خبراء الاقتصاد
فجأه وبدون سابق إنذار تحولنا إلي ١٢٠ مليون خبير اقتصادي أفكارهم تملأ وسائل التواصل الاجتماعي، وتطاردنا علي كل القنوات وبرامج التوك شو، واضعين لنا حلولًا لأزمتنا الاقتصادية.
أحد خبراء الفيسبوك يطالب البنك المركزي بأن يصدر قرارًا بتحويل الدولار لأبنائنا المغتربين في الخارج بنفس سعر السوق الموازية.. وقال مؤكدًا أن ذلك القرار سيدخل خزائن بنوك الدولة فورًا مبلغ ٣٤ مليار دولار لتحل معظم مشاكلنا، لأن المغترب حاليًا توقف عن تحويل مدخراته الدولارية عن طريق البنوك المصرية.
خبير فيسبوكي آخر اقترح أن يرفع البنك المركزي قيمة الدولار في البنوك لما يزيد علي قيمته في السوق الموازية بجنيه مصري واحد.. فيتجه المواطن لبيعه في البنك، وبذلك تختفي السوق السوداء، وتدريجيًا يعود الدولار لسعره الحقيقي.
خبير آخر اقترح أن نطلق الشائعات القوية عن انتشار العملة المزورة وسبيكة الذهب المغشوشة حتي يعزف المواطن المصري عن التكالب علي شراء العملة والذهب فتنخفض أسعارهما.
الخبير الرابع أطلق شائعة غريبة، وهي أن مصر باعت لدولة الإمارات العربية المتحدة أراضي منطقة رأس الحكمة بالكامل في الساحل الشمالي بمبلغ ٢٢ مليار دولار.. وهو مانفته تمامًا المصادر الرسمية المصرية.
وما زالت الإفتاءات تتوالي علينا يوميًا وهي إن دلت علي شىء فإنها تدل علي أن الأزمة الاقتصادية هي الشاغل الأول للمواطن المصري.. فلم تعد تشغله الأخطار الأمنية التي تحوطه من كل الاتجاهات، ولا حرب غزة وخطة إسرائيل لتهجير أهلها لسيناء لإنهاء القضية الفلسطينية تمامًا.. فثقته في جيشه ورئيسه منحته الأمن والأمان السياسي، فلم يعد يتابع في نشرات الأخبار وعبر الإنترنت سوي أسعار الذهب والدولار اليومية.
ربما يكون القرار الأخير للدولة بمنح صلاحية الضبطية القضائية لأفراد القوات المسلحة سيقضي علي جشع الكثير من تجار المواد الغذائية والسلع الأساسية وسيحدث التوازن المطلوب، وكلنا أمل في زيادة الإنتاج القومي والزراعي لنحقق اكتفاء ذاتيًا وفائضًا للتصدير حتي تتحقق المعادلة المطلوبة وهي تساوي كفتي الاستيراد والتصدير.
حفظ الله مصرنا وجيشها وقائدها.