريكية الوطنية "إن بي آر" (NPR)، الضوء على توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل الآن بسبب قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني انتقادات من البيت الأبيض.
وذكرت الإذاعة الأمريكية، في تقرير لها اليوم، أن الخلاف الأول كان في عام 1956 عندما قاومت إسرائيل قرار الأمم المتحدة الذي دعاها إلى سحب قواتها من قطاع غزة، الذي كان يخضع آنذاك لسيطرة مصر، ما اضطر الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور للتدخل لإنهاء الصراع.
وأشارت الإذاعة إلى أن أيزنهاور قال في خطاب بثه التليفزيون الوطني حينها: "لقد بُذلت جهود متكررة، لكنها غير ناجحة حتى الآن، لتحقيق انسحاب طوعي لإسرائيل، فقد كان من دواعي خيبة أملنا الشديدة أن حكومة إسرائيل، على الرغم من الإجراء الذي اتخذته الأمم المتحدة، ما زالت تشعر بعدم الرغبة في الانسحاب".
وقالت: "لقد فهمت إسرائيل الرسالة، وانسحبت من غزة بعد فترة وجيزة. وها نحن هنا مرة أخرى، بعد مرور 68 عامًا، مع بعض التحولات الجديدة".
ولفتت إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعم إسرائيل في حربها مع حركة حماس، لكنه حذر الإسرائيليين من شن هجوم عسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة في وقت يلجأ فيه أكثر من مليون مدني فلسطيني إلى هناك، منوهة إلى عقد كبار المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين اجتماعا افتراضيا يوم الإثنين لكنهم لم يتوصلوا إلى انفراجة.
وقالت إسرائيل في بيان مشترك، “اتفقا على أنهما يشتركان في الهدف المتمثل في رؤية هزيمة حماس في رفح، وأعرب الجانب الأمريكي عن قلقه بشأن مسارات العمل المختلفة في رفح، ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار وإجراء مناقشات لاحقة".
توتر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتححدة بسبب غزة
في هذا الإطار، قال جيريمي بن عامي، رئيس مجموعة جي ستريت، وهي مجموعة في واشنطن تصف نفسها بأنها مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة للسلام والأمن والديمقراطية: "أرى خطرًا حقيقيا للغاية على دولة إسرائيل ومصالحها على المدى الطويل".
وألقى “بن عامي” الكثير من اللوم على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحكومته الائتلافية اليمينية المتطرفة، قائلًا: "إنهم يقودون البلاد نحو فقدان الشرعية الدولية والدعم الأمريكي".
وخلال السنوات العديدة التي قضاها في السلطة، انضم نتنياهو إلى الجمهوريين في الولايات المتحدة، كما خاض معارك علنية مع الرؤساء الديمقراطيين الثلاثة السابقين: "بيل كلينتون، حول مفاوضات السلام مع الفلسطينيين؛ باراك أوباما، بشأن الاتفاق النووي مع إيران؛ والآن بايدن بشأن الحرب في غزة".
واتخذ أحد أقوى مؤيدي إسرائيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، مؤخرًا خطوة استفزازية بالدعوة إلى استبدال نتنياهو.
وقال شومر: "أعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو ضل طريقه من خلال السماح لبقائه السياسي بأن يكون له الأسبقية على المصالح الأفضل لإسرائيل".
في السياق نفسه، عبر روبرت ساتلوف، الذي يرأس معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن اعتقاده بأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستنتعش مرة أخرى.
وقال: "أتوقع أنه في ظل الصعوبات الحالية، ومع مرور الوقت، سيكون هناك التزام متجدد بتعزيز هذه العلاقة مرة أخرى".