سلاح التوأم.. «الدعم الشعبى» سند حسام وإبراهيم لتصحيح مسار الفراعنة
ما بين عشية وضحاها تحقق الأمل الذى يصبو إليه التوأم حسام وإبراهيم حسن؛ منذ أن تركا المستطيل الأخضر كلاعبين وتوجها إلى عالم التدريب، بقلب واحد وعقل واحد فى كل موطئ يضعان أقدامهما فيه، ووجدا نفسيهما مسئولين عن قيادة منتخب مصر الأول، وهو الحلم الذى راودهما منذ أن عرفا طريق التدريب، وربما منذ كانا صغيرين.
حسام وإبراهيم أدركا حلمهما فى وقت بات نجمهما التدريبى فى طريقه نحو الخفوت، ليعيدهما الاختيار إلى الحياة من جديد، بعد أن بح صوتاهما فى المطالبة بفرصة لإثبات الذات، وهو ما تحول إلى ما يُشبه «الدعم الشعبى» لتولى التوأم قيادة الفراعنة، رغم أنهما دون رصيد يذكر من البطولات، أو فكر تكتيكى معلوم لدى محللى كرة القدم الحديثة.
الحقيقة الوحيدة التى يعلمها الجميع أن التوأم يمتلك الروح والحماس والرغبة فى إثبات الذات دائمًا، وهو ربما ما ينقص «الفراعنة» للعودة إلى المنصات من جديد، مثلما فعل الجنرال محمود الجوهرى من قبل، وكذلك المعلم حسن شحاتة، ليصبح الجميع أمام فصل جديد من فصول التحدى.
إنجازات غير مسبوقة لـ«العميد» كلاعب وطموح مشروع فى التدريب قبل ختام المشوار
ربما كانت هذه هى المرة الأولى التى لم يكن فيها حسام حسن مرشحًا لقيادة منتخب مصر بالقوة التى كان مرشحًا بها طوال سنوات مضت، حين كان الجميع ينادى بمنح الفرصة لـ«العميد»، الذى يعد أحد تلاميذ الأسطورة محمود الجوهرى، وأحد نجوم «جيل ٩٠»، الذى وصل إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا.
فعلى مدار السنوات الماضية، ومع كل إخفاق للمنتخب الوطنى تحت قيادة المدربين الأجانب، كان حسام حسن المرشح الأوفر حظًا، خاصة بعد تجربة ناجحة مع منتخب الأردن، لكن كانت مبررات الرفض تخرج من جانب مسئولى اتحاد الكرة لأنه «عصبى» و«غير مؤهل» لقيادة «الفراعنة».
وتكرر الأمر كثيرًا مع الوقت، حتى بات بريق حسام حسن يخفت شيئًا فشيئًا فى عالم التدريب، فلم يعد ذلك المدرب الشاب الذى يتحاكى الجميع عما يفعله مع الأندية، والنجاحات التى يحققها فى وقت قصير.
ومع العزوف عن فكرة منحه فرصة إثبات ذاته فى قيادة الفراعنة، أبى القدر أن يحرم «العميد» من حلمه الذى عاش من أجله طويلًا، ليصبح الآن مسئولًا عن قيادة منتخب مصر بشكل رسمى، فى تحدٍ جديد، لا يملك فيه سوى الدعم الشعبى، الذى ربما يكون ذخيرته الوحيدة للاستمرار، خاصة فى ظل وجود كثير من المتربصين، ممن ينصبون أنفسهم ملوكًا للتحليل فى الكرة الحديثة.
لا شك أن هناك طموحًا مشروعًا لدى حسام حسن فى تصحيح مسار منتخب مصر وإعادة «الفراعنة» إلى منصات التتويج، وأن يكتب اسمه بأحرف من نور فى سجلات التاريخ، مع الأسطورة الخالدة فى كرة القدم المصرية محمود الجوهرى، صاحب النهضة الحديثة فى كرة القدم على مستوى منتخب مصر، ومن بعده المعلم حسن شحاتة، الذى كتب تاريخًا يصعب تكراره على مستوى إفريقيا، بعدما نجح فى تحقيق الثلاثية وقيادة منتخب الفراعنة لحصد ثلاث بطولات إفريقية متتالية، أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠.
لدى حسام حسن الخبرة والرغبة فى إثبات الذات مع الحماس والإخلاص فى العمل، لكن ينقصه مزيد من التطوير والدراسة والمعايشة للمدارس التدريبية التى سيواجهها حتمًا، سواء على المستوى الإفريقى أو الدولى، ما يتوجب عليه العمل على تطوير نفسه، حتى يكون مستعدًا لمثل هذه الاختبارات الصعبة.
