أنماط المبتزين الأربعة.. وكيف يزدهر الابتزاز العاطفي؟
توجد مجموعة من السمات الشخصية للمبتزين بعضهم سلبيون، وبعضهم عدوانيون وبعضهم ماكرون للغاية وبعضهم مباشرون
- أولا:المعاقبون المباشرون، يخبروننا بما يريدون تحديدًا والعواقب التي ستواجهنا إذا لم نذعن لهم، وهذا النوع من المبتزين هو الأكثر وضوحًا، ربما يعبرون عن أنفسهم بشكل عدواني وأحيانًا يستشيطون غضبًا في صمت
- يريدون تكوين علاقات يكون فيها توازن القوة أحادي الجانب، أي يتحكم المبتز في العلاقة تحكمًا كاملًا.. من أمثلة العبارات التي يقولها المعاقبون المباشرون " إن عدتِ للعمل سأترككِ "،"إذا حاولت الانفصال عني، فلن ترى أطفالك مرة أخرى"، "إذا لم تقبل القيام بهذا العمل الإضافي، فانس أمر الحصول على ترقية"
- لاتوجد تربة خصبة للمعاقبين المباشرين أفضل من المشكلات الزوجية مثل إنهاء علاقة حب أو الطلاق
- يهتم المبتزين اهتمامًا مطلقًا بتلبية احتياجاتهم فيبدون غافلين عن مشاعرنا وغير مدركين تمامًا لتصرفاتهم، وهم يؤمنون إيمانا راسخًا بصحة ما يفعلونه، وصواب ما يريدونه
- الآباء الذين ينتمون إلى نوعية المبتزين المعاقبين عادة ما يخيرون أبناءهم إما هم أو من يحبونهم، وكلما كانت العلاقة وثيقة أكثر زادت المخاطر وزاد ضعفنا أمام المعاقبين
- وبينمانحن نراوغ لتجنب غضب المعاقبين والطريقة العدائية التي يتلاعبون بنا من خلالها ربما نجد أنفسنا نكذب ونخفي أسرارًا، ونقوم بأشياء في الخفاء للحفاظ على وهم طاعتنا لهم ونتصرف وكأننا مراهقون متمردون مما يجعلنا نلوم أنفسنا
ثانيًا: المعاقبون للذات، يؤكدون ما سيفعلونه بأنفسهم إذا لم ننفذ لهم ما يريدون، ومن أمثلة ما يقولونه " إذا تركتني فسأقتل نفسي"
- المعاقبون للذات هم أشخاص يحتاجون إلى العناية والاهتمام بشكل مفرط
ثالثًا:المعانون، يمتلكون موهبة في إلقاء اللوم على الآخرين وإشعارهم بالذنب طوال الوقت، وهم كثيًرا ما يحيطون أنفسهم بهالة من الاكتئاب والصمت، وترى الدموع في أعينهم لكنهم لا يخبروننا السبب إلا وقتما يريدون وبعد أن يتركونا في حيرة وقلق لساعات أو حتى لأسابيع
- قد يبدو المعانون ضعفاء ظاهريًا لكنهم فى الحقيقة طغاة من نوع هادئ، فهم لا يصرخون، ولا يحدثون ضجة، لكن سلوكهم يجرحنا ويحيرنا ويغضبنا
رابعًا: المغرون أو الماكرون،هم المبتزون الأكثر براعة، فهم يشجعوننا ويعدوننا بالحب أو النقود أو التقدم الوظيفي على طريقة العصا والجزرة، ويخضعوننا لسلسلة من الاختبارات ويعدوننا بشكل رائع إذا استجبنا لرغباتهم فسنحصل على المكافأة وإذا لم نتصرف بالطريقة التي يريدونها فلن نحصل على المكافأة، والمكافات تبدو دسمة ومغرية لكنها تتحول إلى سراب كلما اقتربنا منها
- المغرون لا يقدمون شيئًا من قبيل الإحسان حيث أن كل عرض محاط بالمغريات يحمل في ثناياه قيودًا
كيف يزدهر الابتزاز العاطفي؟
حتى تحدث عملية الابتزاز العاطفي لابد من وجود مبتز وشخص يتم ابتزازه
الابتزاز العاطفي يزدهر في وجود ضباب كثيف، والضباب يقصد به المشاعر الثلاثة التي يعمل كل المبتزين على تقويتها داخلنا،وهي الخوف والالتزام والشعور بالذنب، وهذه المشاعر المربكة تشعرنا بعدم الراحة وتدفعنا للاستسلام إلى الابتزاز
- الخوف: يبنى المبتزون استراتيجياتهم بناء على المعلومات التي نعطيها لهم بشأن ما نخاف منه، وهذه المعلومات تعد ذخيرتهم التي من خلالها يستطيعون تغذية الخوف بداخلنا،الخوف يأخذنا إلى التفكير بالأبيض أوالأسود وقد يقودنا إلى التفكير الكارثى.. الخوف قد يكون من الوحدة والهجر أو الغضب أو الصمت أو التعرض للعنف أو الأذى
- إن الأحداث التي مررنا بها والمشاعر التي انتابتنا في مرحلة الطفولة تعيش بداخلنا،وعادة تعاود الظهور عندما يحدث اضطراب أو قلق، وتبقينا الذاكرة العاطفية محبوسين داخل إطار الطرق القديمة للتصرف القائمة على الخوف حتى وإن لم يكن هناك ما يبرر ذلك الخوف في واقعنا الحالى، ويستطيع المبتز من خلال إثارة هذا الحدث أن يجدد شعورنا المتأصل بالخوف، وهو ما يشكل ضغطًا كافيًا يجعلنا نستسلم له
- الالتزام والواجب: لا يتردد المبتزون في إخضاع إحساسنا بالالتزام للاختبار،حيث يؤكدون على مقدار ما تخلوا عنه ومقدار ما فعلوه من أجلنا، وهم يدفعوننا لما يتجاوز حدود العلاقة المتكافئة القائمة على الأخذ والعطاء، ويعلموننا سواء أعجبنا ذلك أم لا أن القيام بما يطلبونه مسؤليتنا ولن يقبلوا شيئًا أقل من ذلك!
- إن عدم الرغبة في تمزيق العائلة يبقي كثيرًا من الناس في علاقات متدهورة، لا أحد يريد ان يصدم أطفاله أو يقتلعهم من الحياة الأسرية أو يعرضهم للألم والارتباك
- عندما يكون حس الالتزام لدينا أقوى من حس احترام الذات والاعتناء بالذات يتعلم المبتزون سريعًا كيف يستغلون ذلك لصالحهم
- عندما يسدي المبتز لنا معروفًا فهذا المعروق لن ينسى سريعًا فهو قرض مفتوح الأجل ويكون دائمًا مصحوبًا بمدفوعات، ويبدو أننا لن نسدد هذا الدين أبدًا
- الشعور بالذنب: هو جزء من كونك شخصًا عطوفًا لديه حس المسئولية، إذا كان لدينا ضمير يقظ فإن خيوط الشعور بالذنب تغزل نسيج حياتنا، ولسوء الحظ فإن شعورنا بالذنب يمكن بسهولة أن يمدنا بتفسيرات خطأ عن تأثير أفعالنا على الآخرين
- من أسرع الطرق التي يلجأ المبتزون إليها لخلق الشعور بالذنب غير المستحق هو أن يستخدموا اللوم
- من أكثر ما يسعد المبتز هو أن يشرح لنا كيف ولماذا نتحمل المسئولية كاملة عن موقف ما،أو لماذا لا يتحمل هو أية مسئولية على الإطلاق، فنصدق اللوم ويتدفق شعورنا بالذنب بكثافة فنصبح تواقين للارتياح الذي ينبع من الاستسلام إلى المبتز
- الشعور بالذنب هو القنبلة النيوترونية للمبتز، فهو ربما يبقى العلاقات قائمة لكنه يقوض الثقة والحميمية في العلاقة
لا يمكننا أن ننعم باستقرار عاطفي إذا كان الضباب يسيطر على حياتنا، فهو يحرف نظرتنا للأمور،ويشوه تاريخنا الشخصى، ويشوش على فهمنا لما يحدث من حولنا