صاحبة "حكايات ستي عزيزة" تروى سيرتها الأولى مع الكتابة
أن تكون كاتبا ليس بالأمر الهين.. وأن تستمر وتحفر أسمك وتكون من ضمن قائمة المبدعين المصريين هذا هو الحدث، عن الكاتبة القاصة والروائية آلاء عبد السلام والتي فازت عن مجموعتها القصصية الأولى والتي جاءت بعنوان "اللمعة في عينيه" بجائزة يحيى الطاهر عبد الله في دورتها الأولى والتي عرفها الوسط الثقافي من خلالها، ونالت استحسان لجنة التحكيم.
لم تتوقف الكاتبة الشابة عن ممارسة الكتابة رغم غيابها عن المشهد الثفافي والإعلامي؛ لتعود مرة أخرى عبر روايتها “حكايات ستي عزيزة” عن سيرتها الأولى مع الكتابة يدور الحوار التالي:
ماذا عن البدايات الأولى مع الكتابة؟
جاءت رحلتي مع الكتابة في سن مبكرة عندما بدأت في الأصل بالقراءة وذلك بتشجيع من والدي ووالدتي اللذين زوداني بأصناف متنوعة من الأدب حيث كان في بيتنا غرفة كبيرة هي عبارة عن مكتبة متنوعة مزودة بمؤلفات لكبار الكتّاب فقرأت منذ سن مبكرة ليوسف إدريس ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وإحسان عبد القدوس والعقاد ومصطفى الرافعي والمنفلوطي وجبران خليل جبران وأيضًا من الأدب الغربي فقد كنت أقرأ لسومرست موم وهيمنجواي وشارلوت برونتي وتولستوي وجين أوستن وغيرهم من الأدباء العظماء فتوفرت لدي حصيلة هائلة جعلتني أكتب وأنا في سن العاشرة بعد أن أنشأت وابتكرت الأسلوب الخاص بي.
ماذا عن بدايتك الفعلية مع كتابة القصة وكيف كانت ردود الفعل تجاه ما تكتبين؟
أول ما كتبت قصص قصيرة ثم رواية قصيرة واستمررت في الكتابة حتى دخولي إلى الجامعة فبدأت أشترك في مسابقات الكتابة ومنها مسابقة إبداع التابعة لوزارة الشباب والرياضة حيث نالت قصصي والتي كانت تفوز كل سنة بالمركز الأول على جامعة المنصورة استحسانًا كبيرًا من لجنة التحكيم ومنهم الأديب الراحل بهاء عبد المجيد والذي أشاد بقصتي " الفردوس الذهبي" وتوقع لي مستقبلًا مضيئًا في عالم القص.
وأشارت عبد السلام إلى أن تلك القصة قد فازت لاحقًا مع خمس عشرة قصة أخرى مثلوا مجموعتي القصصية " اللمعة في عينيه" في جائزة يحيى الطاهر عبد الله في دورتها الأولى وتم نشر المجموعة مع دار العين.
ماذا عن الانتقال من كتابة القصة القصيرة إلى الرواية؟
أن التنقل بين أجناس الفن والأدب شيء ضروري للكاتب أو الفنان لأن منبع الإحساس واحد فهو يعبر عن نفسه بأي طريقة كانت، فأنا أرسم أيضًا منذ سن مبكرة وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية.
أما عن انتقالي لكتابة الرواية فكان ضروريًا مع إن العنصر الأساسي في القصة هو التكثيف إلا أن تجربتي مع كتابة الرواية لم تكن صعبة لسببين -بعد فضل الله - الأول منهما أني دائمة القراءة للأدب العربي والغربي وأزود نفسي بما يلزم من تقنيات الكتابة سواء في الرواية أو في القصة والسبب الثاني هو أن الفكرة هي التي تلح على الكاتب كي يخرجها إلى أيدي القراء فبمجرد إلحاح الفكرة على الكاتب فإنه يسترسل في الكتابة حتى يشعر أن فكرته قد أصبحت محكمة في شكل أدبي يرضاه وهذا ما حدث في كتابة روايتي الأولى "حكايات ستي عزيزة".
ماذا دفعك لكتابة “حكايات ستى عزيزة ”
ما دفعني لكتابتها هو أن الأجداد يأخذون جزءًا كبيرًا من وجداني ، فشخصية الجد أو الجدة دافئة جدًا ومؤثرة في حياة أي شخص كان القدر رحيمًا به فتواصل مع أحدهما أو كليهما حتى لو لفترة بسيطة.
الشيء الآخر الذي دفعني لكتابة الرواية هو رغبتي في لفت نظر الناس إلى ضرورة إحياء التراث الريفي، الذي لم يعد يُذكر كثيرًا نتيجة لتحول الريف في أغلب بقاع مصر إلى ما هو أقرب للمدنية الحديثة وهو شيء - في وجهة نظري - له سلبياته كما له إيجابياته؛ لأن مع هذا التحول ضاع من الريف بعض من القيم التي كنا نستقيها منه كقيمة الحفاظ على الأرض مثلًا وهي القيمة الرئيسية في الرواية أو قيم أخرى كقول الحق والعدل والحفاظ على العهد.
فأرجو أن تلمس هذه القيم الناس مرة أخرى من خلال روايتي وتدعوهم إلى ضرورة إحيائها.