سياسية فلسطينية تكشف سيناريوهات الفترة المقبلة بعد مفاوضات برعاية مصر وقطر
قالت الدكتورة تمارا حداد، أكاديمية وباحثة سياسية فلسطينية: رعت دولتا مصر وقطر مفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل للوصول إلى اتفاق تبادل الأسرى والوصول إلى هدنة إنسانية مؤقتة مرحليا أو أنه بعد انتهاء المراحل التدرجية ينتهي بوقف إطلاق النار بشكل مستدام.
وتابعت: أولت مصر وقطر اهتماما بالغا لهذا الموضوع حتى لا تتطور الحرب محدودة الجغرافيا إلى توسع الجبهات لأكثر من بقعة بالتحديد أن مصر حذرت من استمرار العدوان على قطاع غزة بالتحديد فيما يتعلق استمرار القصف الجوي على المدنيين الفلسطينيين وتوسع مخططات الاحتلال والوصول إلى منطقة رفح التي تعتبر أكثر المناطق محاولة من قبل إسرائيل الوصول إليها بريا وإنهاء الجيوب العسكرية للمقاومة في منطقة رفح.
وقالت إن رفح أصعب منطقة نظرا لوجود مليون وخمسمائة ألف مواطن نازح فلسطيني بها، وهذا إشارة إلى أن أي وصول لهذه المنطقة يعني مجازر بشرية وإحداث جرائم حرب تفضي إلى تهجير للمواطنين قسرا إلى قرب الحدود المصرية الفلسطينية، لذا مصر تعلم خطورة هذا الأمر لذا تحاول قدر الإمكان وقف إطلاق النار واتباع خيار المفاوضات وإيجاد مبادرات سياسية بدل القوة العسكرية التي تفضي لمآلات غير محمودة.
وأشارت إلي أن المفاوضات استمرت حتى اللحظة بعد رد حركة حماس على إطار الاتفاق الذي تم إحرازه في اجتماع باريس بوجود الجانب المصري والقطري والإسرائيلي والأمريكي، حيث خرجت بنود ضمن مراحل ثلاث وتم عرضها على الجانب الفلسطيني المتمثل بالمقاومة الفلسطينية وتم عرضها على حركة حماس التي ردت عليها دون رفض أو قبول بل بتقديم تعديلات ومقترحات إضافية على الاتفاق الإطاري الذي خرج من اجتماع باريس وأحد التعديلات متمثل بإخراج محتجزين إسرائيليين مدنيين نساء وأطفال أقل من تسعة عشر عاما مقابل الأسرى الفلسطينيين جميعهم الذين اعتقلوا ما بعد السابع من أكتوبر العام الماضي حتى اللحظة الذين فوق الخمسون عاما وأيضا إخراج ألف وخمسمائة أسير فلسطيني تضعها القائمة حركة حماس إضافة إلى أسماء ونوعيتها من حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية إضافة إلى أنه بعد انتهاء المراحل أن يكون نهاية الهدنة المؤقتة وقفا مستداما لإطلاق النار على قطاع غزة إضافة إلى بنود الإعمار والإغاثة وتقديم آلاف السكنات للفلسطينيين والخيم التي تهدمت منازلهم إضافة إلى مواضيع أخرى تخص القطاع.
وتابعت حداد: باعتقادي أن اسرائيل لن تلتزم بأي خيار له علاقة بوقف إطلاق النار بشكل نهائي ولا بنوعية الأسماء والعدد الكبير التي تريد إخراجه حماس من المعتقلات الإسرائيلية وأيضا سيقدم نتنياهو ردا ذكيا كما ردت حماس بلا أو نعم أي دون قبول أو رفض وإنما بتعديلات على ردود حماس على صيغة الاتفاق الإطاري للصفقة حتى لا يحرج ذاته أمام جمهور أهالي الأسرى المحتجزين الإسرائيليين الذين بحوزة المقاومة الفلسطينية بأنه رفض الصفقة وبالتالي سيخرج صيغة تربك حماس كما حماس أخرجت صيغة أربكت الحسابات الإسرائيلية، وهذا الإرباك ينعكس على الرد السريع على وقف إطلاق النار وينعكس على استمرار دوامة العنف.
حداد: من المتوقع هدنة مؤقتة إلى حين إيجاد حل وخطة للتعامل مع رفح
وأوضحت حداد أنه من المتوقع نتيجة الضغط الأمريكي أن تتم الموافقة على بنود مجزئة من الصفقة تعمل على وقف إطلاق النار مؤقت إلى حين النظر الموقف النهائي بالتحديد خلال فترة الهدنة سيتم التفكير بمن سيستلم قطاع غزة وحينها الذي سيستلم سواء السلطة الفلسطينية أو غيرها سيتم تسليمها المتبقي من القطاع لإدارته معيشيا ومدنيا واستكمال إنهاء الجيوب العسكرية المتبقية لحركة حماس وبقية فصائل المقاومة في منطقة رفح كون إسرائيل حتى اللحظة لم تدخلها نظرا للتحديات التي ستواجهها في دخول رفح بسبب العدد الكبير من النازحين وإيضا صغر حجم مساحتها.
وتابعت حداد٬ "لذا أتوقع هدنة مؤقتة إلى حين إيجاد حل وخطة للتعامل مع رفح واستكمال الأهداف المتمثلة بالقضاء على المقاومة المسلحة وإن بقي الجانب السياسي لحركة حماس كون ما يهم إسرائيل إزالة التهديد المتمثل بالسلاح ومن ثم إعادة الأمن لمستوطنات قطاع غزة وهنا سيتم استخدام إعادة الاحتلال بطريقة مباشرة والدخول والخروج كما الضفة الغربية سواء للاعتقالات أو الاغتيالات والسيطرة الشاملة عسكريا على القطاع وليس مدنيا".