سر الاعتراف الأمريكي والدولي بالدولة الفلسطينية.. استراتيجية بايدن للشرق الأوسط الجديد
يعمل الرئيس الأمريكي جو بايدن على استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، بدأت ملامحها تتشكل بعد تقارير استعداد الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتتكون الاستراتيجية من 3 مسارات، الأول هو الرد على هجمات وكلاء إيران على الأصول العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ما يكشف سر إصراره على إقامة دولة فلسطينية والعمل على الاعتراف بها.
استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط والاعتراف بالدولة الفلسطينية
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن المسار الثاني يشمل مبادرة دبلوماسية أميركية غير مسبوقة للترويج لقيام دولة فلسطينية – الآن، وسيتضمن ذلك شكلًا ما من أشكال اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لن تظهر إلى الوجود إلا بعد أن يطور الفلسطينيون مجموعة من المؤسسات والقدرات الأمنية المحددة وذات المصداقية لضمان أن هذه الدولة قابلة للحياة ولا يمكن أبدا أن تهدد إسرائيل، وكان مسؤولو إدارة بايدن يتشاورون مع خبراء داخل وخارج الحكومة الأمريكية حول الأشكال المختلفة التي قد يتخذها هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتابعت أن المسار الثالث فسيكون تحالفًا أمنيًا أمريكيًا موسعًا إلى حد كبير مع المملكة العربية السعودية، والذي قد يتضمن أيضًا التطبيع السعودي للعلاقات مع إسرائيل - إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتبني عملية دبلوماسية تؤدي إلى دولة فلسطينية منزوعة السلاح بقيادة سلطة فلسطينية جديدة.
وأضافت أن نجاح بايدن في هذه الاستراتيجية سيكون بمثابة نجاح لأكبر تحول استراتيجي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979 بين مصر وإسرائيل، ومع ذلك، يجب ربط المسارات الثلاثة معًا بالتأكيد، حتى تنجح عقيدة بايدن.
وأشارت إلى أن عملية طوفان الأقصى فرضت التغيرات على الشرق الأوسط، وأعادت القضية الفلسطينية للأذهان مرة أخرى، خصوصًا مع استشهاد قرابة 27 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وفقدان إسرائيل للدعم الدولي.
وأضافت أن التحول في الاستراتيجية الأمريكية يأتي بعد إدراك البيت الأبيض أن الغرب لن يتمتع بعلاقات قوية مع العرب والمسلمين وتشكيل تحالف قوي في الشرق الأوسط، ما لم يتم منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ممارساته العدائية ضد الفلسطينيين، لذا يتعين على الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات فورية لبناء سلطة فلسطينية قوية تسطيع حكم غزة والضفة الغربية.
وأوضحت أن إسرائيل تخسر حرب غزة، فعلى المستوى العالمي تتم محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، وفقدت الدعم الدولي لها، وعلى المستوى المحلي، تفاقمت الانقسامات بشدة، وفي حرب غزة فشلت في تحقيق أيًا من أهدافها في الحرب سواء تدمير حماس أو تحرير المحتجزين.