اليوم.. الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس سيرابيون أسقف تمويس
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس سيرابيون أسقف تمويس، وعلى خلفية الاحتفالات طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها: كانت تمويس مدينة في مصر السفلي اسمها مستمد من اللفظ القبطي "تموي" والتي تعني "الماعز"، مركزًا لعبادة هذا الحيوان في العصور القديمة. بين عامي 340 و 356 م، كان يرأس أبرشية ثمويس القديس سيرابيون.
ولد سيرابيون حوالى عام 339م في دلتا النيل بمصر ، ويلقب بالعلامة وذلك لأنه جمع ما بين المعرفة الروحية والعلوم العالمية. وقد تتلمذ بعض الوقت في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ثم اعتزل في الصحراء حيث صار راهبًا. أُجبِر سرابيون على ترك عزلته ليجلس على كرسي أسقفية توميس في جنوب مصر بالقرب من ديوسبوليس. شارك في مجمع سارديكا سنة 347 م.، وكان من المقرّبين للقديس اثناسيوس في دفاعه عن الإيمان المستقيمن ويقول القديس جيروم أنه نُفي بأمر الإمبراطور قسطنطين. قد اشترك أيضًا في مقاومة بدعة مقدونيوس، بالإضافة إلى مقاومته للأريوسيين، كما ألَّف كتابًا عظيمًا ضد المانيين. ألَّف عدة كتب فُقد معظمها.
ويقول أحد الأباء أن القديس سرابيون كان يردد هذه المقولة التي تلخص سموّ المسيحية: "العقل يتنقى بالمعرفة الروحية أو بالتأمل المقدس والصلوات. يقول عنه القديس جيروم أنه كان الصديق الشخصي للقديس الأنبا أنطونيوس ن وقد ورد ذكره مرتين في كتاب " حياة القديس أنطونيوس" للقديس اثناسيوس الرسولي. في المرة الأولى إذ كان يتحدث عن رؤى القديس انطونيوس، كان الأخوة يرونه صامتاً وهو جالس أو ماشٍ وبعد فترة يستأنف حديثه معهم، فكان رفقاؤه يدركون أنه شاهد رؤيا. لأنه عندما كان يجلس علي الجبل كثيرًا ما كان يشاهد ما يحدث في مصر، وكان يرويه لسيرابيون الأسقف الذي كان معه في مغارته.
أما المرة الثانية فعند نياحته طلب توزيع ثيابه بتقديم أحد جلود الغنم للبابا أثناسيوس ، والرداء الذي استلمه من الأسقف سيرابيون جديدًا يردوه إليه باليًا لكي يحتفظ بمسوحه. روي لنا المؤرخ سوزومين أنه كان قبل سيامته أسقفًا رئيسًا لجماعة رهبانية في صعيد مصر، ويشهد له أنه كان متميزًا بقداسة عجيبة وقوة البيان. كما يشهد القديس اثناسيوس صديقه الحميم أنه كان رئيسًا علي عددٍ كبيرٍ من الرهبان، كما جاء في رسالته إلى دراكونتيوس ليحثه علي قبول الأسقفية وهو رئيس محبوب للدير. وكان يساند القديس أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسية ، بمثابة يده اليمني له ، إذ كان يتخذه نائباً عنه في غيابه. وفى عام 340م كلفه البابا أن يعلن عن موعد الفصح ، ويعتقد أنه أنابه في كتابة الرسالة الفصحيةفى عامي 341و342م .
في 18 مايو عام 353م عندما أرسل القديس أثناسيوس بعثة للإمبراطور قسطنطين بعد أنتصارته وتوليه الإمبراطورية علي الشرق والغرب وقد سمع عن الوشايات التي بدأ الأريوسيون يخططون لها عنده. كانت هذه البعثة تحت رئاسة الأسقف سيرابيون، تضم خمسة أساقفة وثلاثة كهنة، ومعهم وثيقة موقعة من 80 أسقفًا من مصر يؤيدون فيها القديس أثناسيوس. فما كان من الإمبراطور قسطنطين الثاني إلا انه نفى سيرابيون من أجل استقامة إيمانه ، لهذا دُعي بالمعترف. قام اختياره على قدرته على الدفاع عن الإيمان والإقناع والصمود في المواجهة أمام الإمبراطور وأمام الضغط الأريوسي. وقد رقد في الرب وهو في المنفى.