هل تعاني مصر فعلاً من أزمة سكر؟ خبير يجيب (خاص)

أكد حسن الفندي، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية، أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من السكر، وأن هناك مخزونًا استراتيجيًا يكفي حتى 4 أشهر، حتى بداية نزول المنتج الجديد من السكر المحلي.

سبب الأزمة

وأوضح الفندي أن الأزمة الحالية نتجت عن تكالب المواطنين على شراء وتخزين السكر بشكل مبالغ فيه، حيث قاموا بشراء كميات أكثر من احتياجاتهم الطبيعية بكميات مضاعفة.

آثار زيادة الطلب

أدى ذلك إلى نقص السكر في السوق، مما تسبب في ظهور السوق السوداء وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه.

جهود الحكومة

وشهدت مصر في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في قطاع صناعة السكر، حيث تسعى الحكومة جاهدةً نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.

خطط توسيع زراعة البنجر

تتجه مصر نحو توسيع زراعة البنجر في الموسم المقبل، حيث يتوقع أن يسهم هذا التوسع في زيادة حجم إنتاج السكر المحلي.

الإنتاج الحالي

تنتج مصر حاليًا حوالي 1.8 مليون طن من السكر من البنجر، بالإضافة إلى مليون طن من السكر المنتج من قصب السكر، ما يجعل حجم إنتاج المنتجات السكرية المحلية يبلغ 2.8 مليون طن.

الاستهلاك الداخلي

يظل الاستهلاك الداخلي يفوق حجم الإنتاج قليلًا، حيث يصل إلى حوالي 3.3 مليون طن، ما يستدعي استيراد الكميات الباقية من السكر الخام لتكريرها داخل المصانع المحلية.

أهمية توسيع زراعة البنجر

يُمثل توسيع زراعة البنجر خطوة استراتيجية هامة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع السكر وتقليل الاعتماد على الواردات.
وأكد الفندي أن الحكومة تعمل جاهدة لتجاوز التحديات التي تواجه صناعة السكر، إذ تسعى الحكومة إلى توفير كميات منتظمة ومستمرة من السكر عبر تدابير فعّالة من قبل وزارة التموين. 

وتقوم الحكومة أيضًا باتخاذ جهود اقتصادية وزراعية متعددة، بالإضافة إلى معالجة العوامل التحفيزية والتأثيرات السلبية التي تؤثر على تحقيق هذا الهدف.

وأشار إلى أن من بين التحديات التي تواجه مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر هو الاعتماد على واردات سكر من الخارج، مما يجعل البلاد عرضة لمخاطر التقلبات السعرية العالمية. 

ولتحقيق الاكتفاء يتطلب ذلك زيادة الإنتاج المحلي، وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة في قطاع الزراعة وتحديث التقنيات والممارسات الزراعية.

وأضاف الفندي أن شركة القناة للسكر قامت هذا العام بزيادة المساحة المنزرعة من البنجر، وهو الأمر الذي سيعزز صناعة السكر في مصر من خلال زيادة الكميات المتاحة للمصانع، مما يسهم في تقليل الفجوة الزمنية بين الإنتاج والتصنيع. 

وأشار إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر يمثل تحديًا كبيرًا لمصر، ولكنه في الوقت نفسه يوفر فرصًا هامة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية والتنمية الزراعية في البلاد.