خبراء: «التجلى الأعظم» قادر على جذب ثلث السياحة الدينية فى العالم
أشاد خبراء سياحة بتوقيع عقود إدارة وتشغيل المكونات السياحية والفندقية لموقع «التجلى الأعظم» فى سانت كاترين.
كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قد شهد، خلال زيارته سانت كاترين، توقيع العقود بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، مُمثلة عن نفسها وعن محافظة جنوب سيناء، وشركتى «مصر سيناء للسياحة»، و«شتايجنبرجر دويتشه هوسبيتاليتى» الألمانية فى الشرق الأوسط.
ووفقًا للعقود الموقّعة، تتولى شركة «شتايجنبرجر دويتشه هوسبيتاليتى» إدارة الفنادق والمنتجعات البيئية السياحية المنفذة داخل حدود الأرض المملوكة لشركة «مصر سيناء للسياحة»، التى تعد مدينة سياحية متكاملة الأنشطة والخدمات، ضمن التنمية المتكاملة لموقع «التجلى الأعظم» فوق أرض السلام بسيناء، فى المنطقة المحيطة بجبلى «موسى» و«سانت كاترين».
وقال رامى رزق الله، رئيس لجنة «التسويق السياحى» بمدينة شرم الشيخ، إن مشروع «التجلى الأعظم» فى مدينة سانت كاترين سيخدم القطاع السياحى فى جنوب سيناء ككل، ويسهم فى زيادة الحركة السياحية الوافدة إليها.
وأضاف «رزق الله»: «الفنادق التى ستُقام فى مدينة سانت كاترين، وتحويل مطارها إلى مطار عالمى، خطوتان تسهمان فى إنعاش القطاع السياحى بالمنطقة، إذ يمكن للسائحين زيارة سانت كاترين وشرم الشيخ، بحيث يكون هناك تنوع فى البرنامج السياحى المقدم للسائح».
وكشف عضو غرفة «المنشآت الفندقية» بجنوب سيناء عن أن مشروع «التجلى الأعظم» يستهدف جذب ما يقرب من مليون سائح سنويًا، مشددًا على أن هذه المنطقة لا يوجد لها مثيل حول العالم، فهى الأكثر قدسية، لذا هناك شوق كبير من قبل السائحين لرؤيتها، خاصة بعد تطويرها، وتطوير كثير من الطرق إليها، مشيرًا إلى أن «السياحة الدينية» من الأنماط السياحية التى تستقطب أعدادًا كبيرة من السائحين حول العالم.
وأشار إلى وجود اتجاه لطرح إدارة المطارات، ومن بينها مطار «سانت كاترين»، على القطاع الخاص، مشددًا على أهمية هذه الخطوة فى ظل أن غالبية مطارات العالم تُدار بالفعل بواسطة القطاع الخاص، لخلق استثمارات وعوائد اقتصادية على الدولة، وذلك بالتزامن مع إدارة شركات متخصصة للفنادق التى ستُبنى فى «سانت كاترين».
من جهتها، وصفت شيرين الهوارى، رئيس المؤتمر العربى الأول للتدريب والتطوير من أجل الاستدامة، مشروع «التجلى الأعظم» بأنه نقلة حضارية للسياحة العالمية، خاصة السياحة الدينية والبيئية والاستشفائية.
وأضافت: «سانت كاترين منطقة متنوعة بيئيًا، ولها قيمة روحانية لمعتنقى الإسلام والمسيحية واليهودية، وفيها المكان الذى تجلى فيه الله لنبيه موسى، وفى ظل تنوع الموارد هذا، تستهدف الدولة إحداث تنمية بيئية مستدامة بها، وفق معايير التخطيط البيئى والتراثى».
وأشارت مدير إدارة التدريب فى أحد فنادق شرم الشيخ إلى أهمية شعار المشروع «التجلى الأعظم فوق أرض السلام»، والذى يأتى لإعلاء القيمة الروحية للمدينة وإرساء السلام، باعتبارها ملتقى للأديان.
وأفادت بأن الهدف من المشروع هو تنمية السياحة الدينية والروحية، وخلق مجتمع كامل فى مدينة «سانت كاترين»، التى تجمع بين السياحة الدينية والاستشفائية والبيئية، متابعة: «هناك يمكنك زيارة الأماكن المقدسة، مثل جبل التجلى الأعظم، وكنيسة التجلى، وتابوت القديسة كاترين، ومزار عبور سيدنا موسى وحجاج بيت الله، بالإضافة إلى ممارسة السياحة البيئية، مثل التخييم، وتسلق الجبال، ورؤية الوديان، علاوة على السياحة الاستشفائية، فى ظل وجود نباتات طبية نادرة فى المدينة».
واختتمت بقولها: «إحدى العلامات التجارية العالمية ستتولى مهمة إدارة أحد الفنادق الموجودة فى سانت كاترين بالفعل، وسيتم التفاوض مع شركات سياحية عالمية أخرى لإدارة المشاريع السياحية التى ستُقام بالمدينة».
وقال الخبير السياحى، إلهامى الزيات، إن منتج السياحة الدينية أو زيارة الأماكن المقدسة أساسى ويمثل العمود الفقرى للسياحة، ويجذب السياح من جميع دول العالم، من خلال برامج دينية متخصصة مثل رحلة العائلة المقدسة.
