خلال مناقشتها بمكتبة مصر العامة..
لنا عبدالرحمن: اللعب في رواية "كل الألعاب للتسلية" حالة من العبث الوجودي
بدأت قبل قليل، فعاليات حفل توقيع ومناقشة رواية كل الألعاب للتسلية، للكاتب السيناريست عبد الرحيم كمال، في رحاب مكتبة مصر العامة بالدقي، بمقرها الكائن بشارع النيل بجوار مجلس مجلس الدولة.
كل الألعاب للتسلية رواية ذهنية نفسية
وفي بداية كلمتها عن رواية كل الألعاب للتسلية، وجهت الناشرة دكتورة فاطمة البودي مديرة دار العين الصادر عنها الرواية الشكر للمكتبة والقائمين عليها، لما تقدمه من دور في خدمة الثقافة المصرية.
ومن جانبه عبر الكاتب السيناريست عبد الرحيم كمال، مؤلف رواية كل الألعاب للتسلية، عن سعادته بالحضور خاصة في هذا الطقس البارد، كما عبر عن امتنانه لمناقشي الرواية كلا من الكاتبة الناقدة دكتورة لنا عبد الرحمن، والناقد دكتور حسين حمودة.
واستهلت الروائية الناقدة دكتورة لنا عبد الرحمن مداخلتها خلال مناقشة رواية كل الألعاب للتسلية، مشيرة إلى أن الرواية من الأعمال التي ما أن يبدأ القارئ في قراءاتها لا يتركها حتي ينهيها دفع واحدة. فرواية كل الألعاب للتسلية تجعل متلقيها طوال وقت قراءتها في حالة من التفكير بداية من عتبة النص وهو العنوان كل الألعاب للتسلية، والذي عدت إليه بعدما فرغت من قراءة الرواية وسألت لماذا كل الألعاب للتسلية؟ ولما الجزم بأن كل الألعاب للتسلية وليست الألعاب الخطرة مثلا، إلي أنني رأيت الراوي يحيل إلي الحياة والتي بدورها عبارة عن لعبة، بل وأننا في الحياة نلعب أكثر من لعبة، وإن كان الكاتب قد ذكر في مقدمته للرواية أن العالم ينقسم بين أخيار وأشرار ليعود وينقلب علي هذه الرؤية أيضا ليقول أن العالم ليس أبيض وأسود، بل أن بداخل الشخص الواحد الأبض والأسود، الشر والخير، وسرعان ما يدخل إلي الدهاليز النفسية لكل بطل من أبطال روايته ويكشفهم.
ولفتت “عبد الرحمن” إلي أن: في رواية كل الألعاب للتسلية، بداخل كل إنسان لاعب منذ الأزل، لا يستطيع الحياة بدون لعب، واللعب يتخذ في حياته تنويعات شتي. وفكرة اللعب ترتبط بالطفولة، ودائما ما نقرن اللعب بالأطفال، لكن في هذه الرواية تناقض هذه النظرية أو النظرة من صفحتها الأولي، لتقول لنا أن الأشرار ما هم سوي أطفال حرموا من اللعب، ولم تشبع طفولتهم باللعب فتدرج معهم هذا حتي وصلوا إلي عالم الكبار وكانت النتيجة أن هؤلاء الأطفال هم من أصبحوا أشرار.
وتابعت: اللعب في رواية كل الألعاب للتسلية، ليس مجرد لعب وكفي، بل هو حالة من العبث الوجودي تجعل القارئ يتساءل: هل لكل شخص بالفعل غرفة لتحطيم ألعابه، وهل في هذه العرفة ينسي أسراره ويتجرد من مخاوفه ليكون النسخة الأقرب من ذاته.
في إطار التساؤل النفسي المطروح علي مدار النص، متي يكون الإنسان هو بشكل مجرد وحقيقي؟ أنه في لحظة يعرف اللعبة التي يريدها والتي يتفاعل معها ويكون مخلصا لها بعيدا عن كل شخص آخر ويتجلي هذا في شخصية “سامر”.
وشددت لنا عبد الرحمن على أن رواية كل الألعاب للتسلية، رواية ذهنية نفسية، بطلها حازم صفوان، وسامر وهو شخص لا مهنة محددة له، وهل هو رجل أعمال أم رجل سلطة، هذا يتم التعتيم عليه داخل النص الروائي. وفي حركة فانتازية يطلب سامر بك من حازم أن يكتب روايته، وفي مشهد فنتازي آخر يتم خطفه بشكل من الأشكال إلي مكان غير معلوم ليعكف علي كتابة روايته. وخلال هذا تدور العديد من الحوارات والنقاشات الممتعة بين حازم وسامر بك، شديدة الثراء، كل كلمة فيها تكشف جانب من شخصية الآخر. ومع تعاطف القارئ مع الكاتب في بداية النص، سرعان ما ينسحب هذا التعاطف مع التوغل أكثر في شخصيته.