"المرأة العربية" تطالب المجتمع الدولي بمضاعفة جهود تسوية الصراع العربى الإسرائيلى
طالبت د.فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية المجتمع الدولي بالوقف الفوري للحرب على غزة وانطلاق فوري وغير مشروط للمساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة المحاصرين منذ 4 أشهر.
جاء ذلك حسب بيان أصدرته المنظمة، الخميس، في كلمتها خلال أعمال المؤتمر الإقليمي حول "المرأة العربية والسلام والأمن.. التحديات أمام النساء في المنطقة العربية: وقف الحرب على غزة.. الآن وليس غدًا" الذي ينعقد برعاية وزير الخارجية الكويتي، عبدالله اليحيا، وبتنظيم مشترك بين كل من منظمة المرأة العربية والاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية، ويستمر على مدار يومين بالكويت.
كما طالبت كيوان بمضاعفة الجهود من أجل انطلاق مبادرة سلام أممية حقيقية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي بشكل منصف وعادل ومستدام يحقق حلم الفلسطنيين بدولة وطنية على حدود العام 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية ويحمي حقوق فلسطيني المهاجر الوطنية.
وقالت: "علينا أن نضاعف الجهود لإنهاء الحروب التي مازالت دائرة في اليمن وسوريا والسودان ودعم العراق وليبيا لأجل الاستقرار".
أضافت "نود اليوم كقيادات نسائية عربية مجتمعة أن نتعهد لنساء فلسطين بأن نساندهن ليكون لهن ولأطفالهن غد؛ نعم نريد أن نعد أطفال فلسطين بأنهم سيكبرون ويتعلمون".
وتابعت "نحن نمد يدنا إلى العالم الخارجي للتضامن معنا، ونأمل أن تلاقينا آيادي أهل الخير في العالم من أجل أن نعمل معًا من أجل السلام والأمن".
الجميع ينتابه صدمة من عمليات القتل الأعمى والعشوائي والمتواصل منذ 7 أكتوبر
أوضحت أن موضوع مؤتمر اليوم حماية النساء والفتيات في غاية الأهمية في عالمنا العربي، وتضع المنظمة هذا الموضوع في أوليات عملها، فالجميع ينتابه صدمة من عمليات القتل الأعمى والعشوائي والمتواصل منذ 7 أكتوبر في غزة وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما حدث ويحدث من قتل وتدمير.
وقالت "بات عدد الضحايا يناهز 100 ألف منذ أربعة أشهر والعدوان على غزة مازال متواصلًا، ومن الواضح أن التدمير ممنهج ويطال كل شيء من البنية التحتية والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والطرقات من أجل جعل غزة غير مؤهلة للسكن والحياة، وعمليات القتل قد تبدو عشوائية، ولكن الحقيقة أنها مقصودة من أجل قتل أكبر عدد من الفلسطينين في أرضهم وهي عملية إبادة جماعية".
وأكدت المديرة العامة للمنظمة أن الغضب والحزن عميق وكبير بسبب التحدي الوقح للشرعية الدولية ولجميع مواثيق وقوانين ومعاهدات حماية المدنيين، وخاصة النساء والفتيات في الحروب والنزاعات المسلحة والمقصود هنا قرار 1325 وما يتعلق من قرارات أخرى بشأن هذا الأمر، والقفز فوق هذه القرارات واختراقها، وهناك عجز دولي في مواجهة هذا العدوان الأعمى.
وأوضحت أن الدول العربية تشهد منذ عقود استنزافًا لقواها البشرية والاقتصادية بالحروب والنزاعات المسلحة منذ الحرب في لبنان عام 1975 واحتلال الكويت وحروبًا مازالت سارية في اليمن وسوريا والنزاعات في السودان وجهود العراق في تثبيت الاستقرار والتحديات في مصر والأردن جراء الحرب في غزة وجهود ليبيا في من أجل تعزيز السلم الأهلي.
من جانبها، أشارت الشيخة فاديا سعد العبد الله الصباح، رئيسة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية، إلى أن الوضع السياسي في السنوات العشرين الأخيرة قد تطور وتفاقمت الحروب والنزاعات الداخلية، فبعد 75 سنة وأكثر من مائة يوم لا يزال العدوان علي الفلسطينيين مستمرًا، ومع تطور التكنولوجيا والآلات الحربية، فإن الضرر الاقتصادي والبشري يزداد فداحة، وبالتالي تتفاقم معاناة المرأة بشكل خاص.
وذكرت أنه في الحروب تصعب المطالبة بالتغيير وإعمال حقوق المرأة إذ يحظى الوضع العام ومصير البلد بالأولوية، وتتعرض النساء لجرائم العنف بدرجات أكبر خلال الحروب وبعدها، ونادرًا ما تأخذ العمليات الإغاثية والمساعدات الدولية واقع المرأة اليومي في عين الاعتبار، كما أن المساهمات القليلة للحكومات في تقديم المساعدات تنفيذًا للبرامج نادرًا ما يراعى فيها البعد النوعي في التخطيط والتنفيذ.
وشددت على أن حماية المرأة وضمان حقوقها في أيام الحرب تبدأ في أيام السلم عن طريق تغيير القوانين، ودمج مفهوم المساواة بين الجنسين في طريقة عمل المؤسسات الحكومية والأهلية وإعداد البرامج الكفيلة لتغيير الصور النمطية للمرأة وتبديل الأفكار حول قيمة المرأة كإنسان.
بدورها، أوضحت فريال سالم، المستشارة بالرئاسة الفلسطينية، ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، أن وقف العدوان على غزة وكل فلسطين، الآن وليس غدًا، هو المطلب الذي تصدح به كل الحناجر في فلسطين وفي كل أرجاء المعمورة ولسان حال كل حر في هذا العالم.
وقالت إن اليوم يبدأ الشهر الخامس على العدوان الآثم على غزة، وتوسيع نطاق الجريمة في الضفة والقدس، ولازال الشعب الفلسطيني وكل الأشقاء والأحرار في العالم يواصلون النداء لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي لم يسبق قيامها في ظل هذا الصمت حيالها.
وقف العدوان على الشعب الفلسطيني
وأكدت ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ليستنى تضميد الجراح واستعادة الحياة ومقوماتها من تحت الركام، على الرغم من أن الجميع يعلم أنها مهمة شبه مستحيلة نظرا لحجم الجريمة وما طالت من بشر وحجر وشجر.
وأضافت "هناك 500 ألف يعانون من مستويات كارثية من الجوع، فقد بلغ نصيب كل فرد وجبة واحدة في اليوم، فيما الخبز يُصنع من علف الحيوانات، وكل ذلك ولا زال العالم يناقش إن كان ذلك يرقى لجريمة إبادة أم لا".
وأكدت أهمية دور منظمة المرأة العربية وقدرتها على التأثير في الدول والمجتمعات العربية، معربة عن تطلعها بإحداث فرقًا بإسماع الصوت والتأثير من خلال الشركاء في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وفي كافة الحقول الإنسانية والحقوقية والسياسية لإنقاذ ضحايا العدوان ووقف هذا النزيف من الدم والمعاناة، وذلك من خلال موضوع هذا المؤتمر.
وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح نائب وزير الخارجية الكويتي، بمشاركة قيادات نسائية رسمية ومدنية وأهلية في عدد كبير من الدول العربية وقيادات سياسية لها خبرة في الشئون العامة والسياسات الخارجية وشخصيات أكاديمية ذات اختصاص في مجالات ذات صلة بالموضوع، بالإضافة إلى قيادات من منظمات الأمم المتحدة المعنية.