الدجل والشعوذة تضيع حياة طفل الخصوص.. وأسرته: عايزين حق ابننا
كف مريم وعشبة السدر والقسط الهندي، تخرج روائح البخور الأحمر من غرفة صغيرة، وسط صرخات تلاحقها طلاسم، يتلوها رجل ذا ملامح حادة، وعيون جاحظة، ولحية تنصب عرقًا، وهو يحطم عظام طفل صغير في الـ 14 من عمره، ينكفئ عن نفسه في أحد أركان الغرفة وهو يحاول حماية جسده الصغير من لطمات العصا، ويصرخ متعلقًا بأمله الأخير أن ينقذه أحد من يد الدجال، إلا أن أهله واقفين يشاهدوه وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة، أملين أن يحل الشيخ الأحدب عقدته ويخرج الجن الذي يشاركه جسده.
أبنك اصيب بمس شيطاني
فمنذ عدة أسابيع ماضية خرج الطفل" مصطفي" للهو مع أصدقائه في شوارع الخصوص، وأثناء اللعب لم ينتبه وسقط على رأسه مغشيًا عليه فأتى والده وذهب به للمستشفي للاطمئنان عليه وأخبره الأطباء أن نجله بحالة جيدة ولم يصيبه أي مكروه... لم يمر سوى يومان على تلك الواقعة لينتاب الطفل حالة من التشنجات الشديدة والصمت الطويل، فلم يكن من الوالد إلا اللجوء إلى الدجالين بعدما أقنعه الجيران أن نجله أصيب بمس شيطاني.
تعذيب متواصل لمدة 8 ساعات
"ده سره باتع وبيكلم الجن "بتلك الكلمات اقتنع والد الطفل بالدجال الذي كان هو الأمل الأخير له لحل عقدة نجله الوحيد...ساعات وكان الدجال داخل منزل الأب وبدأ في إخراج أدوات السحر من حقيبته المتهالكة وطلب من الأم الخروج أو الجلوس بصمت حتى ينتهي من إخراج الجن كما كان يزعم، وخرجت أدخنة البخور من نافذة الغرفة يصاحبها صراخ الطفل الذي كان يتلقى الضربات بعضها تلو الآخر على مدار 8 ساعات متواصلة، حتى خرجت روحه إلى بارئها معلنة لحظات الرعب التى تعرضت لها، وفقًا لما ذكره أحد أقارب المجني عليه في حديثه لـ" الدستور ".
الدجال وبخ الأب
وأضاف أن الأب حاول إنقاذ نجله من يد الدجال إلا أن الدجال بدء في توبيخه ووصفه بالجاهل عدو الله، وأكمل ضرب في الطفل الذي بدأت الدماء تخرج من أنفه وفمه، مطالبًا رجال الأمن بالقصاص العادل والاتيان بأقصى عقوبة للمتهم بعدما قتل طفل صغير بدم بارد.
تفاصيل الواقعة
كانت البداية بتلقي قسم شرطة الخصوص،بلاغًا يفيد بمصرع طفل يدعى مصطفى يبلغ من العمر 14 عامًا، إثر تعرضه للضرب المبرح على يد دجال.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة دجال اعتزم علاج الطفل بناء على رغبة والده، وظل يضربه ضربا مبرحا بحجة إصابته بمس شيطاني حتى لقي مصرعه، وبإعداد الكمائن تمكن رجال الأمن من القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بإرتكاب الجريمة، وتم نقل الجثة لمستشفى تحت تصرف الجهات المختصة بالتحقيق، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
