إقالة نتنياهو من رئاسة حكومة الاحتلال.. صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل رسالة "الهروب"
كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تفاصيل حول الأزمة التي يواجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ظل الحرب على قطاع غزة خلال الوقت الحالي، بسبب الانقسامات الحكومية الكبرى.
وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن كل الخيارات أمام نتنياهو صعبة للغاية، وبعضها بمثابة قنبلة سياسية موقوتة، فموافقته على الاقتراحات التي تدعمها الولايات المتحدة وجيش الاحتلال من شأنها أن تشعل كارثة في الائتلاف الحاكم وإنهاء قبضته على السلطة وربما نهاية حكمه بشكل كامل، وطالب عدد كبير من المسئولين الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرستوج بإقالة نتنياهو في رسالة سرية للخروج من المأزق الحالي.
خيارات نتنياهو الصعبة
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة والحكومات العربية الرئيسية تتطلع أن تشرف السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، على غزة، ويُعد هذا لعنة بالنسبة لكثير من أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، وخاصة بالنسبة لشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يريدون أن تعيد إسرائيل احتلال غزة وإعادة توطينها.
وترفض وزارة الدفاع الإسرائيلية مقترحات اليمين المتطرف، قائلة إن الفلسطينيين يجب أن يديروا غزة، فهي تريد أن يتم تفعيل الخطة في أقرب وقت ممكن، خشية أن تتراجع الإنجازات التي تحققت في المجهود الحربي بسبب الفراغ السياسي في غزة الذي يسمح لحماس بإعادة تأكيد نفسها.
وقال وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت مؤخرًا إن "التردد السياسي قد يلحق الضرر بتقدم العملية العسكرية"، معربًا عن إحباطه إزاء الافتقار إلى المناقشة داخل الحكومة حول ماهية الخطة، بما يتجاوز التدمير الفعلي لـ"حماس".
وأضاف جالانت، أنه من واجب مجلس الوزراء والحكومة مناقشة الخطة وتحديد الهدف، مضيفًا أن "العمل العسكري يحتاج إلى سياسة لتوجيهه".
وبالنسبة لنتنياهو- بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية- فإن الضغط من أجل اتخاذ قرار بشأن مستقبل غزة هو أكبر اختبار حتى الآن لمحاولته الحفاظ على مسيرته السياسية، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي، البالغ من العمر 74 عامًا، الزعيم الأطول خدمة في البلاد من خلال التركيز على الأمن، لكنه أشرف على أسوأ فشل أمني لإسرائيل على الإطلاق في 7 أكتوبر.
وأشار التقرير إلى أن الرأي العام تحول بشكل حاد ضده، حيث يعتمد حكم نتنياهو على تجنب إجراء انتخابات مبكرة والحفاظ على أغلبيته البرلمانية الضيقة، وتعهد بالبقاء في منصبه حتى يقود إسرائيل إلى "النصر الكامل" على حماس، ويقول المحللون إن أمل نتنياهو هو تحقيق نصر واضح، مثل قتل كبار قادة حماس في غزة، الذى من شأنه أن يساعده على التعافي، لكنه أصبح هدفًا بعيد المنال.
وقال جادي وولفسفيلد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة رايخمان الإسرائيلية: "كلما تمكنت من التأخير والغموض لفترة أطول، من وجهة نظره، هذا هو الوضع الأفضل له، وعدم اتخاذ القرار هو أيضًا قرار".
تفاصيل رسالة الهروب من المأزق
يحذر المسئولون الحاليون والسابقون من أن تردد نتنياهو يجعل من الصعب كسب الحرب، ففي الأسبوع الماضي، كتب 43 من كبار المسئولين السابقين في الجيش وأجهزة المخابرات الإسرائيلية إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، مطالبين بإقالة نتنياهو من منصب رئيس الوزراء.
وقالت الرسالة، التي ضم الموقعون عليها العديد من قادة المخابرات والأمن الذين عملوا في عهد نتنياهو، إنه "يشكل خطرًا واضحًا وقائمًا على إسرائيل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى رفضه تحديد الأهداف السياسية للحرب".
وجاء في الرسالة أن "نتنياهو، حتى في هذه الساعة المظلمة من أخطر أزمة في تاريخ إسرائيل، يحاول الهروب من المساءلة العامة ويتشبث بالسلطة".