أبوالبنات يُحارب الحياة بِذراعٍ واحدة بالغردقة: أكل العيش محتاج كفاح وسعى
دائمًا ما يُصاب الإنسان بِمحنٍ واختبارات الحياة والقدر، هناك من يستسلم خلال خطوات المواجهة، وهناك من يتحدى واقعة وظروفه، بإصرار وعزيمة تُشبهُ عزيمة «أحمد درويش» أحد أهالي مدينة الغردقة، والذي أصيب ببتر ذراعه إثر حادث سيارة تعرض لهُ، وهو في منتصف عقده الأربعين من عُمرهِ، كغيره أصيب بذهولٍ وصدمة، كادت أن تحولهُ لإنسان آخر يتملكهُ اليأس والإحباط، لكنه بعزيمة الرجال وصبر الجبال استطاع أن يجعل المِحنةَ مِنحة، وجعل الرضا غايته، والعزم سلاحهُ، والصبر طعامهُ، ليبدأ في استكمال حياته بذراعٍ وأحد ليكدّ ويسعى في الأرض ليكسب قوت يومهِ، ليطُعمَ أسرته.
أب لـ6 فتيات بذراعٍ واحدة: أسعى لرزقي بلا كللٍ أو ملل
أحمد دروش، هو أب لـ6 فتيات إحداهُن متزوجة، وبينهنّ من تعلمت تعليمًا جامعيًا وتعليمًا فنيًا، وأخريات في مرحلة الثانوية، حيث استطاع أن يقيمَ أسرته ويتمم المراحل التعليمية لبناته، من خلال عمله بورشه نجارة صغيرة في إحدى المناطق بمدينة الغردقة، من خلال صناعة الموبيليا والأثاث المنزلي، مؤكدًا أنه يقتاتُ من عمله بذراع وأحد وباستخدامها في جمع الخشب وتجهيزه وتصميم مختلف الأشكال والتصاميم بذراعه اليمنى فقط.
درويش أكد لـ«الدستور»، أنه بعد اصابته ببتر ليده اليسري عقب إصابته في حادث سيارة، عاد لحياته بالرضا والصبر والمجالدة، مؤكدًا أنه يعمل في تصميم الأثاث المنزلي في ورشته الصغيرة ويعمل معه بعض الشباب من أصحاب المهنة، مشيرًا إلى أنه يحرص على الكسب من عمل يده ولو كانت يدًا واحدة، دون انتظار المساعدة، أو الاستعطاف من الآخرين، لافتًا إلى أنه يعول أسرته ويستكمل المراحل التعليمية لبناته ويزوجهن دون كللٍ أو ملل من ابتلاء أُصيب بهِ.
موجهًا رسالته للشباب بعدم التواكل في العمل، والسعي والعزيمة دون تهاونٍ أو هوان، مشيرًا إلى أن الحياة تحتاج إلى المُثابرة والسعي على الرزق.