سياسى فلسطينى: اجتماعات باريس استكمال لجهود مصر المكوكية دعمًا للقضية
تشارك مصر، اليوم الجمعة، في اجتماع باريس حول الأوضاع في غزة، بمشاركة كل من قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.
وتأتي مشاركة مصر بعد يوم واحد من مغادرة وفد حركة "حماس" القاهرة، بعد زيارة استمرت لـ3 أيام، بحث خلالها عملية تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتطورات الأوضاع الحالية.
"أبولحية": الظروف مواتية للتوصل لاتفاق بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن القاهرة قامت بجهود مكوكية مع الوسيط القطري من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة ما بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، وذلك لتشكيل إطار عام للاتفاق، هذه الجهود المصرية القطرية لم تتوقف نهائيًا رغم كل التصريحات السلبية التي خرجت على لسان المسئولين الإسرائيليين، وذلك رغبة من الوسيطين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم السماح بانهيار المسار التفاوضي.
وأضاف "أبولحية"، في تصريحات لـ"الدستور": باعتقادي أن الظروف مواتية الآن للوصول إلى اتفاق ما بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لعدة أسباب، منها زيادة الضغط الدولي من أجل ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار، حيث إن الوضع الإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت في موقف لا تحسد عليه في المجتمع الدولي نتيجة دعمها إسرائيل وتأييدها وعدم السماح لمجلس الأمن بإصدار قانون لوقف إطلاق النار من خلال المجلس، وذلك باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد المشاريع المقدمة ذات الصلة.
وأضاف أن هذا بجانب أن أهالي المحتجزين الإسرائيليين يزيدون في الضغط الكبير على حكومة اليمين المتطرفة ومجلس الحرب الإسرائيلي، حيث عقدوا جلسات عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيصال صوتهم للإدارة الأمريكية في ظل عدم سماع مجلس الحرب الإسرائيلي لهم وتجاهلهم بشكل واضح.
من بين الأسباب أيضًا، وفقا لـ"أبولحية"، عدم تواجد الغطاء السياسي الأمريكي والغربي لاقتحام رفح، التي تشهد اكتظاظا سكانيا ضخما يتجاوز المليون ونصف المليون فلسطيني على مساحة لا تزيد عن 55 كم مربع، وبالتالي فإن الإسرائيليين مجبرون للذهاب الآن باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار لطالما لم يحصلوا على الغطاء اللازم لعمليتهم العسكرية في رفح.
واختتم بأن هذا بجانب الخوف الأمني الإسرائيلي من دخول شهر رمضان، والوضع العام في الأراضي الفلسطينية في حالة غليان كبيرة، وبالتالي فإن وقف إطلاق النار سوف يقلل من حدة هذا الغليان الذي قد يُحدث ضررا جديدا لدولة الاحتلال في حال لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.