ستينية مصر وكينيا
صباح أمس الأول، الأربعاء، زار القاهرة آدن بارى دوالى، وزير الدفاع الكينى، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ثم المهندس محمد صلاح الدين، وزير الدولة للإنتاج الحربى. ومساء اليوم نفسه، توجّه سامح شكرى، وزير الخارجية، إلى العاصمة الكينية نيروبى، ليترأس الجانب المصرى فى أعمال الدورة السابعة للجنة المشتركة بين مصر وكينيا. وتزامنت الزيارتان مع الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين.
هنا، فى القاهرة، نقل وزير الدفاع الكينى تحيات الرئيس ويليام روتو إلى الرئيس السيسى، مؤكدًا حرص بلاده على مواصلة تفعيل العلاقات المتميزة بين البلدين فى جميع المجالات، وهو ما ثمنه الرئيس، وأكد اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية مع كينيا، باعتبارها مثالًا للتعاون بين الأشقاء فى القارة. وهناك، فى نيروبى، قام وزير الخارجية بتسليم رسالة من الرئيس السيسى إلى الرئيس روتو، وبحث مع نظيره الكينى سبل دعم وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى التشاور حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى هامش أعمال اللجنة المشتركة، شارك فى منتدى الأعمال، مع ٢٥ شركة مصرية، ونظيرتها الكينية، لاستكشاف فرص التعاون الاقتصادى والاستثمارى المشتركة.
بدعم ومساندة «دولة ٢٣ يوليو»، تحررت الدولة الشقيقة من الاحتلال البريطانى، ونالت استقلالها سنة ١٩٦٤، وفى السنة نفسها، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التى تأتى ذكراها الستون، فى إطار الزخم، الذى تشهده العلاقات الثنائية، منذ قيام «دولة ٣٠ يونيو»، وحرص الجانبين على تعميق التعاون فى كل المجالات، والاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة فى الاستثمار والتجارة والتعاون الفنى.
الدولة الشقيقة، التى تشرف بحدودها الشرقية على المحيط الهندى، تجاورها أوغندا من الغرب، وتنزانيا من الجنوب، وإثيوبيا وجنوب السودان من الشمال، والصومال من الشمال الشرقى، ويربطها بمصر شريان حياة واحد، هو نهر النيل. ومنذ منتصف ٢٠١٤، شهدت العلاقات المصرية الكينية تطورًا إيجابيًا وتناميًا ملحوظًا، على جميع الأصعدة. وفى زيارة، كانت الأولى من نوعها لرئيس مصرى، بعد ٣٣ سنة، ذهب الرئيس السيسى إلى نيروبى، فى ١٨ فبراير ٢٠١٧، والتقى الرئيس الكينى السابق أوهورو كينياتا، الذى أعرب عن سعادة الشعب الكينى بهذه الزيارة، ورأى أنها تعكس اهتمام مصر بعلاقاتها مع الدول الإفريقية، وتؤكد عودتها، مرة أخرى، إلى مكانتها الطبيعية والرائدة فى القارة السمراء.
زار الرئيس نيروبى، أيضًا، فى ١٦ يوليو الماضى، والتقى الرئيس الحالى، على هامش مشاركته فى النسخة الخامسة من القمة التنسيقية نصف السنوية للاتحاد الإفريقى، التى استعرض فيها خطة الرئاسة المصرية الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإفريقية للتنمية، الـ«نيباد»، وتعهد بأن يسعى جاهدًا إلى ترجمة هذه الرؤية إلى مبادرات قابلة للتنفيذ، مؤكدًا استعداد مصر للعمل بكل جهد وإخلاص، لتعميق التكامل الاقتصادى بين دول القارة، وصولًا إلى رفع مستوى معيشة شعوبها.
مع السفارة المصرية، لدينا فى العاصمة الكينية سفارة ثانية، هى «المستشفى المصرى القبطى»، الذى يقدم خدمة طبية متميزة لغير القادرين من مختلف الأديان، دون تمييز، ويُعد أحد جهود الرعاية الصحية، التى تقوم بها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، بالتعاون مع وزارتى الخارجية والصحة، فى دول إفريقية عديدة، من بينها زامبيا، تنزانيا، الكونغو، ونيجيريا. ومن الموقع الإلكترونى للمستشفى، الذى تدعمه «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية» بالطواقم الطبية والأدوية والمعدات، وتم تحديثه سنة ٢٠١٤، عرفنا أن هناك، أيضًا، مستشفى آخر فى ماسينو بغرب كينيا، وعيادة بالمنطقة الصناعية فى نيروبى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن مباحثات الرئيس السيسى مع وزير الدفاع الكينى أكدت حرص البلدين على تعزيز الشراكة والتعاون فى المجالات العسكرية والأمنية، وتطرقت إلى تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية، خاصة فى قطاع غزة والبحر الأحمر والقرن الإفريقى، وآثارها على سلم وأمن القارة السمراء. وفى هذا السياق أشاد وزير الدفاع الكينى بالدور المصرى الرشيد فى ترسيخ الأمن والاستقرار بالقارة، مؤكدًا حرص بلاده على التنسيق والتعاون مع مصر، بما يلبى مصالح البلدين ويعزز العمل الإفريقى المشترك.