هل تنجح خطة بايدن لإسقاط المساعدات الغذائية على قطاع غزة؟
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، عن أن الولايات المتحدة ستبدأ في إسقاط المواد الغذائية وإمدادات الطوارئ جوًا على قطاع غزة في الأيام القليلة المقبلة، وسط تحذيرات دولية من مجاعة تضرب القطاع وإدانات دولية لفتح قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على سكان غزة الذين سعوا للحصول على مساعدات غذائية.
تفاصيل خطة بايدن لإنزال المساعدات على قطاع غزة
وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، أن استخدام عمليات الإنزال الجوي للمساعدات تعد طريقة مذهلة ولكنها غير فعالة لتوصيل المساعدات، فيما يعتبر إعلان بايدن اللجوء إلى هذه الخطوة تخليًا عن القدرة على إقناع إسرائيل في المستقبل القريب بتنسيق جهود إغاثة برية واسعة النطاق رغم المجاعة الجماعية التي تهدد سكان غزة.
وقال بايدن إنه أثناء قيام الولايات المتحدة بعمليات إسقاط جوي، كانت الولايات المتحدة تتطلع إلى فتح ممرات مساعدات أخرى إلى غزة، بما في ذلك إمكانية إنشاء ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
وأوضح بايدن، وفق الصحيفة، أنه بالإضافة إلى توسيع عمليات التسليم عن طريق البر، ستصر واشنطن على أن تقوم إسرائيل بتسهيل المزيد من دخول الشاحنات وفتح المزيد من الطرق لتزويد الناس بالمساعدة التي يحتاجون إليها في غزة، موضحًا: "لا توجد أعذار، لأن الحقيقة هي أن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية الآن، فحياة الأبرياء على المحك وحياة الأطفال على المحك".
وشدد بايدن على ضرورة دخول مئات الشاحنات إلى غزة وليس فقط عدد بسيط، موضحًا: "لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنحاول بذل كل ما في وسعنا لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة".
ويحاول بايدن وإدارته منذ أشهر دون جدوى إقناع بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، لكن بايدن اختار حتى الآن عدم استخدام بعض النفوذ القوي الذي تتمتع به الولايات المتحدة على إسرائيل، بما في ذلك الاعتماد الإسرائيلي على الأسلحة الأمريكية.
تقييم فعالية الإنزال الجوي الأمريكي على غزة
وأكدت الجارديان أن هذه الخطوة لا تمثل أكثر من مجرد لفتة، في ظل إحجام بايدن عن استخدام النفوذ الأمريكي لإجبار إسرائيل على أن تكون أكثر تعاونًا في تقديم المساعدات الإنسانية.
وقالت منظمة الإغاثة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية إن الإنزال الجوي ليس هو الحل لتخفيف هذه المعاناة، ويصرف الوقت والجهد عن الحلول المثبتة للمساعدة على نطاق واسع، ويجب أن يكون التركيز الدبلوماسي كله على ضمان قيام إسرائيل برفع حصارها عن غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنزال المساعدات جوًا على غزة طريقة مكلفة للغاية وغير خاضعة للرقابة لتوزيع المواد الغذائية في خضم الأزمة، ولكن وصول شاحنات الغذاء كان محدودًا وأقل بكثير من التوقعات والمتطلبات، فلا تزال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة على حدود غزة، وغير قادرة على المضي قدمًا بسبب المخاوف الأمنية.
وقال بريان فينوكين، وهو وزير سابق في الولايات المتحدة، إذا تنكرت حكومة الولايات المتحدة لاستخدام أي نفوذ حقيقي لإنهاء الصراع في غزة، فسوف يُترك لها إجراءات يائسة وغير كافية مثل هذه لمحاولة معالجة الكارثة الإنسانية.
كما كتب روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في الجزائر وسوريا، على موقع X، أن الإجبار على تنفيذ عمليات إنزال جوي على غزة كان "أسوأ إذلال من جانب إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق".