"مكسرات لميس".. رحلة الإمام الشافعي من بغداد إلي مصر ودفنه في الفسطاط
تحدثت الدكتورة لميس جابر خلال حلقة، اليوم، من برنامج "مكسرات لميس" على الراديو 9090، عن رحلة الإمام الشافعي، والذي يعد أحد أئمة الفتوى في التاريخ الإسلامي، من بغداد إلى مصر، ودفنه في آخر ليلة من رجب سنة 204 هـ - الموافق 20 يناير عام 820م بمدينة الفسطاط بمصر.
دراسته وجمعه بين المذهبين المالكي والشافعي
وذكرت لميس جابر، خلال الحلقة، أن الإمام الشافعي هاجر إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز المذهب المالكي وفقه العراق المذهب الحنفي.
تأليف كتاب "الرسالة" الذى وضع به الأساس لعلم أصول الفقه
وعاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها 9 سنوات، وأخذ يلقى دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، وقام بتأليف كتاب "الرسالة" الذى وضع به الأساس لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ، وهناك أعاد تصنيف كتاب "الرسالة"، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلم طلاب العلم.
لم يَطِبْ للشافعي المقامُ ببغداد، وكان لا بد من الرحيل منها، ولم يجد مهاجَرًا ولا سَعةً إلا في مصر، ذلك أن واليَها عباسيٌ هاشميٌ قرشيٌ، وقال ياقوت الحموي: «وكان سبب قدومه إلى مصر أن العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن عباس دعاه، وكان العباسُ هذا خليفةً لعبد الله المأمون على مصر».
قدم الشافعي مصر سنة 199 هـ، ومات فيها سنة 204 هـ، وقد رُوي عن الربيع بن سليمان أحد أصحاب الإمام الشافعي والرواة عنه أنه قال: وقال لي يومًا (يقصد الشافعي): "كيف تركت أهل مصر؟"، فقلت: "تركتهم على ضربين: فرقةٌ منهم قد مالت إلى قول مالك، وأخذت به واعتمدت عليه وذبَّت عنه وناضلت عنه، وفرقةٌ قد مالت إلى قول أبي حنيفة، فأخذت به وناضلت عنه"، فقال: "أرجو أن أقدم مصر إن شاء الله، وآتيهم بشيء أشغلهم به عن القولين جميعًا"، وقال الربيع: "ففعل ذلك والله حين دخل مصر"، ولما قدم الشافعي مصر نزل على أخواله الأزد.