عيد الشرطة
احتفلت مصر بالامس بعيدين مختلفين اولهما هو عيد الشرطة المصرية،وثانيهما هو ذكري ثورة يناير ٢٠١١،ورغم ان المناسبتين قد تبدوان مختلفتين من وجهة نظر الكثيريين الا انهما ليستا كذلك في نظري،فالذكرى الاولي المناسبتين هي ذكري عمل وطني كبير كان الدافع لدي من اقدموا عليه هو حب الوطن والرغبة في تقدمه وازدهاره،وبغض النظر عن ما آلت اليه ثورة يناير وتعرضها للسرقة من جانب جماعة الاخوان الارهابية،واستغلال قوي خارجية شريرة للزخم الشعبي وانتحال بعض العملاء لصفة ثوار ونشطاء سياسيين الا ان دافع الغالبية من المشاركين في يناير ٢٠١١كان دافعا نبيلا وهو الحلم بان تكون مصر افضل،نفس هذا الدافع هو الذي دفع ضباط وجنود الشرطة المصرية في الاسماعيلية للتضحية بارواحهم ومواجهة الجيش البريطاني في الاسماعيلية في ٢٥ يناير ١٩٥١ حيث كانت قوات الشرطة هي ممثل الدولة المصرية في الاسماعيلية بدلا من الجيش المصري،وكان قبولها الانذار البريطاني يعني اخلاء الاسماعيلية من اي رمز للسيادة المصرية،وهو ما رفضه ضباط وجنود الجيش المصري الذين واجهوا دبابات اكبر جيش استعماري في العالم ببنادق الانفيلد التقليدية..وسقط منهم ما يراوح الثلاثة وسبعين شهيدا قبل ان يسقط مبني المحافظة بعد معركة امتدت ساعات واستدعت توجيه التحية من قائد الفرقة البريطانية المقتحمة لشجاعة الشرطة المصرية،وقد كان لمعركة رجال الشرطة في الاسماعيلية اثر سياسي كبير ادي لتهيئة الجميع لاستقبال الحدث الكبير في ٢٣يوليو ١٩٥٢،بعد ان ادرك الجميع ان بريطانيا لن تخرج بالمفاوضات التي يجريها معها السياسيون التقليديون وانه لابد من طريقة جديدة للنضال من اجل التحرر الوطني،وبالتالي يمكن القول باطمئنان ان الشرطة المصرية احد مدارس الوطنية العريقة في جسد الدولة المصرية والتي يخدم رجالها الوطن من خلال الاداء المهني مثلهم في ذلك مثل ابناء القوات المسلحة والخارجية والقضاء والري،وهي كلها مدارس ذات طبيعة مهنية ووطنية معا..عمرها من عمر الدولة الحديثة في مصر..وتتناقل الاجيال فيها الخبرة والتقاليد المهنية والرسالة الوطنية جيلا بعد جيل،ويزيد من تحديات الشرطة المصرية تلم الزيادة الكبيرة في التعداد وزيادة عدد الضيوف والوافدين،وشيوع ميل لعدم احترام القانون لدي الكثيريين في عقود سابقة،وتوتر الظرف الاقتصادي والسياسي في مصر لعقود طويلة خلت وهو ما يخلق نزوعا لدي البعض للجريمة والخروج علي القانون ردا علي انه لم يحصل علي نصيبه الكافي من التنمية والناتج القومي،وقد ادي هذا لزيادة الضغوط علي الشرطة في سنوات ما قبل ٢٠١١،وارتفعت نبرة الهجوم عليها لاسباب سياسية لا لاسباب مهنية،وكان هناك اتهام لم تثبت صحته لبعض القيادات الكبري بالاهتمام بالسياسة علي حساب الامن الجنائي،وقد ادي ذلك لاستهداف مؤسسة الشرطة المصرية في احداث لم تنل نصيبها من التحقيق الكافي،وقد استدعي الامر ان يمد المشير عبد الفتاح السيسي يد المساندة لهذه المؤسسة العريقة فور توليه منصب وزير الدفاع،وان تضطلع الشرطة بدورها مع كافة مؤسسات الدولة في مساندة ثورة الشعب في ٣٠يونيو،وان تقود قياداتها ثورة داخلية ادارية جبارة لتطوير المقار الشرطية ومقار الخدمات مثل السجل المدني وان تلجا لاساليب غاية في الاحترافية في حل اسوا. الجرائم حتي لم نعد نسمع عن ما كان يقال في الماضي عن حالات لاستخدام العنف لاجبار المتهمين علي البوح باسرار الجرائم..تحية للشرطة المصرية في عيدها وتحية لمن خرج في ذكري هذا العيد حالما بغد افضل ليس امامنا سوي ان نظل نحلم به ونعمل من اجله مهما كانت الصعاب