أديب نوبل في رسالة لمعرض الكتاب: تأثرت بالمتصوف مايستر إيكهارد
شهدت قاعة "ضيف الشرف" بـمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، ندوة لمناقشة أعمال الكاتب النرويجي الحائز على نوبل يون فوسه بعنوان " كتابات يون فوسه بين الباطنية الروحانية والصوفية"، بحضور كل من الكاتب والروائي سعد القرش والكاتبة منصورة عز الدين، وأدارت المناقشة المترجمة شيرين عبد الوهاب.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
وبدأت الندوة بالتعريف بالأديب الحائز مؤخرًا على نوبل، تلاه عرض مقطع فيديو مسجل قال فيه:" مرحبا أنا يون فوسه، روائي وكاتب مسرحي وشاعر نرويجي، احترفت الكتابة منذ أكثر من أربعين عامًا، وألفت مامجموعه سبعين كتابًا حتى الآن".
“عرضت أعمالي المسرحية آلاف المرات في مختلف مسارح العالم. في شعري، وعلى الأقل في العشرين سنة الماضية تأثرت بالمتصوف المسيحي مايستر إيكهارد.. لقد فهمت أنكم ستنظرون في شعري، وكيف يمكن قراءته في ضوء الصوفية، أعتقد أنه موضوع مثير للاهتمام، إذا جاز لي القول”.
معرض الكتاب
وتابع: لم تسمح لي الظروف بالحضور شخصيا، لكنني آمل أن تكون أيامكم مثمرة ومثيرة للاهتمام.. أتمنى لكم التوفيق، طاب نهاركم، سلامات يون".
الصوفية والرموز المسيحية
وتحدثت الكاتبة منصورة عز الدين عن العوالم الصوفية في أدب فوسه فأشارت إلى أن الأساس بالصوفية هو التعرف على العالم والوصول اليه بالمعرفة الحدسية الباطنية وإلغاء الحجب بين عالم الغيب والشهادة، فالصوفية تبدأ بالتخلي ثم مرحلة التحلي بالإيمان بمعناه الأعمق، ثم التجلي في أن يكون قادرا على الرؤية عبر البصيرة.
وتابعت: الصوفية تقدم طريقة مختلفة لرؤية العالم، فجوهرها المعرفة باطنية التي تنزاح فيها كل الحواجز، ويكفي أن يصل الشخص إلى المعرفة النورانية حتى يرى كل ما هو محجوب عنه.
وأوضحت “عز الدين”: العلاقة بين الحياة والموت تحضر في أعمال فوسه، إذ يزيح كل الحواجز وفي عالمه يتواصل الأحياء مع الأموات، وقد ظهر ذلك في أعماله كأننا نحتاج فقط أن نرى بالبصيرة.
وتابعت: فوسه صاحب رؤية صوفية، فهو يستخدم الصوفية لابراز رؤيته للطبيعة واللغة، فاللغة عنده متقشفة، شعرية ومتخلصة من أي زخارف كأنه يعكس الصوفية على كل شيء، كما أنها متأثرة بالطبيعة، فهي المعادل الموضوعي المناسب للطبيعة الاسكندنافية.
قالت عز الدين إن الرمزية هي الأساس في كتابات فوسه، فهو يستند على الدين المسيحي وهو ما يظهر في أسماء الشخصيات وأفعالها التي تحيل إلى المسيحية، لكنه لا يستعرض هذه الرموز شأنه في ذلك شأن الكتاب الكبار، فهو يتحدث عن جوهر الوجود الإنساني وهذا هو ما يوحد البشر.
كاتب بلا آباء
في كلمته بالندوة، قال الروائي سعد القرش: أتصور أن فوسه كاتب بلا آباء، أو أنه لديه عدد لا حصر من الآباء استطاع أن يهضمهم، فهو كاتب غريب لا يمكن أن أضع يدي على أب له، وكنت أود أن أسأله كيف ابتكر هذه الصيغة التي أجدها مدهشة.
ولفت “القرش” إلى أن الصوفية عند “فوسه” شكل من أشكال التصالح مع العالم، فأبطال أعماله ليس لديهم ضغائن تجاه الآخرين، والموت عنده نوع من التسامي، وهذا المعنى موجود بالعقائد الشرقية القديمة.
أشار القرش إلى أن الموت عند فوسه نوع من الانتقال من حال إلى حال، فهو انتقال للروح من مكان لآخر، كما أنه لا يوجد فاصل بين الأحياء والأموات، ففي الموت تتواصل الأرواح وتستمتع بالحياة، ومن ثم فأعماله تزيل الفواصل بين الحياة والموت بعفوية شديدة.
وأوضح أن أسلوب فوسه يعتمد على اختزال الثقافة الموجودة بدون تمرير لمعلومات، وباقتصاد شديد كأنه يشتري الكلمات، هذا الاقتصاد جعله قريبا من روح العالم، وجعل أدبه أدبًا عالميا إنسانيًا غير معتمد على الاقتباسات الزاعقة التي هي عنوان الأدب الرديء.