القباج: تدريبات المقبلين على الزواج ليست رفاهية بل ضرورة لمساندة الشباب فى تحقيق الاستقرار الأسرى
قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تأهيل وتوعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج وتقديم كل أوجه الدعم والمساندة للأسر لتجاوز التحديات وتأسيس كيان أسري قوي ومتماسك، وفي إطار تلك الجهود يأتي المشروع القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية (مودة) بمبادراته المختلفة، بهدف تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج وإمدادهم بجميع الاحتياجات المعرفية والمهارية الأساسية التي تساعدهم في خوض رحلة الحياة الزوجية بشكل آمن وداعم، والذي يعزز قيم الاحترام والمشاركة وتحمُّل المسئولية.
وأفادت القباج بأن هذا المشروع الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي بتكليف من رئيس الجمهورية جاء من واقع مؤشرات وإحصاءات تُنذِر بتهديد كيان الأسرة المصرية، فالأسرة المصرية التي طالما تميزت بتماسكها وقوتها، فقد سجّل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في عام التكليف أن مصر شهدت 198 ألف حالة طلاق.
وعكست المؤشرات التي أعلنها في ذات العام معاناة المجتمع من ظاهرة "الطلاق المبكر"، حيث إن 15% من حالات الطلاق كانت بين زيجات لم تتخط سنتها الأولي، و38% بين زيجات لم يتخط عمرها الثلاث سنوات، مؤشرات تؤكد أهمية استهداف الشباب في مرحلة ما قبل الزواج لتعريفهم بالأسس السليمة لاختيار شريك الحياة، والجاهزية النفسية والمفهوم الواقعي للزواج والحياة الأسرية، ولذلك حرص مشروع مودّة منذ البداية على تبنى منهجية التنسيق والتشبيك مع كل الجهات المعنية التي تستهدف هذه الفئة، وقد تلاقت أهداف مشروع مودة مع مشروع تكافؤ الفرص والتنمية الاجتماعية وبدأت رحلة الإعداد والتخطيط لتنفيذ برنامج تدريبي مُتكامل، يحرص على تطبيق أعلى معايير الجودة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن مبادرة تدريبات مودّة التفاعُلية الدامجة تأتي ضمن 15 مبادرة أخرى تنفذ على مستوى الجمهورية، مع العديد من الشركاء الحكوميين والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية، وقد تمكّن المشروع من خلال كل تلك المبادرات الوصول إلى تدريب أكثر من 900 ألف شاب وفتاة من المقبلين على الزواج من خلال التدريبات المُباشرة، بالإضافة إلى استفادة ما يقرب من 4.8 مليون مواطن مصري من منصة مودّة الرقمية للتعلُّم عن بعد.
وشددت على أن إطلاق الدليل التدريبي التفاعلي الدامج يُمثّل نقلة نوعية في مجال إعداد المقبلين على الزواج، فهو يقدم محتوى ثريًا وشاملًا يتناول مختلف جوانب الحياة الأسرية، من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، كما يوفر كل السبل التي تتيح وتشجع مشاركة ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالورش التدريبية كمدربين ومدربات ومشاركين ومشاركات، ويُعدّ دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في دورات تأهيل المقبلين على الزواج مسئولية وواجبًا أخلاقيًا وقانونيًا، إيمانًا منا بحقهم في المساواة مع غيرهم في جميع مجالات الحياة.
ووجهت القباج الشكر والتقدير إلى الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والاتحاد الأوروبي على مساهماتهم القيّمة في تصميم هذا الدليل التدريبي، ودعمهم المستمر في تطبيقه وتدريب المدربين والمدربات عليه وتنفيذ الورش التدريبية في مختلف المحافظات ليستفيد منه المقبلون على الزواج بالنحو المناسب، وكذلك الشكر والامتنان الخالصة إلى الجهات الشريكة الكريمة، وزارة الشباب والرياضة ودار الإفتاء المصرية والكنيسة المصرية الأرثوذكسية والكنيسة المصرية الكاثوليكية والكنيسة المصرية الإنجيلية، على دعمهم القيم ومشاركتهم الفعّالة في تنفيذ تدريبات مشروع "مودة" للمقبلين على الزواج.
وأكدت القباج أن تدريبات المقبلين على الزواج ليست رفاهية، بل هي ضرورة ملحّة لمساندة الشباب في تحقيق استقرار الأسرة والسعادة الزوجية، داعية جميع الشباب والفتيات من أبناء وبنات الوطن الكريم المقبلين على الزواج إلى التقدم لحضور البرامج التدريبية التي ينفذها مشروع مودة، والاستفادة منها آملة أن تكون بمثابة بوصلة تُرشدهم نحو حياة زوجية سعيدة ومستقرة، وستظلّ وزارة التضامن الاجتماعي تُسخّر جميع إمكاناتها لدعم الأسرة المصرية وتعزيز استقرارها.