باحث في الشأن التركي لـ"الدستور": زيارة أردوغان لمصر تأتي ضمن تحول سياسات أنقرة
أكد بكر محمد البدور الباحث الأردني المتخصص في الشؤون التركية وقضايا الشرق الأوسط أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة يوم الأربعاء، تأتي مع بداية الولاية الجديدة للرئيس التركي وتشهد تحول في السياسة الخارجية التركية بما في ذلك التحول في السياسة الخارجية إزاء مصر والاهمية الكبيرة للبلدين الهامين في الإقليم تحتم عليهما إعادة النظر في مسار العلاقة بعد كل هذا الوقت من القطيعة لذلك تكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة.
أهمية زيارة أردوغان للقاهرة
وأوضح “البدور” في تصريحات لـ"الدستور" أن الظروف السياسية في الإقليم والعالم أصبحت أكثر سخونةً وتعقيدًا بعد كل هذه السنوات من القطيعة بين مصر وتركيا، ومع تغير الظروف السياسية تتغير وتتبدل أولويات الدول ومصالحها.
وأوضح الخبير في الشأن التركي أن ملامح التعاون العسكري بين البلدين بدت واضحة بإعلان تركيا موافقتها على بيع طائرات مسيرة (دون طيار) لمصر مما يشي بإمكانية توسع هذا التعاون في المستقبل فالبلدان عندهما أقوى جيشين في المنطقة، وهذا يفتح الباب على التعاون الكبير في هذا المجال خاصة مع امتلاك تركيا قاعدة صناعات دفاعية قوية يمكن لمصر الاستفادة منها.
أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، قال “البدور” إنه سيحظى بنصيب بارز في الزيارة إلا أن العلاقات الاقتصادية ظلت مستمرة في ظل القطيعة السياسية ولو لم تكن في الزخم المناسب لحجم البلدين وبالتالي من المتوقع أن تنعكس هذه الزيارة على حجم وطبيعة التبادلات التجارية بين الجانبين وكذلك حجم الاستثمارات لكل طرف لدى الطرف الآخر.
وأوضح "البدور" أن الأوضاع في غزة ستفرض نفسها على اللقاء فكلا البلدين لديها أوراق ضغط كبيرة ولها علاقات على مع الاطراف المؤثرة وبإمكانه أن تلعب دور مؤثر في كبح جماح العدوان على غزة ووقف الإبادة الجماعية هناك.
وفيما يتعلق بالبحر المتوسط وليبيا قال “البدور” إن الملف الليبي ربما يكون أكثر الملفات التي ستتأثر بزيارة أردوغان المتوقعة لمصر، وسيكون له انعكاس مباشر قد يفضي إلى إنهاء الانقسام خاصةً مع التطور العلاقات المرتقب بين مصر وتركيا ومما يساعد على حلحلة هذه الملفات مزيد من الحوار والانفتاح بين القاهرة وأنقرة في قالب الأيام.
وعن التهديدات في البحر الأحمر، قال البدور: “لا أتصور أن أي من مصر وتركيا ستصطف إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن لما لهذا الأمر من حساسية لدى شعب البلدين ولكن مسعى البلدين معًا بقوة لاحتواء العدوان الإسرائيلي على عزة سينعكس على أمن الملاحة في البحر الأحمر”.