وتابع: «لا يمكن التقليل من السياحة التى تستهدف أغراضًا دينية، حيث يهتم نحو ٢٥٪ من المسافرين بهذا النوع من السياحة، ومن مجمل السياحة للدول الكبرى فى العالم لا توجد فى أى دولة أخرى غير مصر وفلسطين أماكن مقدسة للمسيح والعذراء والعائلة المقدسة، وهناك أكثر من ١٠٠ مليون مسيحى يزورون سنويًا آثارًا مسيحية مقدسة، رغم أنها لا ترتبط بالعائلة المقدسة».
وفى السياق ذاته، قال الدكتور سعيد البطوطى، المستشار الاقتصادى لمنظمة السياحة العالمية، وعضو مفوضية السفر الأوروبية، إن مشروع التجلى الأعظم يعد من المشروعات التى ستغير شكل السياحة فى مصر، وتجعل منها مقصدًا سياحيًا يحمل نمطًا جديدًا للعالم رغم وجود هذا النمط السياحى منذ زمن، إلا أن إحياءه فى الوقت الحالى سيغير طبيعة وخريطة السياحة الدينية حول العالم.
وأضاف أن مدينة سانت كاترين لها طبيعة مقدسة ومحاطة بالمحميات الطبيعية، والترويج الدولى لها سيغير الخريطة السياحية للمنطقة.
وتابع: «السياحة الدينية واحدة من أكثر الأدوات ذات الفاعلية لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة فى دول العالم، لما تتمتع به من العديد من المزايا الرئيسية للسياحة، حيث تعمل على زيادة الدخل القومى عن طريق زيادة الطلبات على المنتجات المحلية، وتوفر فرص عمل للعمالة الماهرة، وتعزز الحفاظ على التراث والتقاليد والتفاهم الثقافى والسلم الدولى».
وأكد عاطف عبداللطيف، أحد المستثمرين بمدينة سانت كاترين، أن اتجاه الدولة نحو تنفيذ مشروع التجلى الأعظم يعد من أهم إنجازات قطاع الاستثمار، خاصة فى مجال السياحة الدينية والبيئية، فى ظل طبيعة المنطقة التى تعد أحد المواقع القليلة التى تجذب جميع المؤمنين بالديانات السماوية.
وقال: «موقع سانت كاترين المقدس سيكون الأكثر شهرة عالميًا إذا تم الترويج له بشكل صحيح، وسيحول مصر لوجهة سياحية دينية، خاصة أن المنطقة تزخر بكثير من الأماكن المقدسة، ويكفى أن هذا المكان هو الوحيد على كوكب الأرض الذى تجلى فيه الله، سبحانه وتعالى، وكلم فيه البشر، كما أنه يضم قبر النبى هارون والنبى صالح وجبل موسى وجبل كاترين وعددًا من الوديان العظيمة والأماكن المقدسة».
وأضاف: «هذا المشروع الضخم يتضمن تطوير العديد من آثار الأنبياء، الذين زاروا مصر واحتموا بها لفترة كبيرة من الوقت، كما أن منطقة سانت كاترين تعد واحدة من مناطق التأمل، والترويج المناسب لها سيمكنها من جذب نحو ٣٠٪ من السياحة الدينية فى العالم، من مختلف الأديان».
وقال المهندس عمرو خطاب، عضو المكتب الفنى لوزير الإسكان والمتحدث باسم الوزارة، إن هناك متابعة مستمرة من قبل القيادة السياسية وقيادات الإسكان لمشروع التجلى الأعظم، منذ التخطيط له، موضحًا أن هذا يفسر مدى الإنجاز الذى تحقق على أرض الواقع، وشهده العالم كله خلال الجولة الأخيرة لرئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، بالمنطقة.
وأضاف: «مشروع التجلى الأعظم له خصوصية بيئية وثقافية وتاريخية، وهو ما تمت مراعاته فى عمليات التخطيط والتنفيذ، وكان من الضرورى الحفاظ على الحساسية البيئية للمنطقة حتى لا تفقد طبيعتها، لكونها محمية طبيعية، مع الحفاظ أيضًا على المكانة التاريخية للمكان الوحيد على كوكب الأرض الذى شهد تجلى المولى، سبحانه وتعالى».
وتابع: «هناك مفاوضات تجرى مع عدد من مشغلى الفنادق العالمية لتشغيل أكثر من فندق بالمنطقة، على خلفية التوقيع مع مجموعة (شتيجنبرجر) مؤخرًا، الذى شهده رئيس الوزراء خلال جولته الأخيرة هناك».
واستطرد: «الدولة، ممثلة فى عدد من أجهزتها، بذلت جهدًا كبيرًا لتطوير المنطقة، سواء لقاصدى السياحة الدينية أو الترفيهية أو البيئية، وكانت البداية بتطوير مطار سانت كاترين وتحويله لمطار دولى، ثم تطوير النزل البيئى والفندق الجبلى، وإنشاء حى سكنى جديد هناك، وهو حى الزيتونة، وعمليات التطوير ستتيح توفير نحو ١٠٠٠ غرفة سياحية جديدة، تليق بالمنطقة والراغبين فى زيارتها».