"أطلق اسمه على شارع شهير".. ابنة عم الشهيد مشالى بأسوان: تنبئ بوفاته أثناء عمله
ذكريات وتضحيات كبيرة لشهداءنا الأبرار الذين راحت أروحهم واعتصرت قلوب أحبائهم فداء وطنهم الغالى مصر، ومع حلول الذكرى الـ72 لعيد الشرطة، تسترجع "الدستور" أبرز قصص استشهاد ضباط الشرطة من أبناء أسوان
مع شهر ديسمبر عام 2012، شهدت مدينة أسوان لحظات حزن ووادع لأحد ابناءها الابرار، حيث استشهد النقيب محمد أبو النصر مشالى بعد أصابته اثناء تأدية عمله كضباط شرطة بقسم ثان، ولكن ترك بصمته فى قلوب الجميع نظرًا لأعماله الخيرية العديدة ومساعدته لكل من يقصد بابه دون تردد.
ونظرًا لان القيادة السياسية دائمًا لاتنسى ابناءها المخلصين والأبرر الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم العزيز أطلق أسم الشهيد محمد مشالي على أحد الشوارع الحيوية التى تقع وسط المدينة، ليبقي اسمه خالدًا طوال الحياة بجانب أظهار هذه النماذج لتكون بمثابة قدوة لجميع الشباب والنشئ فى حب الوطن والدفاع عنه حتى الموت.
قصة استشهاد النقيب محمد مشالي
تروى الحاجه دنيا مشالي، ابنة عم الشهيد محمد مشالى، إن الشهيد توفى وهو فى عمر 27 سنة، وهو فى رتبة نقيب وأنه كان محبوبًا جدًا من جميع أفراد عائلته نظرًا لخفة ظله وروحه، وأنهم علموا بخبر استشهاده من أحد اصدقاء العائلة، وكان تحديدًا فى شهر ديسمبر عام 2012،عندما تواصل بها عبر الهاتف المحمول وسألها أنها علمت بإصابة نجل عمها النقيب حيث أنه اصيب بطلقة نارية، قائلة "انا متوقعتش انها إصابة خطرة قولتله تلاقيه زى عمى اللواء ب 7 أروح"، موضحة أن كان والد الشهيد رحمة الله عليه ايضًا قد اصيب سابقًا اثناء عمله كضابط حربية ووصل خلاله لرتبة لواء ومرحلة المعاش.
وأضافت لـ"الدستور" أن عند توجههم إلى المستشفى وإجراء الكشف الطبى عليه بواسطه الدكتور عمر مكرم أحد الأطباء المعروفين فى ذلك الوقت، وأخبرهم أن الحالة الصحية للشهيد فى غاية الخطورة نظرًا لان الطلق النارى أصيب به فى الشريان الأورطى وهو الذى يغذى جميع أعضاء الجسم.
وأوضحت أن وقتها تواصل معها محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد عبر الهاتف وأخبرها أن هناك توجيهات للدولة بنقل الشهيد نظرًا لخطورة حالة إلى مستشفى القوات المسلحة، ولكن حتى بعد سفره كانت حالته تتدهور يومًا بعد يوم وبعدها كان يعاني من غرغرينة ودخل فى غيبوبة وتوفى بعد 10 أيام بالضبط من دخوله المستشفى، قائلة " حالته كان صعبة جدًا لدرجة بكلم اخويا اطمن عليه قالى استعدوا فى اي لحظة هو فيه روح واحنا فينا روح بقوله لاقدر الله لو حصل حاجه هندفن فين قالي ف مسقط رأسنا الرمادي قبلي نجع مشالى".
وتابعت لـ"الدستور" أن السبب فى أصابة الشهيد سببها وقوع مشاجرة بين عدد من الأطفال أثناء اللعب ولكن تدخل فيها الأهالي واطلقوا النار اصابو شخص وتوفي واثناء خروج الشهيد لدفن المتوفى اطلقوا النار مرة ثانية بشكل عشوائي واصابته، موضحة أن الشهيد من أول فترة تخرجه من كلية الشرطة واستلم عمله ومدة خدمته فى أسوان بقسم ثان.
