كواليس 18 ساعة بحث عن قتلة مسؤول يمني في بولاق الدكرور
18 ساعة كاملة عملت خلالها المباحث الجنائية بالجيزة كخلية النحل؛ للوقوف على حقيقة جريمة مسؤول يمني الجنسية.
وأشرفت غرف عمليات بمديرية أمن الجيزة وقسم شرطة بولاق الدكرور على الغرفة الكبرى في قطاع الأمن العام واصلت تحرياتها على مدار الساعة حتى تم حل الشفرة في نفس يوم اكتشاف الجريمة.
جريمة في شارع الشهيد
جثة القيادي اليمني المجني عليه عثر عليها فجر أمس مكبلا بالحبال ومصابا بعدة اصابات بين الطعنات وتهشيم الرأس داخل شقة اعتاد استئجارها عند زيارة الأراضي المصرية في شارع الشهيد أحمد حمدي بمنطقة العشرين، فيصل دائرة قسم شرطة بولاق الدكرور عندما اختفى بشكل مفاجئ وانقطع تواصله مع شقيقه الذي انتابه القلق فتوجه الى شقته ليكتشف الفاجعة بمقتل القيادي بعد وصلة من التعذيب.
تحول الشارع مقر الشقة مسرح الجريمة الى ثكنة عسكرية اثر انتشار سيارات الشرطة وضباط مباحث الجيزة بمختلف رتبهم حيث شكل اللواء هشام ابو النصر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة فريق بحث ضم أكفأ ضباط البحث الجنائي تحت قيادة اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية، بالتنسيق مع ضباط من الأمن العام لحل اللغز.
خطة البحث رفيعة المستوى اشتملت على عدة بنود كان أبرزها مراجعة كاميرات المراقبة لرصد المترددين على على شقة المجني عليه في وقت معاصر لوقوع الجريمة اضافة الى تتبع هواتفه المحمولة التي كشفت المعاينة عن اختفائها واختفاء سيارته المستأجرة ما أشار مبدئيا الى انهاء حياته بدافع السرقة.
خطوط قادت للقتلة
خلال الساعات التالية لعملية البحث والتحري بدأ فريق البحث في جمع الخطوط بين يديه بعد رصد كاميرات مراقبة لدخول سيدتين تلاهما رجلين الى العقار مسرح الجريمة ثم انصرافهم بعد فترة وهو التوقت المعاصر لتوقيت الوفاة بحسب ما حدده الطبيب الشرعي، كما تم تحديد مكان السيارة التي اختفت في ذات التوقيت وأيضا مكان الهواتف المحمولة للمجني عليه بعد تتبع النطاق الجغرافي لها.
وانطلقت عدة مأموريات في ذات التوقيت بقيادة اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية والعميد على عبد الرحمن رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة والمقدم محمد نجيب رئيس مباحث بولاق الدكرور إلى مناطق المنيرة الغربية والطوابق بالهرم ومنشأة ناصر بالقاهرة بعد تحديد أماكن اختفاء المتهمين بها حيث كشفت عملية البحث والتحري عن ارتكاب رجلين وسيدتين للجريمة بدافع السرقة.
الشريكة الخامسة
نجحت المأموريات في القاء القبض على المتهمين الذين سردوا تفاصيل جريمتهم كاملة بعد مواجهتهم بالأدلة وأرشدوا عن شريكتهم الخامسة التي تولت عملية اخفاء المسروقات فانطلقت قوة وألقت القبض عليها بمنطقة أوسيم بالجيزة لتؤكد على اعترافات المتهمين وترشد عن المسروقات.
بعد تسجيل اعترافات المتهمين الخمسة في حضور ممثلي السفارة اليمنية الذين تابعوا التحقيقات منذ اكتشاف الجريمة تم تحرير المحضر بتفاصيل الواقعة كاملة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق وأصدرت وزارة الداخلية بيانا رسميا تكشف فيه عن هوية المتهمين وطريقة تنفيذهم للجريمة.
بيان رسمي
وقال البيان: "أنه فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تبلغ بتاريخ 18 الجارى لمديرية أمن الجيزة من (أحد الأشخاص "يمنى الجنسية") بعثوره على جثة (شقيقه) بداخل شقته وبعثرة محتوياتها حال تردده عليه لعدم تجاوبه معه منذ يومين سابقين.
وأسفرت التحريات وجمع المعلومات عن تحديد مرتكبى الواقعة وهم كل من:
1.رمضان محمد بليدى على سن 29 سائق ومقيم المنيرة الغربية – الجيزة.. سبق إتهامه فى العديد من القضايا أبرزها "قتل، سلاح بدون ترخيص، سرقة، إتلاف عمد".
2.عبدالرحمن أشرف شحاتة مصطفى وشهرته عبده عسلية سن 19 خراطًا ومقيم الطوابق بالجيزة.
3.إسراء صابر محمد عطية وشهرتها دينا سن 22 ربة منزل ومقيمة منشأة ناصر - القاهرة0
4.سهير عبدالحليم محمد عبدالحليم وشهرتها منة سن 17 ربة منزل ومقيمة منشأة ناصر – القاهرة.
حيث أمكن ضبطهم عقب تقنين الإجراءات، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكابهم الحادث وأقروا بسابقة تعرف إثنين منهم على المجنى عليه وإتفاقهما على سرقته بمساعدة الآخرين، وقد استغلا استضافة المذكور لهما بمنزله مساء يوم الجمعة 16 الجارى وقاما بدس أقراص منومة له بداخل مشروب فى محاولة لتخديره، وتمكين الأخرين من الدخول لمسكنه، وتهديده بسلاح أبيض إلا أنه قاومهم فتعدوا عليه وأوثقوه وأسقطوه أرضًا ما أدى لوفاته، وإستولوا على (مبالغ مالية عملات أجنبية ومحلية - بعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية)، إضافة إلى سيارة مستأجرة كانت متواجدة بالقرب من سكنه ولاذوا بها بالفرار.
تم بإرشادهم ضبط جميع المسروقات والسيارة المستأجرة وكذا السلاح الأبيض المستخدم فى إرتكاب الواقعة وفرد خرطوش وعدد من الطلقات كانوا بحوزة أحد المتهمين، كما تم ضبط المدعوة أية رضا محمود، سن 23 - ربة منزل ومقيمة بدائرة مركز أوسيم بالجيزة (إبنة زوجة المتهم الأول"سبق إتهامها فى قضية مخدرات") لإخفائها جزء من المسروقات.
وتم إتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيقات.