الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيسة مريم البتول سيّدة لورد
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة مريم البتول، سيّدة لورد، حيث ظهرت مريم العذراء الكلية الطهارة عام 1858 للفتاة المدعوة برناديت سوبيرو قرب ضيعة اسمها لورد في جنوب فرنسا، عند كهف في موقع يدعى "ماسابييل".
ووجهت مريم العذراء من خلال هذه الفتاة المتواضعة دعوة إلى الناس لكي يتوبوا، ولتكون في الكنيسة غيرة أكبر على الصلاة والمحبة، ولا سيما في خدمة المرضى والفقراء.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "يا رب، يا من أنت الحياة الإلهيّة، أنت لا تلمس كي تقتل، إنّما لتعطي الحياة؛ أنت لا تجرح إلّا لكي تشفي. عندما تؤدّب، تلمس بخفّة وهذا يكفي لكي يفنى العالم. عندما تلمس، تضع يدِك بقوّة عن قصد، فعذوبة حنانكِ ليس لها حدّ. يا صاحب اليد الإلهيّة، لقد جرحتني كي تشفيني؛ لقد أمتَّ فيَّ ما يحرمني من الحياة في الله الّذي أرى نفسي فيه حيًّا الآن. لقد فعلت هذا بنعمتك الكريمة، بواسطة لمسة ذاك الّذي "هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه" ابنك الوحيد، حكمتكِ الّذي فيه "تَمتَدُّ بِقوّةٍ مِن أَقْصى العالَمِ إِلى أَقصاه". هو، ابنك الوحيد، يدُ الآب، يدُ الرحمة، هو اللمسة الرقيقة الّتي بها لمستني، جرحتني وأحرقتني داخليًّا".
أيها الكلمة ابن الله، ذو اللّمسة العذبة، لقد دخلت بمهارة إلى أنفسنا برقّة كيانك الإلهيّ؛ تلمسها برقّة كبيرة إلى حدّ أنّك تضمّها بالكامل إليكَ بطريقة إلهيّة وعذبة حتّى كأنّه "لم يُسمعَ بِك في كَنْعان ولا رُئيت في تَيمان" يا لِلَمسة كلمة الله الرقيقة، الّتي هي رقيقة تجاهي أكثر من كونها قلبت الجبال وكسّرت صخور جبل حوريب بظلّ قوّتك الّتي تتقدّمك.
يا رب، لقد جعلت نفسك لطيفًا وقويًّا للنبيّ إيليّا من خلال " صَوت نَسيمٍ لَطيف". كيف تكون نسيمًا خفيفًا ولطيفًا؟ قل لي، كيف تلمس برقّة وبعذوبة، أيّها الكلمة، ابن الله، أنتَ الّذي هو قويّ ورهيب؟ سعيدة، وألف مرّة سعيدة، هي النّفس الّتي تلمسها بعذوبة مماثلة!... "في سِتْرِ وَجهِكَ (أي كلمتك) تَسترهم مِنَ الناسِ ودَسائِسِهم وفي خَيمَةٍ تَصوُنهم مِن مُخاصَمةِ الأَلسِنَة".