حقق حسام حسن إنجازات غير مسبوقة على مدار تاريخه كلاعب، سواء على مستوى الأندية التى لعب لها أو فى مشواره مع منتخب مصر، ولا ينكر أحد أنه يعد من أهم وأشهر اللاعبين فى تاريخ كرة القدم المصرية، فهو أكثر لاعب سجل أهدافًا مع المنتخب الأول برصيد ٨٣ هدفًا، منها ١٨ هدفًا فى مباريات ودية، وهو صاحب أعلى سجل تهديفى دولى فى القارة السمراء، والـ١٥ فى تاريخ اللعبة، وهو ثانى أكثر لاعبى منتخب مصر والدول الإفريقية مشاركة فى المباريات الدولية برصيد ١٧٠ مباراة، ما جعله يتوج بلقب «عميد لاعبى العالم»، قبل أن يتخطاه أحمد حسن، نجم منتخب مصر السابق، بعدها بسنوات.
وإلى جانب ذلك، يتصدر حسام حسن قائمة «نادى المئة»، التى تضم ٧ لاعبين سجلوا أكثر من ١٠٠ هدف فى الدورى المصرى برصيد ١٧٦ هدفًا، وهى أهداف سجلها «العميد» مع الأندية التى لعب لها طوال مسيرته.
كذلك، تم اختيار نجم الفراعنة السابق، ضمن قائمة شملت أفضل ١٠٠٠ لاعب شاركوا فى بطولة كأس العالم على مر التاريخ، بعد مشاركته الفعالة فى كأس العالم ١٩٩٠ بإيطاليا.
وشارك «العميد»، أيضًا، فى ٧ بطولات إفريقية مع منتخب مصر، توج خلالها بثلاثة ألقاب، أعوام ١٩٨٦، و١٩٩٨ و٢٠٠٦، وكان طوال هذه الفترة أحد نجوم «الفراعنة»، خاصة فى بطولة أمم إفريقيا ٩٨، التى حصل خلالها على لقب «هداف البطولة»، مناصفة مع «مكارثى»، نجم منتخب جنوب إفريقيا.
وفى ظل مسيرته الطويلة، كان هناك العديد من المحطات المضيئة فى تاريخ حسام حسن كلاعب، فقد كان له الدور البارز فى فوز منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية عام ١٩٩٨ ببوركينا فاسو، بعد أن توقع الجميع اعتزاله نظرًا لإصابته فى أحد غضاريف الركبة فى عام ١٩٩٧، لكنه رغم ذلك، نال ثقة الجنرال محمود الجوهرى، الذى قبل التحدى وقتها وتعرض لانتقادات لاذعة لتفضيله حسام حسن على غيره من المهاجمين، لكنه لم يخذل «الجوهرى» وحصد لقب هداف البطولة، بعد أن فاز بها مع المنتخب المصرى.
وفى يناير ٢٠٠١، وقبل انطلاق المباراة الودية لمنتخب مصر مع نظيره الزامبى على استاد القاهرة، نزل جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم وقتها، إلى أرضية الملعب، وقلد حسام حسن شارة «عميد لاعبى العالم»، بعد أن بلغ عدد مشاركاته الدولية «١٥١» مباراة حينها، متخطيًا الألمانى لوثر ماتيوس، وسط حفاوة كبيرة من زملائه فى المنتخب المصرى، حتى من لاعبى المنتخب الزامبى.
وكان آخر أهداف «العميد» مع منتخب مصر فى مرمى الكونغو الديمقراطية، فى بطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠٠٦ بمصر، وكان وقتها على مشارف عامه الأربعين، لكن المدير الفنى حسن شحاتة أصر على وجوده فى قائمة «الفراعنة» تكريمًا له، حتى أصبح أكبر لاعب يسجل فى تاريخ البطولة الإفريقية، كما أنه اللاعب الوحيد الذى شارك فى بطولتين لمنتخبات إفريقيا الفارق الزمنى بينهما ٢٠ عامًا.
13 محطة تدريبية استمر آخرها 72 ساعة وإنجاز غائب منذ 17 عامًا رغم التألق أحيانًا
خاض حسام حسن ١٢ تجربة تدريبية على مستوى الأندية، لكنه لم يحقق أى بطولة على أرض الواقع، كما خاض تجربة وحيدة على مستوى المنتخبات، عندما تولى قيادة منتخب الأردن، فى محطة اعتبرها البعض موفقة نسبيًا، بعدما وصل بـ«النشامى» إلى فاصلة التأهل للمونديال.
فعقب اعتزاله اللعب مباشرة، اتجه «حسام» مع أخيه «إبراهيم» إلى مجال التدريب، وقاد نادى المصرى البورسعيدى فى النصف الثانى من الدورى المصرى موسم ٢٠٠٧/٢٠٠٨، ونجح وقتها فى الإبقاء على النادى «البورسعيدى» فى الدورى فى ٨ مباريات، بعدما كان قد اقترب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
ومع بداية عام ٢٠٠٩، شغل منصب المدير الفنى لفريق «المصرية للاتصالات» بعد تأزم موقف الفريق فى جدول الدورى، لكنه ظل ينافس على البقاء حتى الأسبوع الأخير؛ إلا أن الفريق هبط فى النهاية، فاستمر معهم فى منافسات دورى الدرجة الثانية حتى تقدم باستقالته.