وحول استقبل خبر وفاة الشهيد، أشارت إلى أن نظرًا لدخوله المستشفى واستغراقه مدة 10 ايام قبل لفظ انفاسه الأخيرة هون عليهم كثيرًا إلا أن الموت حقيقة صعبة جدًا جدًا، لافته إلى أن من رحمة الله عز وجل أن والدة الشهيد توفاها الله قبله بمده 4سنوات، ووالده لعوامل كبر السن كان غير مستوعب لاشتشهاد نجله، قائلة"كان بيسأل علي الشهيد بعد وفاته احنا كنا نقوله الشبكة عنده وحشة هو فى الشغل كلمنا لما يسأل ليه مكلمنيش نقوله كنت نايم".
ولفتت لـ"الدستور" أن اطلق شارع أبطال التحرير من الشوارع البارزه فى أسوان اسم الشهيد محمد مشالى عليه حاليًا، وأنه شعور مفرح وفى نفس الوقت محزن لفقدان الشهيد، ولكن سمعة الشهيد الجيدة تجعلنا نفخر به دائمًا، حيث أنه كان يحب عمله ويسعى دائمًا للخير وظهر كل ذلك فى جنازته ومن ابرزها أن جميع أبناء أسوان انتابهم حالة من الحزن الشديد لفقدانه وليس أهل منزله فقط.
واستكمت أن كان هناك حالة لشاب منهار جدًا علي فراقه وكان يردد أن الشهيد ساعده على تغيير مسار حياته، وعند استغراب اهله لهذه الكلمة وسؤالهم عن ذلك أخبرهم انه كان القى القبض عليه بتهمة السرقة ولكنه استشعر أنه ليس من السارقين ولكن ظروفه اجبرته على السرقة للصرف على والدته وعند معرفته اشترى له فترينه لبيع السجائر لكى يستطيع السعي وراء رزقه بالحلال، وغيرها من أعمال الخير.
وذكرت لـ"الدستور" أنه كان دائم متنبأ أنه سينال شرف الشهادة أثناء تأدية عمله وخدمة وطنه، حيث انه كان لديه كلمة دائمًا يرددها وهى " انا كفنى فى العربية"، تحديدًا بعد احداث ثورة يناير والاوضاع التى كانت واقعه فى البلد فى هذه الفترة، حيث انه كان يحب عمله وبلده بشكل كبير جدًا، وكان لديه مخطط التحويل للعمل فى النيابة العامة ولكنه استشهد قبل تحقيق حلمه.
وحول أخر لقاء جمعهم بالشهيد محمد مشالى، أوضحت انها اثناء توجهها برفقة والدتها عمة الشهيد لمركز إدفو مسقط رأسهم كان الشهيد خدمته فى الكمين ولكن كان يريد مداعبتهم وأن يمزح معهم وأوصى العسكرى أن يستوقف السيارة لكى يفتشها نظرًا لان بحيازتهم مخدرات واثناء ضحكهم على الموقف ردت والدتها قائلة بأسمه المعروف عائليًا"طيب يا ياحميدون هربيك" وبعدها غادروا وهم يضحكون جميعًا من الموقف ويعد اخر لقاءهم مع الشهيد.
واختتمت حديثها قائلة " انا بقول لكل ام شهيد اللي مات ده شهيد كل بيت مصرى وبنعتز بكل شهيد نقطة دماءه سالت فداء أرض مصر، اللي مات ده مش ابنك ومش اخوكي ولا ابوكي ده ابن كل بيت مصرى وربنا يصبرك وده ف ميزان حسناته وحسناتك"، موضحة أنهم وغيرهم من أهالى الشهداء لديهم فخر بابناءهم لان الشهادة من أجل الوطن شئ غالي جدًًا.