تمرد داخل الجيش الإسرائيلى.. رفض مخطط حكومة نتنياهو لاحتلال غزة
يرفض جيش الاحتلال الإسرائيلي مخططات الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم باحتلال قطاع غزة وإطالة أمد الحرب، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن جيش الاحتلال يرى أن الوضع في غزة يتطلب تشكيل سلطة مدينة بشكل عاجل لإدارة القطاع وتقديم المساعدات الإنسانية، واستعادة النظام والخدمات الأساسية، وإدارة ما يقرب من مليوني نازح، وفقًا لمسئولين إسرائيليين.
ويقول مسئولون ومحللون إن تزايد عدد اللاجئين في منطقة متقلصة في جنوب غزة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، يعقد إلى حد كبير جهود القوات الإسرائيلية لهزيمة حماس هناك، ما يعد أول تمرد من الجيش الإسرائيلي على حكومة بنيامين نتنياهو.
ورطة نتنياهو
وبحسب التقرير، فإن القادة في إسرائيل فشلوا في الاتفاق على سلطة تدير قطاع غزة بعد "حماس"، حيث يرفض قطاع عريض عودة السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي لحكم القطاع، ولكن في ظل تصاعد ضغوط مصر والسعودية والولايات المتحدة على إسرائيل للتوصل لاتفاق بشأن من يحكم غزة والإشراف على عمليات إعادة الإعمار، يجد نتنياهو نفسه في ورطة.
ولفت إلى أنه في غياب استراتيجية، يحذر المسئولون العسكريون الإسرائيليون من أن حماس تحاول بالفعل إعادة تجميع صفوفها في مدينة غزة شمال القطاع، حيث سحبت إسرائيل عدة ألوية بعد احتلال المنطقة أواخر العام الماضي، وشنت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع عملية أخرى ضد حماس في أجزاء من مدينة غزة كانت قد انسحبت منها سابقًا.
وقال عوفر فريدمان، وهو ضابط إسرائيلي سابق وخبير في دراسات الحرب في جامعة كينجز كوليدج في لندن: "إن إسرائيل قادرة على تحقيق أهداف تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية، لكنها بحاجة أولًا إلى سلطة مدنية وشريك فلسطيني لإدارة القطاع سياسيًا".
وقال نتنياهو إن الهدف من الغزو الإسرائيلي لغزة هو القضاء على حماس، وتحرير ما يقرب من 130 محتجزًا، وضمان عدم استخدام القطاع أبدًا لمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، لكنه تجاهل مستقبل قطاع غزة.
ويخطط شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف- وفقًا لما جاء في التقرير- لإعادة احتلال غزة وبناء المستوطنات هناك، وهي خطة غير مقبولة لشركاء إسرائيل الدوليين أو الجيش الإسرائيلي أو الأحزاب السياسية الأخرى داخل إسرائيل، خاصة الدول العربية التي تأمل إسرائيل أن تمول إعادة إعمار القطاع.
وتصر الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر على أن السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها يجب أن تشرف على غزة بعد "حماس"، كما عرض السعوديون استئناف المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وإسرائيل- وهو الهدف الذي يدعمه نتنياهو- إذا وافقت إسرائيل على عملية تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية.
ويعارض شركاء نتنياهو اليمينيون المتطرفون في الائتلاف، فضلًا عن قسم كبير من حزب الليكود اليميني، بشدة إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة وإقامة دولة مستقبلية للفلسطينيين، ورفض نتنياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية في 18 يناير، وقال في مؤتمر صحفي إن إسرائيل يجب أن تحتفظ "بالسيطرة الأمنية" على غزة والضفة الغربية لمنع الهجمات.
واقترح الجيش الإسرائيلي العمل مع المدنيين في غزة الذين يتمتعون بمكانة جيدة في مجتمعهم ولا ينتمون إلى حماس، كما طرح بعض المسئولين الحكوميين أفكارًا مماثلة، لكن أعضاء آخرين في الحكومة يقولون إنه لا يمكن العثور على الأشخاص المناسبين.