خبراء دوليون يرصدون لـ"الدستور" تداعيات الهجوم على الجنود الأمريكيين فى الشرق الأوسط
تسبب الهجوم على موقع عسكري أمريكي شمالي شرق الأردن يسمى "البرج 22" الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 30 آخرين، في خروج القادة الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير دفاعه بتصريحات تؤكد عدم صمتهم طويلا وأن الرد سيكون قويا على مقتل الجنود.
ونرصد من خلال محموعة من الخبراء الدوليين تداعيات الهجوم على الجنود الأمريكيين في منطقة الشرق الأوسط وسيناريوهات الرد الأمريكي.
دربج: بايدن أصبح معنيًا بالرد لاستثماره في الداخل
وفي هذا السياق، قال الدكتور علي دربج الكاتب والباحث السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية سترد حتما على الهجوم على جنودها بالشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ما يحدث في البحر الأحمر والضربات الأمريكية على اليمن، كل ذلك إضافة إلى الدعم الأمريكي لإسرائيل والضوء الأخضر مفتوح، كل ذلك بات أو دخل في البازار الانتخابي الأمريكي.
وأضاف دربج في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يستطيع أن يتغاضى عن ما حصل لجنوده أمس، لأن هذا الأمر سيظهره أمام خصمه الذي يحقق نتائج لافتة في الانتخابات التمهيدية بمظهر الضعيف، وأمس خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وقال علنا أن هذه الضربات سببها الأساسي ضعف وهزالة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
وتابع: "علاوة على ذلك منذ مدة والعين الأمريكية على إيران، وواشنطن تتهم طهران علنا بجميع الضربات التي وجهت إليها إن كان بشكل غير مباشر، أنها تقف وراء جميع الضربات التي وجهت للقوات الأمريكية في سوريا وفي العراق منذ عملية طوفان الأقصى".
وأوضح دربج أن كل هذه العوامل والتجاذب الأمريكي الإيراني أو الاشتباك الإيراني الأمريكي الحاصل في المنطقة، سيؤدي إلى رد أمريكي لكن هذا الرد سيبقى ضمن نطاق محدودا ولن تتفاقم الأمور إلى حرب شاملة أو اشتباك مفتوح، وواشنطن ستختار الهدف ربما يكون شخصية ربما يكون مستشارين، ربما يكون أي هدف تراه واشنطن مناسبا كرد.
وتابع: إضافة إلى ذلك أن بايدن أصبح معنيا بالرد لاستثماره في الداخل، خاصة أنه على أبواب انتخابات، وبحاجة إلى الظهور بمظهر الرجل القادر الصلب لاسيما بعد تراجع شعبيته بسبب الدعم المفتوح لإسرائيل في محرقتها ومذبحتها المفتوحة في قطاع غزة.
المحاريق: الضربة ذات تكلفة عالية علي الأمريكيين
فيما قال الكاتب والباحث السياسي الأردني سامح المحاريق، إن الهجوم ما زال غامضًا، الأردنيون من طرفهم تحدثوا عن ضربة لقاعدة التنف التي تقع عمليًا داخل الحدود السورية، بينما يتحدث الأمريكيون عن موقع يفترض أنه داخل الأردن، وتبقى هذه مسألة تقنية يمكن أن تختلف وفقًا لتفاصيل فنية ليس أكثر، حيث يمكن أن تعتبر القاعدة من الناحية التكتيكية تابعة لتمركز أمريكي في الأردن بغض النظر عن موقعها بكامل الدقة.
وأضاف المحاريق في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الضربة بالطبع موجهة للأمريكيين وليس الأردن، ولكن الهجوم استهدف منطقة غير متوقعة بالنسبة للأمريكيين وبما يفسر وجود القتلى والكثير من الجرحى.
وأكد أن هذه الضربة ذات تكلفة عالية على الأمريكيين، وحتى لو ابتلعوها لمرحلة مؤقتة، فإن أي ضربة أخرى ستضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في موقع بالغ الحرج والحساسية، خاصة مع التربص من قبل الجمهوريين وسعيهم لإحراج بايدن على أعتاب مرحلة الانتخابات الأمريكية.