"الشارع اللي وراه".. كيف نكافح إسفاف تريندات السوشيال ميديا؟
شهد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في الساعات الماضية، انتشارترند "الشارع اللى وراه" ، والتي قالتها البلوجر سوزي أيمن المعروفة بـ" سوزي الأردنية" في أحد فيديوهاتها الذي تضمن إهانة لوالدها، بعدما اتهمته في بث مباشر بسرقة أموالها وسط وابل من الألفاظ المسيئة له.
وسرعان ما تحول الفيديو إلى جملة متداولة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها جملة ساخرة دون النظر إلى القيم المجتمعية فى التعامل مع الآباء وكذلك فى استخدام ألفاظ مستحسنة.
وتقدم أحد المحاميين ببلاغ ضد التيك توك"الأردنية"، بتهمة هدم القيم الأسرية وإنشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تسهيل ارتكاب الجريمة وتقديم محتوى اباحي، وأمرت النيابة العامة بضبطها وإحضارها للتحقيق معها.
وتحدثت "الدستور" فى هذا التقريرإلى خبراء فى مجال العلوم الاجتماعية والقانونية والطب النفسي، فى محاولة لوضع نقاط استرشادية لمكافحة إسفاف مثل تلك التريندات.
اعتبر أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، الدكتور سعيد صادق، أن المشكلة تكمن في أن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت بتجاوز الآداب العامة، لافتا إلى أن ضعف الرقابة وبطء العقاب جعل بعض الأشخاص يشعرون بعدم وجود سيطرة علي سلوكهم مما جعلهم يسبون أو يستخدمون أسماء وهمية للسباب.
وأوضح صادق لـ"الدستور" أن الحل هو تقوية وتسريع اجراءات التقاضي والعقوبة ونشر العقوبة كرادع وتعليم الشباب في المدارس والإعلام السلوك الصحيح.
واتفقت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر صالح، ما طرحه صادق، مشيرة إلى ضرورة استخدام الذكاء المجتمعي لتعظيم معنى وقيمة الكلمة الطيبة والالتزام بالأخلاق والتمسك بالعادات والتقاليد بمختلف الطرق، سواء عبر الندوات في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى وجود الرقابة الأسرية والتوجيه الجيد للأبناء.
وقالت سامية لـ"الدستور" إن مصر هي من علمت العالم العربي كله الكلمة الطيبة، ولابد من الابتعاد عن نشر المحتوى الذي يحمل السب والعنف، ونشر قيمة الكلمة الحسنة بدءا من سن الحضانة حتى يترسخ ذلك في النشء الجديد.
وأوضح المحامي بالنقض أيمن محفوظ أن الآونة الأخيرة شهدت نوعية كبيرة القضايا المتعلقة بجرائم تقنية المعلومات المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع على شبكة الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ومنها "التيك توك" الذي يشارك في الترويج للأفعال المنافية للآداب، مشيرًا إلى أن قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية رقم 175 لعام 2018 والمعروف بقانون الانترنت الجديد وضع عقوبة الحبس أو الغرامة لهذه الأفعال.
وشرح محفوظ أن "المواد 25 و26 و27 من ذلك القانون تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياه الخاصة".
فى سياق متصل، أوضح أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية الدكتور طه أبو حسين، أن الذين يسعون لزيادة معدل المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي دون وجود قيود حقيقية هم في مستوى متدني، لافتًا إلى أهمية دورالإعلام فى المساهمة لتفتيح مدارك الشباب لأهمية التقاليد والعادات، وأنه عدم قيام الإعلام بدوره يؤدي إلى تغيير معايير المجتمع رأسا على عقب، وبات الأبناء يتطاولون على الأباء والأمهات.
وأكد أن اتباع الكثيرمن الشباب للترند باعتباره الموضة ومن لا يسيايره يصبح "دقة قديمة"، مشددًا على أن نصائح الأهل لأبنائهم لا تكون بغرض فرض السلطة أو القهر، لا سيما أن الأبوة والأمومة غريزة تولد مع الفرد وليست مهارة يقوم أحد باكتسابها.
واعتبرأن ظهور فتاة ترند "الشارع اللى وراه" في لقاء تليفزيوني لتبرير ما فعلته غير مقبول إلا في حالة أنها أدركت خطأها واعتذرت وحاولت ترضيته، فهنا يمكن أن يعطي المجتمع لها فرصة أخرى أو يراها بعين الرحمة ولكن لا يوجد مبرر لما حدث لها مع أبيها.