متي يجف فيضان الأقصى؟
مضت خمسة أشهر والنصف بالتمام والكمال علي اليوم السابع من أكتوبر ذلك اليوم الذي قررت فيه حركه حماس القيام بالهجوم المباغت علي المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة (غلاف غزة) فيما يسمي بمعركه طوفان الأقصي.
وحتي اليوم أسفرت تلك المعارك الطوفانية عن نتائج كارثية لم يتوقعها أكثر الناس تشاؤمًا.
عشرات الآلاف من أهل غزة شهداء ومعظمهم من الأطفال والنساء.. مئات الآلاف من الجرحي الفلسطينيين معظمها إصابات بعاهات مستديمة. وملايين من سكان غزة دمرت ديارهم وتم تشريدهم في خيام غير آدمية، وتدمير جيل فلسطيني كامل نفسيًا وجسديًا، ناهيك عن بداية انتشار الأوبئة داخل المخيمات شديدة القذارة.
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن: هل هذا ما أرادته حركة حماس لشعب غزة حين قررت القيام بمغامرتها في السابع من أكتوبر؟
هل اهتمت بما سيحدث لأهل غزة جراء رد الفعل العنيف جدًا والمتوقع من الجيش الإسرائيلي؟
هل رفضها وتعنتها في مفاوضات تبادل الأسري مما يتسبب في المزيد من الشهداء والمصابين والمشردين يوميًا هو ما تراه شجاعة وقوة وانتصارًا؟
البث المباشر من داخل مخيمات الفلسطينيين في هذه الأيام المباركة من رمضان من القنوات الإخبارية المصرية والعالمية يدمي القلوب.. لا طعام ولا دواء ولا ماء نظيف، ومعظمهم يعيش علي طعام الذرة والبطاطا، بينما ينعم قادة حماس بالعيش الرغد في قطر ولبنان، بل يتهامس الناس عن زواج بعضهم دون مراعاة لمشاعر الملايين من أهل غزة.
ورغم كل جرائم إسرائيل اللا إنسانية التي فاقت كل معايير الإجرام إلا أنها ما زالت تتلقي الدعم الكامل وقطع غيار السلاح من الولايات المتحدة وإنجلترا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، بل والأمم المتحدة أيضًا وبعض منظمات حقوق الإنسان بعد أن صورت لهم إسرائيل أنها قضية دفاع عن كيان دولة وليست جريمة إبادة جماعية لشعب محتل، ووضحت بجلاء ازدواجية المعايير في كل من يساندها.
من الواضح أن هذا الوضع سوف يستمر لفترات طويلة (كما قالت إسرائيل في بداية رد فعلها)، وأن وقف إطلاق النار أصبح بعيد المنال بعد إصرار حركة حماس علي عدم تسليم الأسري.
والحل الآن هو معجزة إلهية بمعني الكلمة تنتشل إخوتنا من هذا العذاب المقيم في تلك الأيام المفترجة مع الدعاء وصب اللعنات علي كل من كان السبب.