مع ترقب قرار العدل الدولية اليوم.. خان يونس تعيش "وضعًا كارثيًا"
تزايدت المخاوف اليوم الجمعة بشأن المدنيين المحاصرين بسبب القتال حول مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، مع ترقب حكم المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة في قضية ضد إسرائيل، بشأن ارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.
وذكرت وكالة فرانس برس، أنه من الممكن أن تأمر محكمة العدل الدولية في لاهاي، إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة، التي بدأت في السابع من أكتوبر، على الرغم من أنها لا تتمتع بصلاحيات كافية لتنفيذ أحكامها.
وأعربت مجموعة متزايدة من الأصوات الدولية عن قلقها بشأن السكان المدنيين في خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة، وفي أماكن أخرى من القطاع.
وإلى الشمال على مشارف مدينة غزة، قالت وزارة الصحة في القطاع، إن 20 شخصا استشهدوا وأصيب 150 آخرون أثناء انتظارهم لتوزيع المساعدات الإنسانية؛ حيث أطلقت دبابات الاحتلال فجأة القذائف عليهم.
وشوهدت الجثث ملقاة على أرضية مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حسب ما أفاد صحفي بالوكالة الفرنسية.
وقالت حماس، إن الحادث يرقى إلى مستوى "جريمة حرب مروعة".
ضرب ملجأ الأمم المتحدة
جاء الهجوم على مدينة غزة بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة أن الدبابات قصفت ملجأ للأمم المتحدة في خان يونس؛ ما أسفر عن استشهاد 13 شخصا وإصابة العشرات.
ودعت فرنسا إسرائيل إلى "الامتثال للقانون الدولي" وانضمت إلى الولايات المتحدة في إدانة غارة خان يونس، رغم أنها لم تحدد إسرائيل بشكل مباشر على أنها مسئولة، والجيش الإسرائيلي هو القوة الوحيدة المعروفة التي تدير دبابات في غزة التي تحكمها حماس منذ عام 2007.
كما أفادت حماس عن وقوع اشتباكات عنيفة في وسط وغرب خان يونس، مسقط رأس زعيمها يحيى السنوار.
وأعربت ألمانيا أيضا عن قلقها البالغ إزاء "الوضع اليائس" الذي يواجهه المدنيون في خان يونس، حيث يقترب القتال من المستشفيات التي تؤوي آلاف النازحين.
وفر عدة آلاف آخرين من المدينة بحثا عن ملجأ في رفح، الواقعة جنوبا على الحدود المصرية، حيث تجمع معظم الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب، والبالغ عددهم 1.7 مليون نسمة، وقاموا بتجميع أمتعتهم على السيارات والعربات التي تجرها الحمير والجرارات، بينما فر كثيرون آخرون سيرًا على الأقدام.
حكم الإبادة الجماعية
تقدمت جنوب إفريقيا بطلب إلى محكمة العدل الدولية الشهر الماضي تدعي فيه أن إسرائيل تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية، وتطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الفلسطينيين في غزة.
وبينما من المقرر أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارها بشأن هذا الطلب اليوم الجمعة، فإن الحكم بشأن ما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة أم لا قد يستغرق سنوات.
وتعهدت حماس باحترام وقف إطلاق النار إذا طلبت محكمة لاهاي ذلك بشرط أن تلتزم إسرائيل أيضا.
وأثارت القضية غضبا في إسرائيل، حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "لن يوقفنا أحد".
مفاوضات جديدة مرتقبة بشأن هدنة جديدة
ذكرت وسائل إعلام أمريكية في وقت متأخر، أمس الخميس، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيسافر قريبا للقاء نظيريه الإسرائيلي والمصري وكذلك رئيس الوزراء القطري، في محاولة للتفاوض على هدنة أخرى في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
ونقلت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست عن مسئولين لم تحددهما قولهم إن "بيرنز سيسعى إلى إطلاق جولة جديدة من المحادثات، على الرغم من رفض وكالة المخابرات الأمريكية والبيت الأبيض تأكيد خطط سفره".
ويزور بريت ماكجورك، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، المنطقة بالفعل لإجراء محادثات.
وذكرت وزارة الصحة في القطاع أن جيش الاحتلال ارتكب 21 مجزرة ضد العائلات في الجيب الساحلي، راح ضحيتها 200 شهيد و370 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى 25900 شهيد و64110 إصابات منذ السابع من أكتوبر الماضي.