الكنيسة المارونية في مصر بحلول ذكرى مار توما الأكويني المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، بذكرى مار توما الأكوينيّ المعترف، الذي مالَ الى الحَياةِ الرَهبانِيَةِ عَلى طَريقَةِ القِدِّيس عَبدِ الاحَد وَتَرَك الدُنيا واموالها. عَمِلَ أهلُهُ عَلى اخراجِهِ مِن الدَيرِ لَكِّنَهُ تَمَسَّكَ بِدَعوَتِهِ الرَهبانِيَة.
عاشَ عُمرَهُ يَدرُسُ ويُؤَلِفُ وُهوَ مِن أكبَرِ مُعَلِّمي الكَنيسَة في اللاهوت وآثاره الفَلسفية واللاهوتِية كانَت ولا تَزال مَرجع الدارسين المُتَعَمِّقين. كُلَّ يومٍ، كانَ يَحتَفِلُ بالقُداسِ وَيَحضُرُ قُداساً آخر. امتازَ بِتواضُعِه وطَهارَتِه وَعُرِفَ بِِمَحَبَتِه للصَلاة وهو القائِل:"استَفَدتُ مِن الصَلاةِ اكثَرَ مِمَّا تَعَلمتُ مِن الكُتُبِ". رَقَدَ بِالرَّب سنة 1274، أعلِنَت قداسَتَه سنة 1323.
وبهذه المناسبة وبمناسبة حلول احد الابن الضال القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إن كان سلوك هذا الشاب اذلي هو الابن الضال يثير استياءَنا، فبالحري أن يجعلنا رحيله نشعر بالاشمئزاز: أمّا نحن، فعلينا ألاّ نبتعد أبدًا عن أب كهذا! فَوَحدها رؤية الأب تُبعِد عن الخطايا، وتصَدّ الخطأ، وتستثني أيّ سوء تصرّف وأيّ تجربة. ولكن، إن رحلنا وأنفقنا ميراث الأب كلّه في حياةٍ من الفوضى، وإن حصل أن ارتكبنا خطأً أو عملاً سيّئًا، أو إذا سقطنا في هاوية العقوق وفي انهيارٍ كُلّيّ، فلننهض لِمَرّة ولنرجع إلى أبٍ كلّيّ الصلاح، بدعوة من هذا المثل الرائع.
"وكانَ لم يَزَلْ بَعيداً إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً." أسألكم: أيّ مكان هنا لليأس؟ وأيّ داعٍ للأعذار؟ وأيّ سبب خاطئ للخوف؟ إلاّ إن كنّا نخشى ربّما مواجهة الأب، ونخاف من قُبَلاته ومعانقته لنا؛ إلاّ إن كنّا نعتقد أنّ الأب يريد أن يُمسِك لِيسترجع، بدل أن يستقبل لِيغفر، عندما يجذب ولده بيده، يضمّه إلى صدره، يغمره بين ذراعيه. لكن مثل هذا التفكير الّذي يسحق الحياة، ويُعارض خلاصنا، قد هُزِم تمامًا، ودُمِّر بالكامل من خلال ما يلي: "فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً، وأتوا بالعِجْلِ المُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، لأنَّ ابنِي هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد". هل يمكننا بعد أن نتأخّر، بعد سماعنا ذلك؟ ماذا ننتظر لنرجع إلى الآب؟