سوق النحاس بطنطا من منطقة صناعية تاريخية إلى مركز لبيع الأدوات المنزلية ومستلزمات المطاعم
تعد مدينة طنطا بمحافظة الغربية، من أقدم المدن في مصر، وتتميز بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، ومن بين الأماكن التي تحمل تاريخًا قديمًا في المدينة، يبرز شارع سوق النحاس كواحد من أهم المناطق والشوارع التاريخية في طنطا.
على مر العصور، كان شارع سوق النحاس يشتهر ببيع النحاس والمنتجات المصنوعة منه، وكان هذا السوق المزدحم مليئًا بالحرفيين الذين يعملون على تصنيع الأواني والمنتجات المصنوعة من النحاس، كانت تلك الأواني تستخدم في المنازل والمحلات العامة والفنادق وحتى أهلة ومآذن المساجد، لذا كان يعتبر مقصدًا رئيسيًا للباحثين عن الأواني والمستلزمات المنزلية.
مع مرور الوقت وتطور التكنولوجيا والمتطلبات، شهد شارع سوق النحاس تحولًا في نوعية المنتجات المتوفرة به، ابتداءً من منتصف القرن الماضي، بدأ بتصنيع وبيع الأواني المصنوعة من الألمونيوم بدلًا من النحاس، حتى وصل السوق كما هو عليه الآن كسوق لبيع منتجات مصنوعة من الألمونيوم والمعادن الأخرى ولا يوجد به إلا عددٍ ضئيل من الورش.
وفي الوقت الحاضر، تحول شارع سوق النحاس إلى مركز تجاري حديث يضم معارضًا للبيع وورشًا صغيرة تستخدم كمعارض، وذلك بعد أن تم تركيز أماكن تصنيع الألمونيوم في مدينة زفتى بمحافظة الغربية ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وبالتالي يقوم التجار بشراء المنتجات من هذه المدن وتقديمها في المعارض الموجودة في شارع سوق النحاس.
ومع تغير طبيعة السوق ظهرت مجموعة متنوعة من التجارة والمحلات التجارية في المنطقة، يمكن للزوار العثور على محلات تبيع الأدوات المنزلية ومستلزمات العرائس وغيرها من المنتجات ذات الصلة، بالإضافة إلى ذلك، يعبر التجار عن تحوّل السوق من مركز للصناعة والتجارة إلى مركز تجاري يستقطب الزوار من مختلف الأماكن.
صرّح محمد عبود، أحد أصحاب المحلات في المنطقة، قائلًا: "لقد شهدت منطقة شارع سوق النحاس تحولًا كبيرًا على مر السنين كانت صناعة النحاس هي الصناعة الرئيسية في المنطقة، ولكن مع تطور التكنولوجيا وتغير ذوق المستهلكين، انتقل الاهتمام إلى منتجات أخرى مثل الألمونيوم والمعادن الأخرى".
بدوره، صرح عثمان علي، آخر أصحاب المحلات التجارية في المنطقة، قائلًا: "رغم التحول الذي شهده السوق، إلا أنه لا يزال يحتفظ بسحره التاريخي، يستمر السوق في استقطاب الزوار من مختلف الأماكن، ويعد وجهة مهمة لسكان طنطا وأجوارها الذين يرغبون في اقتناء منتجات مميزة الجودة ورخيصة السعر".
ويعد شارع سوق النحاس في طنطا مثالًا حيًا على كيفية تطور المدن وتغير اهتمامات الناس على مر الزمان، رغم أنه تحول من مركز صناعي إلى مركز تجاري، إلا أنه لا يزال يحتفظ بأثره التاريخي ويستمر في جذب الزوار والمتسوقين.