إطلاق مشروع "ديوان الشعر المصرى".. أحمد الشهاوى: طه حسين أسس للأدب فى الجامعة ولم يكمل أحد بعده
استضافت القاعة الرئيسية، في ثاني أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال دورته الـ55، كلا من الشاعر والكاتب أحمد الشهاوي، الدكتور محمد عمر أستاذ النقد والأدب في جامعة العريش، والشاعر الدكتور منير فوزى؛ لإطلاق مشروع "ديوان الشعر المصري".
وقال الدكتور محمد عمر، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد العرس الثقافي الأكبر والأول في الشرق الأوسط، كما أن مصر حاملة وداعمة لمشروع ديوان الشعر المصري الذى يؤكد صدارتها في كل ميادين الفن والشعر، فالشعر هو روح الفنون، إذ يقال شعرية اللون وشعرية المسرح وشعرية السرد، ومصر أمة شاعرة منذ 25 قرنا من الزمان.
وأضاف "عمر" أن الصوت الشعري المصري ليس صوتا بدويا أو صحراويا، وإنما هو صوت يحمل الخصوصية المصرية منذ أكثر من 25 قرنًا، والمشاريع تنطلق من روح الوطنية؛ لتستعيد مصر روحها وقيادتها بالتركيز على الروح المصرية.
وأكد أن الاهتمام بالأدب الوطني لا يمكن أن يكون دعوة للانغلاق، فعندما أخرجت إنجلترا أدب شكسبير للعالم مما ساعد في انفتاحها على العالم الخارجي، وكذلك ألمانيا عندما اهتمت بجوته، يوجد العديد من المعاهد بألمانيا تسمى جوته، وتهتم بتدريس الأدب الألماني، فالاهتمام بالتراث الأدبي ليس دعوة للإقليمية والانسحاب.
وأشار إلى أن خصوصية الشعر المصري كانت متشابهة، وتشمل كل الطبقات من الملوك والحرفيين، فكانوا وزراء وأمراء وكتاب وقادة وحرفيين وشعراء، أمثال الشاعر ظافر الحداد وهو كان حدادًا، وإبراهيم المعمار وكان بناءً، وأبو الحسين الجزار، وكان أشهر جزار في القاهرة.
ويرى "عمر" أنه إذا كان الشعر منتشرًا بين النخبة والطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة لما لا يجمع كل هذا الشعر بمستوييه الفصيح والعامى، كما أوصى بالاهتمام بالشعراء الذين ضاع شعرهم بصنع مجموعات تضم أعمالهم، وذكر منهم الدكتور سليم حسن الذي قدم خدمة جليلة بصنعه كتابا في الأدب مكونا من جزأين وقد أغفل فيه الشعر لحساب النثر.
كما لفت إلى أن الشعر المصري اشتمل على كل أقاليم مصر من الإسكندرية حتى الصعيد، وضرب مثلا بذلك إبراهيم القباني الذى جمع شعراء الإسكندرية، وشعراء قوص الذين كانوا يكتبون الشعر ويلحنونه ويغنونه أو يأتون بأحد يغنيه.
وذكر أنه طلب من صديقه أحمد صلاح الدين أن يحصر شعراء مصر في 6 قرون فقط واكتشف أنهم 1500 شاعر مصري لهم تراجم وأشعار بين مقل ومكثر، وأثنى على كل من بذل جهدا ضخما في تاريخ الأدب المصري ويحتاجون إلى إعادة طباعة أعمالهم، أمثال محمد كامل، حسين عبد اللطيف، حمزة زغلول، سلام محمد عبد الحميد سالم.. إلخ.
فوزى: نحتاج لإعادة قراءة تراثنا الشعبى
فيما ركز الدكتور منير فوزى في حديثه عن شقين، الأول عن الشعر، والثاني عن الهوية، فعن الشعر والشعراء استعان بكلام إيليا أبو ماضي، حينما قال عندما خلق الله وأبدع الكون خلق الشاعر ليبرز مواضع جماله، فالشاعر قادر على إحياء الحياة.
أما عن الهوية فقال: "إننا في مرحلة تتخبط فيها الأهواء، نبحث عن هويتنا وتكاثرت الأقوال عن انتمائنا هل لثقافة البحر المتوسط أم للحضارة المصرية القديمة، أم للعروبة، ولكن أرى أنها ليست متضاربة، فنحن نحمل في خصوصيتنا كل هذه الأشياء، ومن هنا يأتي هذا المشروع الجميل الذي يبحث عن الهوية الوطنية من خلال الشعر المصري وأقصد بالشعر المصري كل ما قيل في مصر وليس بالضرورة أن يكون الشاعر مصري الجنسية".
واختتم "فوزي" موصيًا بالاهتمام بالشعر العامي، والتعاون مع مركز المخطوطات بكلية دار العلوم؛ للبحث عن مخطوطات لم تنشر من قبل، واستنكر غياب تعليم وتدريس الأدب الشعبي، داعيًا إلى ضرورة إعادة النظر في خصوصية هويتنا وإعادة قراءة تراثنا الشعبي، من بداية الفتح الإسلامي حتى وقتنا هذا.
الشهاوي:
أحمد الشهاوي، صاحب المشروع الأدبي، قال إنه عندما تدافع عن بيتك فأنت لست لصًا، لكنك تؤسس لبيتك وتقول هذا بيتي نحن بعيدون عن الشيفونية، فأنا مصري، وهذا المشروع تجربة بالغة الأهمية".
وأضاف أنه كانت هناك محاولة من جانب طه حسين عندما أسس للأدب المصري في الجامعة واستمر لبضع سنوات، وكان يجب أن تنتشر في الجامعات المصرية بعد ذلك، ولكن ألوم أسلافه من الأساتذة الكبار الذين درسوا الشعر الجاهلي والأندلسي وغيره ونسوا تدريس الشعر المصري".
ولفت إلى أن الكتب الأربعة التي صدرت أمس كانت بأسعار رمزية، وأنه يطمح لأن تصل السلسة إلى 100 كتاب، مشيرًا إلى أنه إذا تعثر المشروع سيتكفل به على نفقته الشخصية، ويريد أن يقدم للشعراء والقراء الشعر المصري، فليس كل ما كتبه المتنبي أو البحتري عظيمًا.
وذكر أن عددا كبيرا من الشعراء المصريين قدمهم الملحنون مثل أبو العلا محمد، ابن النبيل، وغيرهم، وكان لهم دور كبير في تقديم الشعر للعامة.
وكشف عن أن هناك أقاويل كثيرة بأن مصر بلد روائية، ولكنه لا يرد على تلك الأحاديث ولا يبحث بالسلسلة على التحقيق، ولكن يريد أن يقدم للمتلقي شعرًا، مؤكدًا أن المشروع لا يرد على أحد، ولكن يرد لمصر شعرها.