في عيد دخول المسيح إلى الهيكل.. الأنبا نيقولا يتحدث عن "سمعان الشيخ"
تستعد كنيسة الروم الأرثوذكس للاحتفال بذكرى عيد دخول المسيح الى الهيكل، وعلى خلفية الاحتفالات تحدث الانبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي بمصر، ووكيلها للشؤون العربية، في تصريح له، عن شخصية سمعان الشيخ احد ابطال المناسبة وقال إن سمعان تهلل بالروح. ها هو يَحمل مَن انتظره سنين طِوال، ويَلتقي بمن كانت روحه تلهج به. فانطلق لسانه يُنشد خلجات قلبه، ويشدو نشيدًا تتناقله الأجيال.
وأضاف أنه نشيد العبورِ مِن السُفليات إلى العُلويات، ومِن الظلمة إلى النور، لذا تَختم الكنيسة صلاة الغروب بهذا النشيد لتقول: «تَبدد غروب حياتنا وأشرق علينا النور المُحيي، وها بتنا جاهزين لنُنشد مع صاحب النشيد: "الآن تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ"».
قبل أن عَرض محاور هذا النَّشيد مِن كلماتة النورانيَّة، لا بد أن نُوضح أن كلمة "إسرائيل" في الكتاب المقدس لا تتكلم عن دولة، بل تشير إلى "شعب الله المؤمن"، و"كل إنسانِ تعلق بالله ولم يتركه"، أي "اتخذ الله إلهًا له قلبًا وقالبًا".
وهناك ثلاثة محاور في هذا النشيد الاول أن يُطلَق بسلام: مَن يجرؤ منا أن يقول: أنا جاهز لأنطلق مِن هذه الحياة وأقف بالكُليَّة أمامك يا رب؟، فأمر صعب للغاية لكنه آتٍ عاجلا أَم آجلا لا محالة. ألاّ نستعد له إذًا بالتوبة والتنقية الداخلية وأعمالِ الرحمة الصادقة؟.
والثاني أبصر الخلاص: هل نحن أيضًا نُبصر أم لنا عيون ولا نرى؟.. الخلاص هو يسوع الفادي ولا أَحد غيره، فهل ما زِلنا نبحث عن مُخلص؟، والثالث نور ومجد (عظمة): “الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا”.. وهذه هي تعزِيتنا. ويجب ألاّ يغفل عن ذهننا أن لنا مجدًا إلهيًّا أعده الله لنا مِن قَبلِ تأسيس العالم، "لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ".
نشيد سمعان الشيخ هذا ثالث نشيد يذكره لوقا الإنجيلي: الأول، كان نشيد مريم العذراء التي افتتحته قائلة: "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي". وقد أنشدته بعد أن قالت لها أليصابات" "مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟".
الثاني، كان نشيد زكريا والد القديس يوحنا المعمدان، وابتدأ به قائلًا: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ" ". الرب ينتظر لُقيانا ونشيدنا.. ختامًا، الهيكل المصنوع بيد إنسانٍ يأخذ بعده الحقيقي بهذا العيد، وسيصبح "الْمَسْكَن الأَعْظَم وَالأَكْمَل، غَيْر الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ".. تعال يا رب وأدخل هيكل نفوسنا لنصبح نحن هيكلك أنت.