عمان والكويت.. علاقة متجذرة وشراكة مثمرة فى الدقم
السابع من فبراير، فرحة عمانية كويتية، بافتتاح أكبر مشروع مشترك بين البلدين، مصفاة الدقم ومجمع الصناعات البتروكيماوية في محافظة الوسطى بسلطنة عمان التي تطل على المحيط الهندي كأول مصفاة وشريان حيوي مهم يرسخ العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين ويتميز بموقعه الاستراتيجي المطل على خطوط النقل البحري الرئيسية بطاقة تكريرية تبلغ 230 ألف برميل يوميا من النفط.
فاليوم البلدان على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المثمر والمفيد للجانبين، وتعد زيارة وحضور سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت لسلطنة عمان ـ زيارة دولة ـ وحضور هذا التدشين مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم له معان ودلالات كبيرة فمسقط والكويت قلبان في جسم واحد في الأفراح والأحزان والتنسيق السياسي والدبلوماسي.
فالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والواعدة تتحدث عن نفسها، وتبعث رسائل بأن الموقع الاستراتيجي، وأن الشراكة العمانية الكويتية ستتوسع وستكون هناك مشاريع وصناعات في هذه المنطقة التي تعبر بوابة حقيقية لدول المنطقة ودعوة للانصهار المصيري بينهما والاستثمار في هذه المنطقة الحيوية.
فالعلاقات والإرث التاريخي بين عمان والكويت كانت ولا تزال أساسها الرؤية الأخوية المشتركة والشفافية القائمة على احترام الشعبين والدولتين لبعضهما بعضا، لهذا فإن هذا المشروع العملاق والزيارة المباركة للأمير مشعل هي انطلاقة جديدة على قوة العلاقات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولا ننسى هذه الأيام السعيدة من شهر فبراير في الكويت.
ووسط كل تلك الأفراح، نتطلع إلى تعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين دولنا الخليجية، ولعله من المأمول أن يعمل الجميع للتكامل الخليجي والتعاون بينهما في مجال الاستثمارات، كما هي اليوم بين عمان والكويت في مشروع مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات وتخزين النفط في رأس مركز علاوة على استثمارات عقارية متعددة.
فهذا الحراك والتعاون العماني الكويتي السياسي والاقتصادي، والمحادثات الثنائية بين جلالة السلطان المعظم وضيف عمان الكبير ترجمة حقيقية لهذه العلاقات الصادقة، حيث تطمح القيادتان إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى، والاستفادة من مقوِّمات البلدين في هذا الإطار، وتفعيل أعمال اللجنة العمانية ـ الكويتية المشتركة.
فالشراكة العمانية الكويتية، بتدشين مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات الدقم، تدعو للاعتزاز والفخر، فهو مشروع تنموي وحيوي، وسيسهم في دعم اقتصاد البلدين بشكل عام واستثمار الكويت في منطقة الدقم الاقتصادية يعد خير مثال على روح التعاون بين البلدين وبين دول مجلس التعاون الخليجي.
وتمتد شراكة مسقط والكويت إلى ما هو أبعد من مشروع مشترك هنا أو هناك، فالبلدان يسيران نحو تحقيق الاستدامة وتوسيع آفاق التعاون المشترك بينهما، فسياستا البلدين تلتقيان في نهج من الثبات على المبادئ والقيم والدفاع عن الحق ونصرة المظلومين.
حقا كانت العاصمة مسقط ومنطقة الدقم الاقتصادية الخاصة في احتفالية تاريخية لاتنسى، زيارة أولى لأمير الكويت بعد توليه مقاليد الحكم ـ حفظه الله ـ ومباحثات بين القيادتين الحكيمتين، وافتتاح مشروع عملاق يعكس روح الأخوة التي تميز البلدين الشقيقين، فمصفاة الدقم هو تتويج لتاريخ طويل من التقارب الإيجابي والعلاقات الطيبة بين البلدين وتمهد الطريق أمام استثمارات قادمة.
وسيبقى شهر فبراير، شهر الفرح للكويت وللمنطقة الاقتصادية الخاصة، وستبقى علاقاتنا متجذرة وقوية وشراكاتنا مضمونة ومثمرة.. فأهلًا بأمير التغيير والإصلاح والرؤية الكويتية الجديدة في بلده سلطنة عمان... والله من وراء القصد.