"زكريا" يصنع قطعًا فنية من خشب "السرسوع"
مهنته تصميم القطع الفنية والمنزلية من خلال النحت على أخشاب الأشجار وتزيينها بالصدف والإضاءة، ومع قدومه من القاهرة إلى قريته الصغيرة ببلاد النوبة قرر تأسيس مشروع صغير وبالرغم من المعدات الصغيرة التي يعتمد عليها إلا أن شغفه في التصميم جعله يتحمل المشقة لينتج مجموعة تصميمات رائعة.
"الدستور" حاورت عثمان عبداللطيف وهبي الشهير بـ"عم زكريا" صاحب مشروع ورشة منزلية، بقرية أبريم التابعة لمركز نصر النوبة بأسوان، لتصميم القطع الفنية من أخشاب الأشجار.
وداخل منزل بسيط يملأه ضوء الشمس، وجزء من السقف مغطأ بخوص النخيل يضع عم "زكريا" مجموعة من القطع والأشكال الفنية التي يصنعها يدويًا من قطع الشجر، ويطلق على هذه الخامة تحديدًا خشب "السرسوع".
ومع رفع آذان الفجر من كل يوم يستيقظ لأداء الفريضة، وبعدها يعود إلى منزله لقراءة الورد اليومى من القرآن والآدعية حتى تبدأ أشعة الشمس تخرج لتعلن لحظات الشروق ويملأ الضوء ساحة الورشة المنزلية، يبدأ في عمله الذى يكون أول مراحله الرسم، ثم تفريغ القطع الفنية بعد تقطيعها وأخرهم طليها بالدهان المخصص للأخشاب لتصبح لامعة، وهذه المراحل تتم على مدار ما يقرب من 3 أيام ومن الممكن أن تزيد على حسب حجم التصميم.
وقال عم زكريا: "أنا كنت جاى من القاهرة لأسوان علشان أخلص ورق لقيت أن الدنيا هطول شوية لحد ما أخلصه فقررت افتح مشروع صغير داخل منزلى بقرية إبريم، واشتغل مهنتى اللي بحبها وهي النحت على خشب الأشجار لتصميم القطع الفنية المختلفة ".
وأضاف أنه بدأ مشروعه الصغير بتجهيز مجموعة من المعدات البسيطة وبأقل الإمكانيات حتى يستطيع تصميم القطع الفنية والمنزلية والتراثية المختلفة من خشب الأشجار ويطلق عليه "السرسوع"، مشيرًا إلى أنه بعد تصميمه للعديد من القطع الفنية كان الأهالى يبدون إعجابهم بهذه القطع ويوجهوه للمشاركة في المعارض المختلفة لعرضها.
وأضاف عم زكريا، أنه كان يعمل فى مهنة النحت على خشب الأشجار منذ سنوات عديدة فى القاهرة البلد التى كان يعيش فيها برفقة أسرته قبل مجيئه إلى أسوان، وقرر العمل فيها أيضًا أثناء فترة تواجده نظرًا لأنها مميزة داخل قريته إبريم النوبية، ولشغفه بها بالرغم من مشقتها والمجهود الكبير فيها، حيث أنها تعتمد التصميم للقطع الفنية يدويًا فقط.
وأوضح أنه تبدأ فكرته لتصميم القطع الفنية المختلفة من خشب الأشجار وتحديدًا "السرسوع" بالورقة والقلم، حيث أنه يبدأ أولًا برسم التصميم على ورقه بيضاء، ثم ‘رسال فرع الشجرة بالكامل لتقطيعه بنفس الشكل المطلوب في أقرب ورشه مجاورة، وبعدها تبدأ مهمته فى تفريغه وتفصيله يدويًا بالمعدات البسيطة المتاحة داخل الورشة المنزلية حتى يصبح جاهزًا للبيع.
ولفت إلى أن هناك أشكال متعددة للقطع الفنية التي ينفذها من خشب "السرسوع" أبرزها ورقة شجر، والشكمجية، والأباجورات المضيئة والمرآه المزينين بغصون الأشجار الرفيعه والأطباق، وقطع التراث النوبي الخشبية وغيرها، مضيفًا أن مدة الانتهاء من تنفيذ التصميمات المختلفة تتراوح يوم أو يومين على حسب الخامة، قائلًا: "الخامة لو فيها ميه بتشد العدة شوية، ولكن لو ناشفه بنتج معايا بسرعة، وممكن الخامة بتتلم العدة واضطر اسنها كتير علشان تسند معايا فى الشغل".
وذكر عم زكريا أنه أراد إدخال شيئًا جديدًا للقطع الفنية التى يصنعها من خشب السرسوع وهو تزينها بالصدف الذي يعد مستحدثًا في أسوان، ورغم أنه ليس "صدفجى" ولكنه اجتهد لكى تصبح تصميماته فى شكلًا مبهر، حيث أنه يشترى الصدف من القاهرة ويقوم بلصقه في القطع الفنية المتنوعة لتزينها بطريقة معينة مما يجعلها جاذبة للأنظار بشكل كبير.