خبراء فلسطينيون يحذرون من قرار نتنياهو حول الصلاة بالمسجد الأقصى فى رمضان
قرر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع حكومته الأسبوع الماضى، تقييد دخول الفلسطينيين من مناطق الـ٤٨ والقدس المحتلة إلى المسجد الأقصى للصلاة خلال شهر رمضان، رضوخًا لضغوط وزير الأمن القومى، إيتمار بن غفير، وخلافًا لتوصية أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وعلق مجموعة من الخبراء الفلسطينيين على القرار وآثار ذلك على الأوضاع في القدس والضفة الغربية المحتلة، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة علي قطاع غزة.
العصا: الأوضاع ستنفجر في الضفة وسيصعب على إسرائيل السيطرة عليها
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني عزيز العصا، يأتي هذا القرار ضمن السياق الذي اختطته دولة إسرائيل، عبر الزمن منذ تأسيسها، بإخضاع الشعب الفلسطيني، ومنذ عام ١٩٦٧ أخذت تجعل من الحرمان من زيارة القدس والصلاة فيها للمسلمين والمسيحيين وسيلة إضافية من وسائل القهر والحرمان من أبسط حقوق الإنسان في حريتي العبادة والتنقل.
وحول نتائج هذا القرار على الأوضاع في القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة، قال العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، سيكون جليًا وواضحًا بانفجار الوضع في الضفة الغربية، للحد الذي يصعب على إسرائيل السيطرة عليه؛ فالضفة الغربية تغلي مياهها، في آخر خمسة أشهر في مِرجَل وقوده تلك العمليات والممارسات اللاإنسانية البشعة التي يمارسها جيش الاحتلال في مدن الضفة ومخيماتها وقراها، ولعل في جنازات الشهداء التي تزفّ يوميًا خير دليل على ذلك، وبالتأكيد، فإنه خلف كل جنازة قصة "تُبكي الصخر" من استباحة للكرامة الإنسانية، ومساسٍ بخصوصيات السكان وعصب عيونهم والتمثيل بهم والسرية منهم، ومن استباحة للبيوت وترويع لساكنيها، بل وتدمير لبيوت الشهداء، وحتى تدمير البنى التحتية للمكان، وفي ذلك كله، يمكننا أن نكتب عليها: "إسرائيل مرّت من هنا، وبئس المرور هو!".
أبولحية: مواجهات بين الفلسطينيين في الضفة والقدس وقوات الاحتلال
فيما قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، المستوى الأمني في دولة الاحتلال الإسرائيلي بعيدًا عن المعتوه بن غفير يعلم جيدًا مدى قدسية الشهر الفضيل وارتباط الشعب الفلسطيني بالمسجد الأقصى بشكل خاص في هذا الشهر، حيث أن المسجد يمتلئ بشكل يومي بعشرات الآلاف من أهالي الداخل المحتل والقدس والضفة الغربية في كل الصلوات، ولذلك هم يستشعرون بالخطر الكبير من دخول شهر رمضان المبارك وحالة الغليان مرتفعة داخل أبناء الشعب الفلسطيني، ولذلك نسمع العديد من الأصوات التي تنادي بضرورة عدم الضغط على المواطنين الفلسطينيين في الضفة والقدس تخوفًا من ردة الفعل في هذا الشهر.
وأضاف أبولحية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك تخوفًا أمنيًا من تطبيق للإجراءات التي أعلن عنها بن غفير من فرض قيود على من يدخل إلى المسجد الأقصى، ما سيشعل الضفة الغربية والقدس والداخل بشكل كبير وقد تكون هناك مواجهات حادة تؤدي إلى تأزم الموقف العسكري في تلك المناطق ولذلك هم يستشعرون المستوى الخطير الذي سوف ينتج عن فرض قيود جديدة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
وأكد أبولحية أن الاستفزازات التي تخرج على لسان بن غفير وسموتريتش ومن هم على شاكلتهم سوف تؤدي حتمًا إلى مواجهة حتمية ما بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل مع شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما لا تريده وتحذر منه كل دول العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول عدم تدحرج الأمور بالضفة الغربية إلى مستوى المواجهة العسكرية في كافة مناطقها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوسع رقعة الصراع خارج قطاع غزة حسب تصورهم.