ملتقي الأديان والثقافات.. أعمال تطوير شارع النبي دانيال إعادة إحياء للتراث السكندري
مع بدء العد التنازلي لانتهاء أعمال مشروع إعادة إحياء شارع النبي دانيال، أشهر وأقدم شوارع الإسكندرية، يشهد الشارع العريق تحولًا كبيرًا ابهر أهالي الإسكندرية، مع الحفاظ على الهوية والتراث المعماري والثقافي، حيث تحول شارع النبي دانيال إلى نموذجًا يحتذى به في تطوير المناطق والشوارع التراثية.
لمسات نهائية يتم تنفيذها بشارع النبي دانيال، استعدادا لافتتاح المرحلة الأولى من تطوير ورفع كفاءة الشارع الذي يبلغ طوله 750 مترًا، بتكلفة تقدر ب103مليون جنيه، حيث تم إعادة النسق الحضاري للشارع وتنظيم نشاط بيع الكتب من خلال باكيات محددة ذات تصميم مثالي يتماشي مع الطابع التراثي للشارع.
ويرصد “الدستور”، خلال التقرير التالي أهم ما يضمه شارع النبي دانيال تاريخيًا وثقافيًا وأهمية مشروع التطوير الذي شهده الشارع ليعيده إلى رونقه مرة أخرى.
وأكد الدكتور إسلام عاصم استاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر، بمعهد السياحة وترميم الاثار بأبي قير، ونقيب المرشدين السياحيين السابق، أن ما يحدث من تطوير اليوم لشارع النبي دانيال هو نقلة جديدة في مدينة الإسكندرية على الناحية الثقافية والسياحية، والبعد التراثي والحفاظ على التراث، وهي إشارة إيجابية كنا ننتظرها منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن تحويل الشارع إلى ممشى والحفاظ على النسق الخاص به وواجهات منازله، هي خطوة صحيحة في الحفاظ على التراث، حيث سيكون هذا الشارع مثالًا إيجابيًا وقدوة للشوارع الأخرى للحفاظ على نسقها التراثي والتاريخي.
وقال عاصم، إن شارع النبي دانيال هو أهم وأشهر معالم الإسكندرية ويعد واحدًا من أقدم شوارع المدينة ويعود تاريخ هذا الشارع إلى بداية تأسيس الإسكندرية في عهد الإسكندر الأكبر، ويعتقد الكثير من المؤرخين وبعض من الآثريين على أنه قد تكون مقبرة الإسكندر الأكبر في هذا الشارع القديم.
يمثل تنوع المجتمع السكندري بدياناته وثقافاته
وأضاف لـ" الدستور"، أن شارع النبي دانيال يمثل المجتمع السكندري منذ أن بدأت المدينة، والتنوع التي تتميز به الإسكندرية، حيث يضم الشارع نماذج للثلاث أديان السماوية ما بين المعبد اليهودي ألياهو هانبي، من أكبر المعابد اليهودية في العالم، ويعد الاقدم بين المعابد اليهودية التي كانت بالإسكندرية، ويقابله الكنيسة المرقسية، والتي تعتبر واحدة من أقدم الكنائس بالإسكندرية وأهم الكنائس الأرثوذكسية في مصر، وهي الكنيسة الرئيسة حيث أن التبشير بالديانة المسيحية بدأ من مدينة الإسكندرية، أما من الناحية الجنوبية من الشارع يوجد الجامع الأشهر هو مسجد النبي دنيال، ويقابله مسجد سيدي عبد الرزاق الوفائي، مشيرًا إلى أن الشارع اجمع الثلاث أديان.
وتابع عاصم، أن الشارع به تنوع هام من المباني التراثية الهامة ومنها منزل "عائلة منشأ" الذي تحول إلى المعهد الثقافي الفرنسي، والمنزل المميز ل"عائلة اجيون" الذي بناه المعماري لاشياك، وتحول إلى مبني مؤسسة الأهرام، فضلا عن مجموعة من العقارات الجميلة الرائعة التي بنيت في الفترات الذهبية للعمارة السكندرية، بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين.
تراث وقصص تاريخية بالنبي دنيال
وأشار إلى أن شارع النبي دانيال واحدًا من أهم الشوارع بالإسكندرية، وذلك لقدمه وايضًا لما به من تراث وثقافة وقصص تاريخية بداية من قصة النبي دانيال وارتباطه بالمكان، والبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، بجانب مقابر الأسرة العلوية التي كانت بجانب المسجد ودفن بها الكثير من العائلة الملكية بالشارع قبل نقل المقابر، لذلك هذا الشارع يحمل تاريخ طويل جدًا.
يرتادوا المثقفين ومحبي القراءة
وتابع أنه اشتهر بأكشاك بيع الكتب المستعملة وأصبح يرتادوه المثقفين والكثيرون منهم بدأ حبهم للقراءة من شارع النبي دانيال، ورغم تغيير نسيج الشارع وتحولت أكثر الكتب إلى كتب مدرسية من إنها كتبًا في جميع المجالات، إلا أن ما زال أيقونة الثقافة والقراءة، فضلا عن أن تاريخ الشارع هام جدًا ومرتبط مع أهالي الإسكندرية ارتباطًا شديدًا منذ صغرهم.
تطوير النبي دانيال الأول من نوعه في الإسكندرية
واختتم: ما قامت به الدولة في إعادة إحياء وتطوير شارع النبي دانيال والتعاون المثمر بين الجهات المختلفة ليصل الشارع إلى هذا الشكل، هو أمر إيجابي جدًا، حيث أنه الأول من نوعه في مدينة الإسكندرية والذي سيضع الإسكندرية أمام مسؤولية أن تحذوا كافة مناطق المدينة التراثية التي سيتم تطويرها حذو ما حدث بشارع النبي دانيال.