تعظيم التجارة البينية.. المردود الاقتصادي لزيادة وزير النقل إلى تنزانيا
زار الفريق كامل الوزير وزير النقل بزيارة دولة تنزانيا يرافقه وفد يضم عددا كبيرا من كبار المستثمرين ورجال الصناعة المصرية، تحت مظلة اتحاد الصناعات المصري الذي يرأسه محمد السويدي، وكذلك عدد من الشركات الوطنية والخاصة التى تتفذ عددا من المشروعات بدولة تنزانيا.
الزيارة لها مردود اقتصادي على الاقتصاد الوطني، من خلال العمل على تعزيز التعاون وتعظيم التجارة البينية مع دول القارة الأفريقية، وفي ضوء أهمية دفع تنفيذ عدد من المشروعات القارية الهامة التي تصب في خدمة تعزيز العلاقات مع دول القارة ومردوها الاقتصادي على مصر، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لزيادة الصادرات المصرية من خلال إنشاء بعض المناطق اللوجستية في بعض الدول الأفريقية وفي مقدمتها تنزانياـ باعتبارها البوابة الرئيسية لعدد من الدول الأفريقية الحبيسة ومن بينها رواندا.
ويمثل ميناء دار السلام في تنزانيا، أحد أهم موانئ الارتكاز في شرق أفريقيا، إضافة إلى مقترح ربط هذا الميناء مع أحد الموانئ المصرية (ميناء سفاجا)، من خلال تسيير خط ملاحي منتظم، وكذلك إنشاء منطقة لوجستية في كل من دار السلام بتنزانيا وكيجالي برواندا لتجميع الصادرات المصرية ونقلها بحرا إلى تنزانيا ومنها برا إلى رواندا ثم إلى باقي دول وسط أفريقيا الحبيسة، والاستفادة من تواجد عدد من كبريات الشركات المصرية مثل شركة السويدي وشركة المقاولون العرب، اللتان تنفذان عددا من المشروعات الكبرى في دولة تنزانيا.
أهمية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين تنبع من كونهما من دول حوض النيل ولاشتراكهما في تنوع مصادر المياه الداخلية التي يمكن استغلالها في النقل سواء للبضائع أو الأفراد (أنهار – بحيرات داخلية تحت مظلة المبادرات الرئاسية (PICI)، وتجمع الكوميسا في مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط "VICMED"، والذي سيسهم عند تنفيذه في تنشيط التجارة البينية بين الدول المشاركة فيه وفي تنشيط السياحة، ما ينتج عنه زيادة الدخل القومي لدول حوض النيل، ويفتح المجال للشراكة على نطاق أوسع مستقبلًا مع هذه الدول، ويعتبر هذا أقصر الطرق لربط دول الحوض والدول الحبيسة داخل القارة، وذلك في ضوء ما يحظى به هذا المشروع من أهمية استراتيجية في تحقيق التكامل الإقليمي ومساهمته في أجندة أفريقيا 2063 لبرامج البنية التحتية.
التوسع في وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي
مصر تتعاون مع تنزانيا ودول أفريقية لتنفيذ طريق “القاهرة-كيب تاون” باعتباره من أهم محاور الربط التجاري التي تتبناها منظمة الكوميسا بين شمال وجنوب القارة بطول إجمالي 10288 كم، والذي يمر بتسعة دول أفريقية من بينها تنزانيا، وبعد شريان تجارة حقيقي يسهم في تعزيز التجارة البينية بين دول المشروع.
أهمية النقل تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفاعلة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ولتنفيذ هذه الرؤية تم اتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع في وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي من خلال تطوير الموانئ البحرية وطرق الربط البري والسككى مع الدول العربية والأفريقية المجاورة، وتعميم التجربة المصرية أثناء تنفيذ المشروعات القومية الكبرى والتي ترتكز على استخدام الشركات الوطنية المحلية مع الاستعانة بالمكاتب الاستشارية المصرية والأجنبية، وتوفير أعلى معدلات السلامة والأمان على شبكات ووسائل النقل والتوصل إلى حلول مستدامة للنقل وصديقة للبيئة، ما ينعكس إيجابا على تحسين جودة الخدمات المقدمة وتطوير عناصر منظومة النقل بإدخال نظم النقل الحديثة لمسايرة التطور العالمي في مجالات النقل بالحاويات والنقل متعدد الوسائط وخدمات المركز اللوجستية والموانئ الجافة، والأخذ بأنظمة النقل الذكية في مجالات النقل المختلفة، وكذلك تطوير الوضع المؤسسي والتشريعي لمسايرة التطورات الحديثة لإدارة منظومة النقل بما يلبي الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
وزير النقل يجتمع مع مسئولى هيئة التجارة التنزانية لتدعيم التعاون المشترك