الواعظات.. داعيات «الأوقاف»: نقدم التوعية للسيدات فى المناطق النائية
مساحات كبيرة تمنحها وزارة الأوقاف للمرأة، من أجل المشاركة فى العمل الدعوى، حيث فتحت المجال لتوسيع دور الواعظات فى عملية الوعظ، وفى حملات طرق الأبواب، وفى الإفتاء وتقديم المشورة للأسر، وهو دور يتوسع يومًا بعد يوم، فى إطار استراتيجية الدولة للاهتمام بالمرأة المصرية.
وخلال شهر رمضان، بذلت الواعظات التابعات لوزارة الأوقاف جهودًا مضنية فى أعمال الدعوة والنصح والإرشاد، داخل المجتمع، وهى جهود لمسها جميع السيدات خلال الأيام الماضية، فى ظل حسن تدريبهن على سبل الوعظ وتقديم المشورة.
والتقت «الدستور» عددًا من واعظات وزارة الأوقاف، للتحدث عن دورهن فى مجالس العلم وتصحيح المفاهيم، وما يقمن به من أنشطة دينية وثقافية وتوعوية داخل المساجد وخارجها.
بهيرة خير الله: أدوارنا توسعت منذ إعلان الرئيس ٢٠١٧ عامًا للمرأة المصرية
أكدت المهندسة بهيرة خير الله، التى تسمى بـ«أم الواعظات» بالإسكندرية، أن الواعظة لها دور كبير فى تثقيف السيدات، ومواجهة الأفكار الهدامة ونشر صحيح الدين، وهى موجودة على الساحة من سنوات طويلة، ولكن تم تفعيل دورها بشكل أكبر منذ عام ٢٠١٧، الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى عامًا للمرأة المصرية.
وكشفت عن أنها بدأت حياتها المهنية مهندسة، وكانت أول مهندسة فى الترسانة البحرية، ثم التحقت عقب خروجها معاشًا مبكرًا، بمعهد إعداد الدعاة بالإسكندرية، وتخرجت فيه عام ٢٠٠٤، وأتمت هذه الأيام ٢٠ عامًا من الدعوة فى وزارة الأوقاف.
ولفتت إلى أن جميع الواعظات خريجات من الجامعة، ويلتحقن بالمراكز الثقافية الإسلامية، ومعاهد إعداد الدعاة، ليصبحن واعظات معتمدات من وزارة الأوقاف، متابعة: «نشاط الواعظات بدأ يظهر على الساحة بشكل أكبر منذ إطلاق عام المرأة، وظهر ذلك فى زيادة عدد المؤتمرات والندوات والتدريبات وأعمال التثقيف التى أصبحت على مستوى متقدم، فضلًا عن إنشاء الأكاديمية الخاصة بالأوقاف، التى يدرس بها الأئمة والواعظات من جميع أنحاء العالم الإسلامى».
وأشارت إلى أن دور الواعظات وتدريبهن يتزايد ولا يتوقف، بل يشهد تطورًا واجتهادًا دائمًا منهن ودعمًا مستمرًا من وزارة الأوقاف، حيث يعملن على تثقيف النساء فى جميع الأمور الدينية والأسرية، فضلًا عن الحقوق المشتركة بين المرأة والرجل، والأمور الحياتية والزواج والطلاق، من خلال مبادرة «سكن ومودة»، مشيرة إلى أنها كلفت منذ عامين بإدارة مجلس الإفتاء للنساء.
ولفتت إلى أن واعظات الأوقاف يشاركن مع المجلس القومى للمرأة، ومع الكنائس المصرية الثلاث، فى حملات طرق الأبواب وجلسات الدوار بالمناطق الشعبية البسيطة، إضافة إلى القرى النائية.
وأشارت إلى عمل وزارة الأوقاف مع الكنيسة «إيد فى إيد» يوقف أى فتنة، حيث تتضمن الموضوعات التى يتم الحديث عنها، تنظيم الأسرة وخطورة الشائعات، والعديد من القضايا الاجتماعية التى تهم الناس، إضافة إلى المشاركة فى كل المبادرات، والسفر للخارج ضمن برامج التعاون مع عدد من الدول الإسلامية والإفريقية.
