حب زائف وطمع في الميراث.. ضحايا الابتزاز الإلكتروني يكشفن تفاصيل عمليات النصب
"تعدّدت الأسباب والفضيحة واحدة"، كان هذا هو الحال الذي وصلت إليه الأمور في عالم الجريمة داخل الشارع المصري بعد تعرض أكثر من شخص لعملية ابتزاز بهدف الحصول على أموال أو مشغولات ذهبية أو هدفًا في “فضح الضحايا” بدافع الانتقام أو بُغية التشهير بحسب.
أول هؤلاء الضحايا هو فتاة تعدى عمرها 30 عامًا وتزوجت شقيقاتها الأصغر منها وبنات أعمامها وأصبح لديهم طفل واثنين وهى تندب حظها وتنتظر قصة حب لم تأتِ أملاً في زوج مثالي تحلم به:"تعرفت على شاب أعطاه الله حقه في الوسامة والجمال كثيرًا ونشأت بيننا صداقة شعرت حينها بأنه فارس أحلام أتوق إليه وتمنيت استمرار تلك العلاقة، وتقربت منه كثيرًا وتطورت العلاقة بيننا لمقابلات وقصة حب كبيرة ووعدنى بالجواز وعش الزوجية".
تقول الضحية: "كان يطلب منى صورًا شخصية بملابس المنزل ولم أعترض فكنت اثق به ثقة عمياء وبعد فترة دعيته لخطوبة شقيقتى الصغرى وحينها أخبرته بأن خطيبها يعمل في إيطاليا واشترى لها شبكة تعدت الـ 120 ألف جنيه.
ومن هنا بدأ الطمع يظهر في كل تصرفاته فضلاً عن طلبه بإلحاح بأن أرسل له صوري عارية وصور أظهر بها مفاتن جسدي، ولأن الحب كان مسيطرًا على عقلي وقلبي كنت أرسل له كل ما يطلبه سواء فيديوهات أو صور حتى ظهر على حقيقته وظهر الوحش الداخلى الذى كان يخفيه، وقام بمساومتي على أخذ كل شبكة شقيقتى وإلا سيقوم بنشر صوري على كل مواقع التواصل وإرسالها لكل أقاربي.
لن أستطع أن أخبر أحد من أهلى على فعلتى والكارثة التى أوقعت نفسي بها، وبنفس الوقت لن أستطع سرقة مصوغات شقيقتى الذهبية مثلما نصحنى، وبالنهاية لجأت لقسم الشرطة وحررت محضرًا ضده وقامت الأجهزة الأمنية بعمل كامين له بمساعدتي وتم ضبطه وحبسه.
ابتزاز طمعًا في الميراث
قصة نهاد بدأت عندما توفي والدها وحصلت على ميراث وصل لـ4 ملايين جنيه من أشقائي للأب وبدأ الطمع يظهر على ملامح البعض من أقاربي، خاصة أهل أمى معتقدين أنهم لهم الفضل في تربيتى ومساعدة والدتى بعد طلاقها من والدي، بالرغم من ذلك لن أبخل عن أحد منهم فى أى مطلب نهائيا.
وتابعت الضحية: "فجأة وجدت أحد الأشخاص يراسلنى ويبتزنى بصور قام بتركيبها لي مع زوج إحدى قريباتى وهددنى بفضح أمرنا أمام الجميع، وبرغم أنها صور مفبركة إلا أننى خشيت من الفضيحة وبالأخص أن الصور الإباحية تبدو حقيقية"، فضلاً عن أنه يعلم عنى كل تفاصيل حياتى الشخصية وخطوباتى السابقة ومشاكلى مع والدى وأشقائى، كنت في حيرة وغضب شديد وشككت في كل صديقاتى ففي البداية ساومنى على 200 ألف مقابل حذف الصور وعند التواصل معي مرة أخرى أرسلت له المبلغ الذى طلبه وبعد 3 شهور بدأ فى مراسلتى من حساب وهاتف آخر، لكنه في هذه المرة ساومني على مليون جنيه وهددنى بفضح أمرى في محل عملي.
على الفور توجهت لمديرية أمن القاهرة وحرّرت “في سرية تامة” محضرًا بمباحث الإنترنت وبعد عمل تتبع للهاتف اكتشفت أن المبتز هو ابن خالي وبتحريض من والدته، فالصدمة ألجمتني وبرغم توسلات أهلى لى للتنازل عن القضية إلا أننى رفضت وقضت المحكمة بحبسه.
ابتزاز 20 أسرة لتشويه السمعة
استغل شاب عمره 23 عامًا مهارته في استخدام وسائل التواصل وإقامته في ريف المنوفية في تصوير سيدات قريته وتركيب صور لهن في أوضاع مخلة مع رجال من نفس القرية.
أحد الضحايا قال لـ"الدستور" إن هذا الشباب تسبب في إصابة زوجته بجلطة بعد تشويه سمعتها من قبل شخص كان بالنسبة لنا مجهولاً، حيث استغل هذا الشخص تقارب مسكننا وكان يقوم بتصوير زوجتى دون علمها ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل قام بأخذ صوري الشخصية من منصات التواصل وقام بتركيب صور إباحية عليها مع أحد فتيات القرية، وكان هدفه الرئيسى خراب بيتى وتشويه سمعتى أنا وزوجتى.
وأضاف الضحية أنه اضطر لغلق محاله وباب رزقه بسبب هذا المجرم، فكان المتهم يقوم بعمل حسابات بأسماء مجهولة وظل يكتب أبشع الألفاظ عن زوجته ويتهمها في سمعتها وشرفها: “بعد فترة اكتشفنا أننا لسنا أول ضحاياه، فمنهم من ترك القرية وغادر، وبعد عمل 20 محضرًا بمباحث الإنترنت تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتهم وضبطه وحبسه وحددت محكمة جنايات شبين الكوم جلسة 19 فبراير المقبل أول جلسات محاكمته”.