حسن الصغير: على المسلم أن يغتنم مواسم الخيرات
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور حسن الصغير، بجامعة الأزهر، ورئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، والتي دار موضوعها حول "دروس من نفحات شهر رجب".
وقال الدكتور حسن الصغير، إنه من حكمة الله - تعَالى - ورحمته أن جعل رجبًا شهرًا حراما تُتجنب فيه الذنوب؛ ليكون هو وشعبان كالتمهيد والمقدمة لشهر رمضان، "رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد"، فحريّ بمن في رجب أن يحسن في شعبان، وجدير بمن اغتنمهما أن يكون من الموفقين المعتقين في رمضان.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أنه يجب على كل مسلم ألا يتجاوز حدود الشرع وألا يخالفه، بل يتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات من صلاة وصيام وزكاة وصدقات وليصنع ما كان يصنعه رسول الله ﷺ، وليكثر من ذكر الله تعالى، فكلها أعمال خير لها ثواب كبير وفضل عظيم عند الله، لافتا إلى أن الطاعات والتقرب إلى الله لايرتبط بوقت معين أو شهر معي، بل يتوجب على المسلم أن يتقرب إلى خالقه بالطاعات والعبادات في جميع الأوقات والأحوال.
ونوه الدكتور الصغير، بالمبادرة بالأعمال الصالحة فهي مقبولة عند الله عزّ وجلَّ في كل وقت وحين، فالروح تتعطش إلي العبادات والطاعة، والتعاون على البر والتقوى قال ﷺ{مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى} ويجب التنبيه على أن يشعر المسلم بمن حوله من الفقراء والمساكين الذين يعانون من الجوع والعطش، بالدفع، والتصدق، والإطعام، وأن كل ذلك من الحلال الطيب لأن الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلاّ طيبًا.
ووجّه د. الصغير، رسائل إلى الزارع والصانع والتاجر وغيرهم أن يتقوا الله، وأن يحسنوا أعمالهم كل في مجاله، وألا يكنزون أو يحتكرون السلع، وأن يظهروا توادهم ورأفتهم بالفقراء والمحتاجين، بأن يعطفوا عليهم وأن يحسنوا إليهم، فيكونوا متسامحين وكرماء معهم؛ لأن فى ذلك الخير كله والربح عند الله عزّ وجلَّ. قال ﷺ: (الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ). وفي النهاية الكل مسئول أمام الله وسوف يحاسبه على ما صنع.
ولفت إلى أن شهر رجب هو شهر معجزة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي وقعت بالجسد والروح، وذكرت في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ؛ فلنتذكر العبرة والدروس التي من أجلها أسري بالنبي ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلي السماوات العُلا، فمهما اشتد البلاء، ومهما بلغ الضيق مداه، سيأتي بعده اليسر، قال تعالي: ﴿إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا﴾. وبالعقيدة والثبات واليقين بالله في نصره، وفتحه، ورزقه، وبركته مع التضرع واللجوء إليه، والعمل الصالح، والأخذ بالأسباب يكون الفرح ويكون النصر. قال تعالي: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا﴾.