محاسن عطية:وجودنا بالمساجد أغلق الأبواب أمام الفكر المتطرف
قالت الدكتورة محاسن عطية، واعظة بوزارة الأوقاف، إنها كانت تعمل طبيبة بيطرية، وعقب خروجها معاشًا مبكرًا، التحقت بمركز الثقافة الإسلامية بمعهد إعداد الدعاة، ثم جرى اعتمادها كواعظة.
وأوضحت «محاسن»: «أكون فى المسجد خلال دروس النساء، وأرى النساء يبحثن عن العلم بشغف، كأرض تحتاج للماء».
وتابعت: «الواعظة هى مصدر العلم للنساء، ومهمتها صد أى فكر متشدد أو متطرف، ويكون التفاعل كبيرًا مع رسائلنا التوعوية».
وأضافت: «نلقى المحاضرات والدروس للنساء والأطفال، هو دور عظيم ثمنه ودعمه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وأكد أهمية نشر التوجيه بطريقة السماحة والحب».
وأكدت: «الواعظة لها دور كبير حاليًا فى نشر الفكر الوسطى بين الناس، خاصة الأطفال، وتصحيح الأفكار المغلوطة».
وذكرت أن الواعظة- من خلال دروس المسجد- تناقش الأمور التى تهم الأسرة، وتوضح كيفية التعامل مع الأطفال، فى إطار التربية الصحيحة، وفقًا للقيم والعقيدة السليمة وبأسلوب مبسط».
وأشارت إلى أن خطة العمل الواعظات خلال شهر رمضان المبارك تتنوع بين المشاركة فى الملتقى الفكرى، إضافة إلى درس العصر الذى يتناول الفقه والتفسير والسيرة وحفظ القرآن، وتغطية كل الأمور الشرعية والفقهية.
وأكدت: «نستطيع أن نفيد النساء بالمعلومات الصحيحة والأمور الفقهية، خاصة فى شهر رمضان.. واختيار وزارة الأوقاف عام ٢٠٢٤ عام الواعظات هو تشريف لنا، إذ إن الوزارة تعمل دائمًا على تأهيلنا من خلال تزويدنا بالدورات التدريبة التثقيفية والدينية، وأيضًا الاهتمام باللغة العربية حتى يكون الخطاب الدينى على أساس من الصحة، وتشارك الواعظات فى الكثير من برامج الأوقاف المشتركة داخل وخارج مصر».
سهام أحمد: ننشر الفكر الوسطى ونصحح الأفكار المغلوطة
أكدت سهام أحمد، مهندسة الكيمياء النووية والواعظة بأوقاف الإسكندرية، أن دور الواعظة يتمثل فى شرح قضايا الدين، وتوعية السيدات وتعريفهن بالدين الصحيح، الذى لا يوجد به تشدد ولا تسيب، أى دين الوسطية، الذى علمه النبى محمد- صلى الله عليه وسلم- لأمته، حتى تنقل هذا العلم لأفراد أسرتها.
وأوضحت أن وجود الواعظات بالمساجد بشكل موثق ومعتمد أغلق الباب أمام من يُقدم على تصدير الفكر المتطرف خارج المساجد، مؤكدة أن دور الواعظات كان له مردود إيجابى، مع زيادة توافد النساء على المساجد لحضور الدروس، والسؤال عن جميع الأمور الحياتية والدينية.
وأضافت «نسعى خلال شهر رمضان إلى تقديم معلومات دينية وحياتية وثقافية، والرد على كل التساؤلات من خلال الدروس اليومية، بجانب إقامة مسابقات لإشاعة روح المنافسة فى العلم، فضلًا عن نشر المعلومات الدينية الصحيحة من خلال وسائل الدعوة الإلكترونية، ومشاركة الفكر الوسطى عن طريق مواقع التواصل، لمواكبة التطور التكنولوجى».
وأكدت أن أئمة وواعظات الأوقاف يطرقن حاليًا جميع الأبواب لإيصال المعلومة الصحيحة للناس، مشيرة إلى أن ذلك هو دور الدعاة من أصحاب الفكر المستنير.
وأكدت اهتمام الدولة بالمرأة، ووجودها حاليًا فى كل المجالات، كان له أثر إيجابى على المرأة المصرية، وعلى الواعظات اللاتى يتلقين الدعم من وزير الأوقاف، منوهة إلى أن ذلك ينعكس على طلاب العلم بالمساجد، ويبث الرضا فى نفوس المواطنين، لأن النساء هن نصف المجتمع، وهن من تربين النصف الآخر.