وفى ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩، كانت الانطلاقة الحقيقية لـ«العميد»، عندما عُين مديرًا فنيًا لنادى الزمالك، بعد تدهور نتائج الفريق فى ظل قيادة الفرنسى هنرى ميشيل، وحقق مع «القلعة البيضاء» إنجازًا كبيرًا، بعدما ارتفع ترتيب الزمالك فى الدورى الممتاز من المركز الـ١٤ فى آخر أسابيع الدور الأول إلى المركز الثانى فى نهاية البطولة، وفى موسم ٢٠١٠ /٢٠١١ أنهى «العميد» مع الزمالك الدور الأول على قمة الترتيب، بفارق ٦ نقاط عن أقرب منافسيه.
وقّع حسام حسن مع نادى الإسماعيلى فى ٨ أغسطس ٢٠١١، وخاض مع الفريق مباراتين، ولخلافات مع الإدارة أُقيل من تدريب الفريق فى ٢٨ سبتمبر ٢٠١١، ليعود مجددًا لتدريب المصرى البورسعيدى فى ولاية ثانية، لكن جاءت «أحداث بورسعيد» الشهيرة، عقب الفوز على الأهلى بنتيجة ٣/١، ليرحل مرة ثانية عن قيادة المصرى بعد ٣ مباريات فقط.
ومع استئناف الدورى المصرى عقب «فاجعة استاد بورسعيد» الأليمة، وتحديدًا فى فبراير ٢٠١٣، أنهى نادى مصر للمقاصة اتفاقه مع «التوأم» حسام وإبراهيم حسن لقيادة الجهاز الفنى للفريق حتى نهاية الموسم، بعد أن استمرت المفاوضات لنحو أسبوع.
المحطة التدريبية الأهم فى مسيرة حسام حسن بدأت فى ٢٥ يونيو ٢٠١٣، عندما عُين مديرًا فنيًا لمنتخب الأردن، وأسهم فى تأهله إلى الملحق النهائى المؤهل إلى كأس العالم ٢٠١٤ بعد الفوز على منتخب أوزبكستان، إلا أن المنتخب الأردنى واجه المنتخب الأوروجوايانى وخسر المباراة الأولى على ملعبه بخماسية نظيفة، وفى مباراة العودة نجح فى التعادل.
كما قاد «حسام» الأردن للصعود لكأس آسيا لعام ٢٠١٥ للمرة الثالثة فى تاريخه، دون أى هزيمة فى التصفيات، وتحسن ترتيب المنتخب الأردنى بين المنتخبات على مستوى العالم.
بعدها، عاد «العميد» لقيادة الزمالك فى ولاية ثانية فى ٣٠ يوليو ٢٠١٤، عندما قرر مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، تعيينه مديرًا فنيًا للفريق، خلفًا للمدرب أحمد حسام ميدو، إلا أنه لم يستمر، بسبب محاولات رئيس النادى التدخل فى مهام المدير الفنى واختصاصاته، بالإضافة لسوء نتائج الفريق، بعدما حقق «الأبيض» فوزًا واحدًا فى ٦ مباريات رسمية تحت قيادته بجميع المسابقات.
وفى المحطة التالية، عُين «حسام» مديرًا فنيًا لفريق الاتحاد السكندرى، وقاده للتأهل لدور الثمانية فى بطولة كأس مصر على حساب وادى دجلة، إلا أنه قرر الاستقالة من تدريب الفريق بسبب الخلافات والاضطرابات بالنادى وعدم دفع رواتب اللاعبين أو الإدارة الفنية، ليعود فى يوليو ٢٠١٥ إلى تدريب المصرى فى ولاية ثالثة، نظرًا لشعبيته الكبيرة بالمدينة الباسلة.
وفى ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨، أعلن نادى بيراميدز عن تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للفريق، خلفًا للأرجنتينى ريكاردو لافولبى، وذلك بعد ساعات من إبلاغ «التوأم» استقالته لإدارة المصرى، بسبب الخسارة أمام فيتا كلوب الكونغولى برباعية فى قبل نهائى الكونفيدرالية، وما أعقب المباراة من شغب جماهيرى، نتجت عنه إصابة «حسام» فى الرأس ونقله إلى المستشفى.
المحطة الأخيرة لـ«العميد» كانت فى قيادة فريق الاتحاد السكندرى، وتعد الأطول فى مسيرته مع الأندية، بعدما قاد «زعيم الثغر» فى ٥٢ مباراة، فى ولايته الثانية، التى أتت بعد رحلة قصيرة مع فريق سموحة، ليبتعد بعدها حسام حسن عن التدريب قليلًا، قبل أن يعود مرة أخرى من «الباب الضيق» لقيادة فريق فيوتشر، فى أقصر ولاية له، التى لم تتعدَ ٧٢ ساعة، ليصبح فجأة المدير الفنى لمنتخب مصر.