توافق عربى أمريكى!
وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر، ووزيرة الدولة للتعاون الدولى بالإمارات، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اجتمعوا فى القاهرة، أمس الأول الخميس، مرتين، إحداهما بحضور أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، الذى استكمل سادس جولاته فى المنطقة، منذ ٧ أكتوبر الماضى، بزيارة إسرائيل، التى لم تكن على جدول أعمال الجولة، ولم يذكرها بيان سابق للخارجية الأمريكية، قال إن زيارة «بلينكن» مصر والسعودية تهدف إلى مناقشة الأساس السليم لسلام إقليمى دائم.
الخارجية الفلسطينية، ونحن معها، لا ترى أى نتائج ملموسة لجولات وزير الخارجية الأمريكى المكوكية فى المنطقة، وأوضحت، فى بيان، «أن إسرائيل تصعّد عدوانها على شعبنا بالتزامن مع هذه الجولات، كما هو حاصل حاليًا». لكن ما قد يميز هذه الجولة، هو أنها تتزامن مع قيام الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلى، بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن، من المفترض أن يكون قد تم التصويت عليه، مساء أمس الجمعة، يدعو إلى «وقف فورى ودائم لإطلاق النار» فى قطاع غزة.
قبل انضمام «بلينكن»، أكد المجتمعون، حسب البيان الصحفى المشترك، أولوية تحقيق وقف شامل وفورى لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، والتغلب على العراقيل، التى تضعها إسرائيل من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠. وجدّدوا رفضهم أى محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، أو تصفية القضية الفلسطينية، وشدّدوا على حتمية إقامة الدولة الفلسطينية، وفقًا للمرجعيات الدولية، وعلى ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الأحادية، التى تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها الاستيطان، وتلك التى تستهدف تغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
لاحقًا، أو بعد انضمام وزير الخارجية الأمريكى، قام الوزراء العرب بإطلاعه على رؤيتهم، وجدّدوا رفضهم أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، وكذلك أى عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، وحذروا من التداعيات الإقليمية الخطيرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع، و... و... وشدّدوا على ضرورة وقف إطلاق النار، ثم الانتقال لمرحلة جديدة من الإجراءات الملموسة التى تستهدف التسوية السياسية من خلال تنفيذ حل الدولتين، وجرى التوافق على عقد اجتماع للخبراء من الدول المشاركة، بصورة عاجلة، خلال الأيام المقبلة، لتحديد خطوات ملموسة ومنسقة، ذات أولوية، تعالج الأزمة الإنسانية.
المهم، هو أن وزير الخارجية الأمريكى، جاء إلى القاهرة، صباح الخميس، قادمًا من العاصمة السعودية الرياض، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم سامح شكرى، وزير الخارجية، وجرى خلال اللقاءين، استعراض آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين. وكالعادة، أشاد الوزير الأمريكى بالجهود المصرية للدفع تجاه التهدئة، مؤكدًا حرص بلاده على التنسيق والتشاور بهدف استعادة الاستقرار والأمن بالمنطقة. وتوافق الجانبان على أهمية استمرار الجهود المشتركة ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأى شكل أو صورة.
للرئيس السيسى، نقل «بلينكن» تحيات الرئيس الأمريكى جو بايدن وتقديره دور مصر الراسخ فى إرساء السلام والاستقرار بالشرق الأوسط. وفى هذا السياق، شدّد الرئيس، مجددًا على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، مشيرًا إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية. كما جدّد تحذيره من العواقب الخطيرة لأى عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، وشدّد، أيضًا، على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية، مع ضرورة فتح آفاق المسار السياسى من خلال العمل المكثف، لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الوضع فى قطاع غزة، كان حاضرًا فى مكالمة تليفونية، أجراها الرئيس السيسى، يوم الخميس، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لتهنئته بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة. ومع تأكيده عمق وقوة العلاقات بين مصر وروسيا، وحرصه المستمر على تعزيزها، أشاد الرئيس بوتين بالجهود المصرية المتواصلة على المسارين السياسى والإنسانى، لاستعادة الاستقرار والأمن بالمنطقة، مؤكدًا توافق الرؤى بين البلدين بشأن أهمية وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات، وأولوية حل الدولتين.