الأب منيف حمصي: المسيح هو أساس الزواج
خصص الأب منيف حمصي، حديثه مع أخوية التعليم الرسولي بكنيسة الروم الأرثوذكس، تحت شعار (الرجل والمرأة في رسالة العرس)، ونشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي بمصر، ووكيلها للشؤون العربية، حديث الأب منيف.
وقال الأب منيف، إن في الزواج المسيحي يكون الرجل والمرأة واحد في المسيح، كما يقول بولس الرسول، وهذا لا يمكن لكل العازبين أن يتكلموا عنه إلا إذا كانوا من المتقدمين في الحياة الروحية، هذه الوحدة مستحيلة إن لم يكن المسيح يستقطب الإثنين معًا. هذه الوحدة مشروطة بيسوع المسيح الذي قال بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئًا.
وأضاف أن الزواج المسيحي بين الشاب والشابة يجب أن يكون قائم على فكر المسيح في محبته للكنيسة، ليس على الجمال لأنه له عمر ويذبل، كما ليس على الجنس، وهو مُكرم وله وظيفته، لكنه أيضًا له عمر وهناك وظائف في جسم الانسان تتوقف مع العمر، وكذلك الأخذ في الاعتبار الفوارق في الثقافة والعِلم بينهما، وأيضًا الانتباه للفوارق ليحصل التآلف بينهما، فالفوارق بين بيئة أي من الزوجين التي تربا فيها يجب أن تكون متقاربة، فقد تكون البيئة التي خرجت المرأة منها متزمتة وضيقة (دينيًا أو اجتماعيًا) على عكس البيئة التي خرج منها الرجل، أو العكس، فيصير هناك احتقان وخلافات. لهذا عند الاختيار الأخذ في الاعتبار مراعاة البيئة التي تؤدي إلى التفريق بينهما بعد الزواج وانهيار العائلة. فأي من الزوجين يتزوج عائلة الزوج الآخر وليس فقط الزوج الآخر، وكل منهما يحضر معه كل ما تعلمه في بيت أهله ويري أن يفرض هذا على الزوج الآخر. لهذا يجب عليهما اختيار العناصر المشتركة التي تسهل لهما العيش معًا.
وفي هذا العصر، عصر العلم عصر المعرفة، يجب على المتقدمين للزواج أن يكونوا مُلمين وعلى معرفة بهذه الأمور؛ لأن أصعب اختيار في الوجود هو أن يتزوج الإنسان، في هذا المجتمع الاستهلاكي هذا الاختيار (الزواج) يستسهله البعض بدون أي توجيه تربوي مسيحي، وهذا لا يؤدي إلى زواج ناجح لأنه لم يتم على أسس صحيحة، فالأب يُرسل ابنه إلى الخارج ليعمل ليجلب المال ليتزوج بما له من مال وليس بالاختيار الصحيح، أو أن يقبل الأب لإبنته مَن يعمل في الخارج لتتزوج به لتأمين وضع مالي أفضل لها. إن علاقة الرجل بالمرأة يجب أن تكون كما صورها بولس الرسول عن العلاقة بين المسيح والكنيسة التي احبها، لأن كل شيء نتعامل معه بمقياس يسوع المسيح.
وأشار إلى أن الزواج المسيحي ليس عمل بسيط من أجل الإنجاب، كما قال أحد المطارنة وطالب كل المرشحين للزواج "ألا يكونا مجرد ذكر وأنثى يرتبطان لإشباع الغرائز، لأن الجنس لا يُميز الإنسان وبالتالي ليس هو شيء خاص به، فجميع الحيونات تنجب". ما يميز الإنسان هو في الانفتاح ليكون في ملء قامة يسوع المسيح. فالزواج المسيحي قائم على محبة الرجل لإمرأته ومحبة المرأة لرجلها وهو في صورة علاقة يسوع المسيح بالكنيسة، وهذا سماه بولس الرسول بالسر العظيم. وهذا لايتحقق لمجرد الإعجاب بالجمال أو الجنس لأنه فيما بعد يضربه الملل. الزواج هو لذوي النفوس الكبيرة الذين أحبوا يسوع المسيح، فيجددون به زواجهم وحياتهم الزوجية كل يوم؛ لأن يسوع المسيح وحده يستطيع أن يجعل كل شيء جديد.
الزواج المسيحي كما يلخصه بولس الرسول يحتاج إلى فضائل الإنجيل يحتاج احترام متبادل إلى طاعة متبادلة إلى خضوع متبادل. الزواج المسيحي سر المحبة وليس سر الإنجاب. وهذا الزواج ما كان ولم يكون ولن يكون ناجحًا إلا إذا كان الزوجان يقتديان بعلاقة الرب يسوع المسيح بالكنيسة الذي أعتقنا من الإنسان القديم.
وفي سياق آخر، ترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا القداس الإلهي البطريركي في دير رقاد والدة الإله بكالاماتا في اليونان، بمشاركة من بطريركية الإسكندرية كل من المتروبوليت غفرائيل مطران ليوندوبوليوس (الاسماعيلية)، المتروبوليت جيورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان، المتروبوليت ملاتيوس مطران قرطاجة وشمال أفريقيا (تونس)، والأسقف برودروموس أسقف توليارا وجنوب مدغشقر، وكذلك مطارنة من إسبرطة.
وبعد القداس الإلهي، خاطب المتروبوليت خريسوستوموس مطران ميسينيا البابا ثيودروس بطريرك الإسكندرية، معربًا عن شكره على قبوله الكريم للدعوة لإنارة الاحتفال بحضوره. كما أعرب عن امتنان وفرح رجال الدين والأراخنة والمؤمنين. كما تمنى للبطريرك مباركة العذراء ليقود الشعوب والأمم إلى نور الإنجيل.
وأضاف: "إننا نرحب بكم كبابا وبطريرك التقاليد والمحبة، ولكن أيضًا كحامي متواضع للأرثوذكسية والهيلينية في أرض أفريقيا البعيدة، ونرحب بكم في مكان يتميز بالنضال من أجل حرية أمة يسكنها محبو الهيلينيون، التقدميون والمتحررون". وشدد أيضًا على:"أنه في أوقات النزعات الانقسامية المفرطة على أسس عرقية، يقف الباب البطريرك دائمًا كأخ حقيقي يدافع عن وحدة جسد الكنائس وهو الشخص الذي يعرف كيف يحب ويكرم الجميع في أوقات العداء والجحود". وختم كلمته بطلب البركة البطريركية على رعيته.
في رده تحدث البابا اثيودوروس عن الصورة المقدسة للوالدة الإله الكلية القداسة. وأعرب عن تأثره العميق بزيارته إلى ميسينيا بعد 32 عامًا من زيارته الأولى. وطلب من متروبوليت ميسينيا كريسوستوموس وكهنة ميسينيا والأراخنة وشعب ميسينيا أن يصلوا من أجله.
ثم بمنح صاحب الغبطة خريسوستوموس مطران ميسينيا وسام الرسول مرقس. كما قدم له أيضًا إنجلبيون (ميدالية معلقة بسلسة بها أيقونة في المنتصف).
بعد ذلك، قدم رئيس البلدية لغبطته المفتاح الذهبي للمدينة، ونسخة من بالإضافة أيقونة عظمية منقوشة للسيدة العذراء مريم.
تلا ذلك تطواف كبير للأيقونة المقدسة العجائبية للعذراء مريم في الشوارع المركزية للمدينة، شارك فيه آلاف المصلين.