كواليس معركة مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب في جمعية المؤلفين
مرسي جميل عزيز، شاعر الألف أغنية، من كلماته تغني عشرات المطربين في مصر والمنطقة العربية، لقب بـ “فكهاني الأغنية” نظرا لاشتغاله في تجارة الفاكهة قبل شهرته كشاعر غنائي.
كواليس معركة مرسي جميل عزيز وعبد الوهاب في جمعية المؤلفين
مرسي جميل عزيز، والذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1980، أطلق لحيته احتجاجا علي موقف محمد عبد الوهاب من زملائه أعضاء جمعية المؤلفين فيما يخص استقلال جمعية المؤلفين والملحنين عن قرينتها في باريس، فبينما طالب العديد من أعضاء الجمعية بالانفصال عن جمعية باريس، إلا أن عبد الوهاب أصر علي موقفه بضرورة بقاء الاتحاد بين الجمعيتين.
وخلال تغطية مجلة الكواكب الفنية لهذه المعركة، قابل محرر المجلة الشاعر مرسي جميل عزيز، مشيرا إلى أن في جمعية المؤلفين والملحنين قابلت مرسي جميل عزيز، لم أعرفه عندما رأيته، بعد أن كان يخفي وجهه تحت منظاره الأسود المشهور، أصبح يخفيه أيضا تحت ذقن سوداء طويلة، أنني لم أرى مرسي منذي أن زرته في الزقازيق منذ ثلاثة أشهر وكان مريضا وممنوعا من الحركة والكلام والتأليف فقد كان الأطباء يشكون في سلامة قلبه، ولكنه الآن بصحة طيبة ووزنه زاد حوالي 8 كيلو.
وحول سر ذقنه الطويلة يقول مرسي جميل عزيز: “احتجاجا علي موقف عبد الوهاب من زملائه أعضاء جمعية المؤلفين ولن أزيلها إلا إذا رضخ لمطالبنا”.
ويسأله محرر الكواكب: افتكرك ناوي تخرج؟ فيجيب “مرسي”: والله دقني بتاكلني علي الموضوع ده. ثم أخذ يحدثني عن فكرة الأوبريت التي بدأ بالفعل تكوينها وقوامها مساهمة أعضائها بمجهوداتهم وبرأس مال قدره ألف جنيه، وأنه قد وفق في الاتفاق مع علي إسماعيل ومحمد الموجي وعبد الفتاح مصطفي والمطربة شهرزاد والمطرب محمرم فؤاد، وأن هذه الفرقة ستقدم ألوانا جديدة تعتمد علي الموسيقي الحديثة والرقص الإيقاعي، وتعالج أهم مشكلاتنا الاجتماعية، يعني حاجة كده تشبه برودواي أمريكا.
ويقول مرسي جميل عزيز أنه شاهد أوبريت "يوم القيامة" و"الباروكة" وأنهما فاشلتان تماما، ولا تتجاوبان مع حياتنا الحالية وفيهما ورح روض الفرج.
وعن ألحان سيد درويش وأنها كانت كافية للأوبريت يجيب مرسي جميل عزيز: “لا تصدق أن أي شئ يمكن أن يعوض شيئا آخر"، وعن أفضل من يلحن الأوبريت قال مرسي: "أحمد صدقي، وأفضل من يكتبها عبد الفتاح مصطفي، فقد فهو المؤلف الوحيد الذي يهضم فن الأوبريت”.
لقاء مرسي جميل عزيز بالعندليب
وفي لقاء تليفزيوني معه، قال مرسي جميل عزيز عن الأسباب التي دفعته للكتابة لعبد الحليم حافظ: "ذات مرة حادثت محمد الموجي وقلت له عاوزين نسهر، وجاء بشلة سميعة من الكبار وفوجئنا بعبد الحليم حافظ يغني "ولد الهدي" بتاعة أم كلثوم، وأول ما بدأ عبد الحليم يغني يصحبة عود الموجي، الموجودين نظروا لبعضهم البعض وضحكوا، أم كلثوم عظيمة طبعا محدش يقدر يحصلها" لكن الغريبة أننا سمعنا لحن "ولد الهدي" سليم مائة بالمائة إنما بدون أم كلثوم شيئ آخر.
وكلما توغل عبد الحليم في الغناء كان الحاضرين قد أصيبوا بحالة ذهول وخصوصا أنا، ولم أنم ليلتها، وهاتفت الموجي وقلت له: إيه يا محمد ده مش معقول، فقال لي تكتب له، فأجبته: دة أنا أتمنى، وبالفعل في هذه الليلة بدأت كتابة أغنية وبدأ الموجي في تلحينها وهي أغنية "مالك ومالي يا ابو قلب خالي".
وأول أغنية أذيعت لمرسي جميل عزيز ولم يتجاوز الثامنة عشرة بعنوان "الفراشة" لحنها الموسيقار رياض السنباطي، وفي نفس العام انطلقت شهرته عندما كتب "يامزوق يا ورد في عود" وغناها عبد العزيز محمود.
كتب مرسي جميل عزيز، الأغنية بألوانها المختلفة العاطفية والوطنية والشعبية والدينية ووصلت لأكثر من ألف أغنية وقصيدة ولذلك لقب بشاعر الألف أغنية، بجانب كتابته للشعر والأغنية كتب الأوبريت الغنائي والقصة القصيرة والسينمائية وسيناريوهات بعض الأفلام وأيضا كانت له المقالات الأدبية في الصحف والمجلات المصرية حتى اعتبره النقاد ظاهرة أدبية وفنية بارزة.