مكسرات لميس.. حكاية كتاب "الرسالة والأم" للإمام الشافعى
تستكمل الدكتورة لميس جابر، اليوم الأربعاء، تفاصيل حديثها عن الإمام أبوعبدالله محمد بن إدريس الشافعيّ، ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه.
وقالت الدكتورة لميس جابر، خلال حلقة اليوم من برنامج "مكسرات لميس"، على الراديو 9090، في حديثها عن الإمام الشافعي، إنه ألّف العديد من الكتب الضخمة، ومنها كتاب "الرسالة"، والذى ألفه الشافعى فى العراق، وقام بإعادة تأليفه مرة ثانية فى مصر، بعدما جدد فى بعض فتواه وفقًا لتغير الأحوال التى اقتضاها الأمر.
يعد كتاب الرسالة للإمام الشافعي أول كتاب أُلف في علم أصول الفقه، وأراد به أن يضع الضوابط التي يلتزم بها الفقيه أو المجتهد لبيان الأحكام الشرعية لكل حديث ومستحدث في كل عصر، ويقع الكتاب في مجلد واحد، تناول فيه المسائل الأصولية، مثل حديث الواحد والحُجَّة فيه، وشروط صحة الحديث وعدالة الرواة، وردّ الخبر المُرسَل والمُنقطِع وغير ذلك من مسائل الأصول والترجيح، وتشكل مقدمة الرسالة الطويلة- مائة صفحة- قسمًا كبيرًا من مادتها.
ويقول عنه المزني أبوإبراهيم إسماعيل بن يحيى، صاحب الشافعي: قرأت كتاب "الرسالة" للشافعي خمسمائة مرة، ما من مرة منها إلا واستفدت فائدة جديدة لم أستفدها في الأخرى.
وقال أيضًا: أنا أنظر في كتاب "الرسالة" عن الشافعي منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه من مرة إلا وأنا أستفيد شيئًا لم أكن عرفته.
وأيضًا كان من أهم مؤلفاته هو كتاب "الأم"، الذي جمع فيه الربيع بعض كتب الشافعي، وسماه بهذا الاسم، بعد أن سمع منه هذه الكتب، وما فاته سماعه بين ذلك، وما وجده بخط الشافعي ولم يسمعه بينه أيضًا، كما يعلم ذلك أهل العلم ممن يقرأون كتاب "الأم".