لماذا اقترن اسم الله "الشكور" بـ"الحليم"؟.. الإمام الطيب يوضح
كشف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن سبب اقتران اسم الله "الشكور" باسم "الحليم" و"الغفور"، قائلًا: "هناك علوم تتحدث عن معاني الآيات وتختم بأن تلك الآيات ذيلت بالمعاني الآتية، وهي تبرر ما صدر في بداية الآيات وتعزز المعنى أيضًا".
وقال خلال لقائه ببرنامج "الإمام الطيب"، مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ، والمُذاع عبر فضائية "دي إم سي"، مساء اليوم الأحد، إن الشكور يقتضي الحلم، فلا يكون شكورًا إلا إذا كان حليمًا، وهناك أوصاف كثيرة يظن البعض أنها جاءت اعتباطًا، ولكن نقول لا فهناك علم قائم على دراسة واكتشاف التناسق والتناسب في تذييل الآية بما قبلها، وهو ربط الآيات التي نتحدث عنها.
وتابع: "القرآن الكريم متكامل وكل آية مبنية على ما قبلها، والنبي- صلى الله عليه وسلم- كان يحدد موضع كل آية في القرآن الكريم، وهذا أمر توقيفي، وحتى الآن لم نقرأ لدى من تفرغوا لنقد القرآن الكريم، أن هناك آية جاءت في غير موضعها ولن يحدث.
من هو العبد الشكور؟
وبشأن إطلاق الله للفظ الشكور على بعض العباد، أوضح شيخ الأزهر أن الله قال في كتابه: "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"، والشكور هو من يؤدي شكر النعمة ونعمة الله سبحانه وتعالى محيطة بالإنسان في كل لحظة من لحظات يومه طول حياته، يصعب جدًا من تجده ينتبه ويلتفت إلى هذا المعنى في كل حركاته وسكناته ويشكر الله.
وواصل: "والإنسان يأكل ويشرب وينام ويلبس ويهيأ له أن هذا من حقه، والعادة تبطل عنده ملكة التيقظ من مهد له الحصول على النعمة، لذلك، كان النبي يتبع كل تصرف بشكر الله والدعاء لله والحمد له والثناء عليه سبحانه وتعالى عز وجل، فإذا لبس قال الحمد لله الذي رزقني من غير حول مني ولا قوة، ثم يعمد إلى ثوبه القديم ويتصدق به، وقليلون هم من يعيشون على هذا النمط، والناس يشكرون حين تأتيهم نعمة كبيرة تلفت أنظارهم أو حينما يقعون في ضائقة ثم تفرج عنهم".